الشرعية تؤجل معركة الحديدة.. ما تأثير هذا القرار على مجريات الحرب؟

الحرب في اليمن بين الحوثيين والتحالف الدولي لإعادة التوازن هي محور معقد لا ينفك يتجلى في التوازنات الإقليمية والدولية، خاصة مع الحديث المستمر عن الحديدة التي تبدو كأنها على مفترق طرق ينتظر قرار الحسم؛ لكن الواقع أعمق من ذلك، إذ أن قرار إنهاء الحرب يتطلب حسابات دقيقة ومتشعبة تجسد تعقيدات المشهد السياسي والعسكري.

تداخل الحرب في اليمن مع التوازنات الإقليمية والدولية

الحرب في اليمن لا تقتصر على نزاع محلي بين جماعة مسلحة وقوى معارضة، بل تحولت إلى جزء لا يتجزأ من التوازنات الإقليمية وربما الدولية؛ فالحوثيون صاروا أكثر من مجرد فصيل مسلح، فهم يمتلكون دورًا فاعلًا في السياسة الإقليمية التي تؤثر على مسار الحرب ومدى استمرارها أو توقفها، وهو ما يدركه جيدًا المراقبون. القوى المناهضة للحوثيين، رغم شجاعة مواقفها وقوتها الميدانية، تأكدت أن المواجهة تحتاج إلى ما هو أبعد من مجرد السلاح، فلا يمكن حسم الحرب دون الاعتراف بعمق الأزمة وتعقيداتها الدولية، مما يفرض إدراك أن الصراع متداخل في شبكة أوسع من الصراعات والتقاطعات.

دور التحالف الدولي في الحرب على الحوثيين لتحقيق استقرار اليمن

عاد الحديث بقوة عن أهمية التحالف الدولي في الحرب على الحوثيين للوصول إلى حل حاسم، ولكن هذه المرة ضمن إطار سياسي وعسكري أوسع يضمن توفير الدعم وإعادة التوازن. من المهم ألا يُنظر إلى مبادرة التحالف الدولي كإعادة تجربة سابقة فاشلة، بل كاستعانة بحلف قوي تصميمه تنسيق الجهود المشتركة الفاعلة. تاريخًا، كما حدث مع مواجهة تنظيم “داعش” في العراق، ساهم تلاقي الإرادة الوطنية مع الدعم الدولي في تغيير موازين الحرب. لا يسعى أحد إلى أن يحارب العالم نيابة عن اليمن، لكن الواقع يفرض على المجتمع الدولي أن يفهم أن الحرب في اليمن ليست معركة عابرة، بل فصل أساسي في مشهد الاستقرار الإقليمي.

الشروط المطلوبة لتحقيق معركة حاسمة في الحرب في اليمن

القرار بالحسم في الحرب في اليمن ضد الحوثيين لا يمكن أن يتم بناء على رغبة فردية أو تصريح عابر، بل يتطلب عملًا مشتركًا تقوم فيه المعركة على أسس واضحة ومحكمة، يحصل فيها التحالف المناهض للحوثي على دعم قوي يرفض المقايضة بين الدم والهدنة، كما لا يمكن إدارة الأزمات بالتقسيط أو التردد. الوقت عامل مضغوط لا يمكن الاستهانة به، واليمن لا يحتمل زيادة التعقيد في هذا الملف. هنا تتجلى أهمية توفر الغطاء الشامل الذي يجعل المعركة هذه المرة حاسمة وفاعلة. بدون ذلك، يبقى السؤال الملح هو: هل نمتلك بالفعل الغطاء السياسي والعسكري الضروري لتغيير موازين الحرب وتحقيق استقرار حقيقي في اليمن؟

  • فهم التداخلات الإقليمية والدولية في الصراع اليمني
  • تطوير تحالف دولي يقدم الدعم السياسي والعسكري
  • بناء استراتيجية مشتركة لحسم المواجهة مع الحوثيين