غلاب يحذر: الحوثيون يشكلون تهديداً للجميع ومواجهة الأزمة ضرورية لتحقيق سلام اليمن

اليمن مقبل على مرحلة جديدة من التعافي والاستقرار، وهي الفرصة التي يدركها أبناء اليمن والإقليم والمجتمع الدولي على حد سواء، مما يجعلها هدفاً مشتركاً يسهل تحقيقه؛ فالشعب اليمني الذي تحمل ويلات الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي، ونتائجها الكارثية، ماضٍ نحو استعادة دولته ووحدته الوطنية بالرغم من كل الصعاب والتحديات التي تواجهه.

كيف يؤثر تعافي اليمن واستقراره على مستقبل الدولة والوحدة الوطنية؟

الحديث عن تعافي اليمن واستقراره لا يقتصر على مجرد موعودات، بل هو واقع يكتب فصوله أبناء الشعب اليمني الذين عانوا كثيراً من نيران مليشيا الحوثي؛ هذه الجماعة المسلحة التي شوهت صورة البلاد وأدخلتها في أزمات متعددة. يؤكد الإعلامي اليمني الدكتور نجيب غلاب أن اليمن قادر على تخطي هذه المحنة، واستعادة مؤسساته ووحدته الوطنية التي تمثل العمود الفقري لأي دولة ناجحة. في غضون ذلك، تواجه “مجموعة الملالي” التي تدعم الحوثيين تحديات كبرى، حيث لم تعد قادرة على التحكم بشكل كامل، بل لجأت إلى خيارات انتحارية تهدد الاستقرار ليس فقط في اليمن، بل على مستوى المنطقة بأسرها.

كما يحذر غلاب من نمط الخطاب التصعيدي الذي يتبناه النظام الإيراني من خلال وكلائه في المنطقة، مستشهداً بفكرة “التصعيد حتى الموت” التي أصبحت نهجاً لهم، إذ تمتلك هذه القوى ميليشيات موالية خطرة وذات أجندات تهدد السلم الإقليمي. هذه القوى توصف بأنها ربما تفوق خطورة تنظيمي داعش والقاعدة معا، وهو ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار في أي خطة تعافٍ أو استقرار.

مواجهة مليشيا الحوثي ضرورة حتمية لتحقيق السلام في اليمن

لا يمكن النظر إلى مليشيا الحوثي كمجرد كيان مسلح عابر، بل هي تهديد وجودي يعصف باليمن والمنطقة بأكملها؛ حيث تعمل هذه الجماعة المدعومة من إيران على نشر الفتن وإثارة النزاعات، مما يهدد أمن واستقرار البلاد. وأوضح الدكتور نجيب غلاب أن الحل لا يكمن في تجاهل هذه الجماعة أو التقليل من شأنها، بل في مواجهة شاملة وواضحة. هذه المواجهة ليست مجرد عمل عسكري فحسب، بل هي خطوة أساسية نحو السلام الحقيقي وإعادة الأمن. في هذا السياق، صرح غلاب قائلاً: “دقوا الحوثيين أينما حلوا وكانوا، وإن كانوا جنبكم”، مما يعكس حاجة حقيقية لوضع حد لتأثيرهم.

يؤكد غلاب أيضا أن “قتال الحوثيين هو ذروة سنام السلام”، إذ يمثل القضاء على تهديداتهم وانتهاء سيطرتهم على الأرض اليمنية المرحلة الأولى لبناء سلام دائم. وعليه، فإن مواجهة مليشيا الحوثي لا بد أن تكون استراتيجية متكاملة يشترك فيها المجتمع اليمني والأطراف الإقليمية والدولية، لضمان استعادة اليمن لمكانته كدولة مستقرة.

رسالة مهمة للمجتمع الدولي لدعم الحلول السياسية في اليمن

لم تغفل تصريحات الدكتور نجيب غلاب أهمية دور المجتمع الدولي والإقليمي في دعم اليمن على طريق التعافي والاستقرار، حيث وجه لهم رسالة واضحة تحثهم على تحمل مسؤولياتهم تجاه الواقع اليمني. أكد أن الصمت على ممارسات الحوثيين، ودعم إيران المتواصل لهم، لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، مع آثار تمتد إلى كل أرجاء المنطقة. من هنا تبرز الحاجة الملحة لدعم الحلول السياسية التي ترتكز على ثلاث مراجع أساسية:

• المبادرة الخليجية التي تشكل الإطار السياسي الأول لإنهاء الصراع
• مخرجات الحوار الوطني التي تمثل التوافق الداخلي اليمني
• قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يؤكد على ضرورة التمسك بالمرجعيات

هذه المراجع تشكل الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة اليمنية، ولضمان تعافي اليمن واستقراره على أسس سليمة ومتينة. ويختتم غلاب أن اليمنيين يمتلكون القدرة على الصمود وتحقيق الانتصار وبناء مستقبل مزدهر لأجيالهم القادمة، شريطة أن يتوقف المجتمع الدولي والإقليمي عن المماطلة، وأن يتصدى بحزم لكل المشاريع الطائفية والإرهابية التي تحاول المساس بهوية اليمن ووحدته الوطنية.

يعد تعافي اليمن واستقراره هدفا شاملا يتطلب تعاوناً داخلياً وخارجياً لفرض وقف التدخلات الخارجية، والتصدي للمهددات الإرهابية والإقليمية، وتوحيد الجهود لبناء دولة قوية تحمي مصالح شعبها وتحافظ على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها