ارتفاع أسعار الفضة العالمية إلى 39.13 دولار للأوقية مع استمرار التوترات وتوقعات خفض الفائدة

أسعار الفضة العالمية تواصل صعودها بدعم من التوترات وتوقعات خفض الفائدة، حيث شهدت الأسواق تحركات قوية تؤثر على سعر المعدن الثمين، مع توقعات بزيادة الطلب في ظل تغيرات اقتصادية وسياسية متسارعة. تتفاعل الأسواق مع عوامل عدة دفعت الفضة لترتفع محليًا وعالميًا، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع خلال الفترة القادمة

أسعار الفضة العالمية وتأثير خفض الفائدة على استمرار الصعود

شهدت أسعار الفضة العالمية تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي، إذ ارتفعت إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 14 عامًا قبل أن تتراجع بشكل طفيف بفعل عمليات جني الأرباح التي قام بها بعض المستثمرين، وفقًا لتقرير مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث. بدأ سعر تداول الأوقية عند 38.32 دولارًا لترتفع إلى 39.13 دولارًا، ثم تهبط إلى 37.65 دولارًا، وأغلقت الأسبوع عند 38.11 دولارًا بانخفاض طفيف قدره 0.11 دولار. في السوق المحلية، تراوح سعر جرام الفضة عيار 800 نحو 52 إلى 53 جنيهًا قبل الاستقرار عند 52 جنيهًا، بينما بلغ سعر عيار 999 نحو 65 جنيهًا وعيار 925 نحو 60 جنيهًا، فيما تجاوز سعر جنيه الفضة (عيار 925) 480 جنيهًا.

يتزامن هذا الأداء مع توقعات متزايدة بين المستثمرين حول خفض معدلات الفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، إذ أشار عضو الفيدرالي الأمريكي كريستوفر والر إلى احتمال اتخاذ قرار بخفض الفائدة خلال يوليو، في ظل مؤشرات ضعف واضحة في سوق العمل بالقطاع الخاص. تعزز هذه التوقعات احتمالية خفض الفائدة بمقدار 45 نقطة أساس نهاية العام وانتقال سياسة التيسير النقدي للواجهة بدءًا من سبتمبر المقبل، مما يُعد عاملًا رئيسياً في زيادة جاذبية الفضة كأصول بديلة.

العوامل الخارجية وتأثير تراجع مؤشرات الدولار على أسعار الفضة

أثرت العوامل الخارجية بشكل جوهري على تحركات أسعار الفضة العالمية، حيث ساهم تراجع عوائد السندات الأمريكية في دفع المعدن للارتفاع، إذ هبط العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.42%، ولسنتين إلى 3.87%، مما خفف من تكلفة الفرصة البديلة لامتلاك الفضة التي لا تولد عوائد نقدية. بالإضافة إلى ذلك، تراجع مؤشر الدولار إلى 98.462 نقطة، بنسبة 0.16% خلال الجلسة، رغم تحقيق مكاسب على أساس أسبوعي، بسبب تداعيات سياسية وضغوط متزايدة على رئيس الفيدرالي جيروم باول، وكذلك صدور بيانات تضخم غير متجانسة، أعادت تشكيل موازين السوق.

من جهة أخرى، أدى تصاعد التوترات التجارية العالمية إلى دعم احتمالات استمرار ارتفاع أسعار الفضة، خاصة في ظل هددات فرض تعريفات جمركية على السلع الأوروبية تتراوح بين 15% و20%، والتي أثارها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. كما يتسبب الجمود في المحادثات التجارية مع اليابان وإندونيسيا في خلق حالة من الغموض تزيد من بريق الفضة كملاذ آمن.

توقعات سعر الفضة العالمية في ظل استمرار التوترات وتراجع مؤشر الدولار

تشير توقعات بنك سيتي إلى أن أسعار الفضة العالمية قد تستمر في مسارها الصاعد، حيث تتوقع وصول السعر إلى 40 دولارًا خلال الفترة من 6 إلى 12 شهرًا، مع احتمال ملامسة 46 دولارًا في الربع الثالث من عام 2025، مدعومة بنمو الطلب الصناعي، وتراجع المخزونات العالمية، واستمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والنقدي. يُذكر أن نسبة الذهب إلى الفضة الحالية تبلغ 87.3 مقارنة بالمتوسط التاريخي 53، وهو ما يشير إلى أن الفضة لا تزال مقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، ومن المتوقع أن تتجاوز قيمتها السوقية 63 دولارًا في حالة عودة النسبة للمتوسط دون تغير كبير في سعر الذهب.

العيار السعر بالجنيه المصري
عيار 800 52 – 53
عيار 925 60
عيار 999 65
جنيه الفضة (عيار 925) 480
  • ارتفاعات أسعار الفضة مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي
  • توقع خفض معدلات الفائدة الأمريكية خلال العام الجاري
  • تصاعد النزاعات التجارية وتزايد حالة عدم اليقين العالمي
  • زيادة الطلب الصناعي على الفضة وتراجع المعروض

تُظهر أرقام التاريخ كيف أن أسعار الفضة كانت على مقربة من مستويات قياسية في وقت سابق، إذ بلغت ذروتها في عام 1980 ما يعادل اليوم نحو 197 دولارًا للأوقية بالقيمة المعدلة، كما وصلت إلى 71 دولارًا خلال موجة الارتفاع في عام 2011، ما يفتح المجال أمام مزيد من الصعود مقارنة بمستوياتها الحالية التي تقارب 38.40 دولارًا. كل هذه العوامل تعزز من السرد المتصل حول استمرار أسعار الفضة في تحقيق مكاسب مدعومة بتبدلات اقتصادية وسياسية متلاحقة.