وزير التعليم يكشف تفاصيل هامة عن إعادة هيكلة المرحلة الثانوية وتأثيرها على الطلاب

إعادة هيكلة المرحلة الثانوية في مصر كانت خطوة أساسية لتطوير منظومة التعليم قبل إطلاق نظام البكالوريا الجديد، حيث تصدت لمشكلة تكدس المواد الدراسية وتحميل الطلاب عبئًا غير مسبوق ضمن نظام التعليم القديم الذي اعتمد على عدد مبالغ فيه من المواد، مما أثر سلبًا على جودة التعليم والتحصيل الدراسي للطلاب.

أسباب إعادة هيكلة المرحلة الثانوية وأهميتها لنظام البكالوريا

أكد محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم، أن إعادة هيكلة المرحلة الثانوية جاءت كتحرك ضروري على خلفية عدم صلاحية النظام القديم للاستمرار، رغم الانتقادات التي تلقتها هذه الخطوة، وخصوصًا توقيت تنفيذها قبل طرح نظام البكالوريا بأشهر قليلة؛ حيث كان النظام السابق يضم 32 مادة دراسية، وهو عدد غير عملي ولا يتماشى مع الأنظمة التعليمية العالمية، ما أدى إلى إرهاق الطلاب والمعلمين على حد سواء. وأوضح الوزير أن الصف الأول الثانوي فقط كان يدرس فيه الطلاب 14 مادة، موزعة على ما بين 35 إلى 40 حصة أسبوعيًّا، وهو ما قلص وقت تدريس كل مادة إلى حصتين أو ثلاث حصص فقط، أي نحو 50 ساعة في العام الدراسي، رغم أن المناهج مصممة لتغطية ما بين 100 و130 ساعة سنويًّا.

تأثير تكدس المواد على الطلاب وأسباب اللجوء إلى الدروس الخصوصية

أدى كثرة المواد الدراسية ضمن النظام القديم إلى عزوف الطلاب عن الالتزام بالحضور المنتظم للحصص داخل المدرسة، إذ كان بعض المعلمين يعترف منذ بداية العام الدراسي بعدم القدرة على إكمال المناهج داخل الفصل، الأمر الذي دفع الطلاب إلى الاعتماد بشكل أكبر على الدروس الخصوصية والكتب الخارجية. ونوه الوزير أن التكدس في الدراسية لا يخدم العملية التعليمية، بل فوق ذلك، يزيد من الضغوط التي تتحملها الأسر المصرية من حيث الوقت والتكاليف. كما شدد على أن إعادة هيكلة المرحلة الثانوية هدفها تخفيف حجم المواد وتوزيع المناهج بشكل أفضل بحيث تلبي احتياجات الطلاب بشكل فاعل.

دراسات عالمية وتوصيات إعادة هيكلة المرحلة الثانوية في مصر

ذكر الوزير أن المركز القومي للبحوث، بالتعاون مع 120 أستاذًا وباحثًا، أجري دراسة مقارنة عن أفضل الأنظمة التعليمية عالميًا، وتبين من خلالها أن الدول المتقدمة مثل كوريا واليابان والصين وإنجلترا وألمانيا لا تدرس أكثر من 6 إلى 8 مواد في المرحلة الثانوية، لأن تجاوز هذا العدد يصعب معه تحقيق عدد ساعات الدراسة الموصى بها. وأشار عبد اللطيف إلى أن إبقاء النظام القديم سيثقل كاهل نحو 750 ألف طالب في كل دفعة، ما يعني عبئًا على أكثر من 2.5 مليون أسرة على مدار ثلاث سنوات، ستواجه فيها ضغوطًا استثنائية تتعلق بالدروس الخصوصية والمناهج المعقدة. ولعل أبرز ما ميز خطوة إعادة الهيكلة هو استعداد الوزارة لإطلاق نظام البكالوريا من خلال إنشاء بيئة مناسبة للحوار المجتمعي والتعديلات القانونية والموافقات البرلمانية، حيث كان لابد من تخفيف العبء بشكل مدروس.

عدد المواد الدراسية في النظام القديم عدد المواد الموصى بها عالميًا
32 مادة 6 إلى 8 مواد
حصص أسبوعية في الصف الأول الثانوي 35 إلى 40 حصة
ساعات الدرس المخصصة لكل مادة في النظام القديم 50 ساعة حسب الحصص الفعلية
الساعات المصممة لتدريس كل مادة 100 إلى 130 ساعة سنويًا
  • تعاني الأسر من ضغوط الدروس الخصوصية نتيجة كثرة المواد
  • الوزير وجه ببحث أفضل الممارسات التعليمية العالمية
  • إعادة الهيكلة هدفها تقليل عدد المواد وتوزيع المناهج بشكل أفضل
  • البكالوريا تحتاج إلى حوار مجتمعي وتعديلات قانونية

تُعد إعادة هيكلة المرحلة الثانوية خطوة حتمية نحو نجاح تطبيق نظام البكالوريا، ذلك لأن النظام القديم كان يفرض عبئًا دراسيًا وماديًا غير مقبول على الطلاب والأسر؛ لذا جاءت هذه الخطوة بهدف توفير بيئة تعليمية أكثر تنظيمًا وفعالية، تعزز من جودة التعليم وتدعم قدرات الطلاب في مواجهة تحديات المراحل المقبلة الدراسية بشكل مستدام، مع ضمان الالتزام بساعات تدريس مناسبة ومتوازنة تحفز على التعلم الحقيقي.