قيادات حوثية تهرب أسرها من الحديدة.. هل يعني هذا قرب سقوط الشريط الساحلي؟

مليشيا الحوثي في محافظة الحديدة تشهد حالة من الذعر والتوتر المتصاعد مع اقتراب انطلاق عملية عسكرية برية واسعة تستهدف استعادة السيطرة على الشريط الساحلي الغربي لليمن، وسط أنباء متواترة عن تصعيد قتال قد يغير خريطة الصراع في المنطقة بشكل جذري، وتزامن ذلك مع استنفار غير مسبوق داخل صفوف المليشيا التي بدأت تظهر عليها علامات ارتباك وخوف عميق من الاجتياح المحتمل.

إخلاء قيادات مليشيا الحوثي وأسرهم في الحديدة: مؤشرات على تصعيد عسكري وشيك

شهدت مدينة الحديدة حالة غير مسبوقة من التوتر بعد إعلان شهود عيان عن إخلاء العشرات من قيادات الصف الأول لمليشيا الحوثي أسرهم بشكل عاجل، ونقلهم إلى معاقلهم في محافظتي صعدة وذمار، في محاولة لتجنب الخسائر البشرية المحتملة أثناء الهجوم المتوقع، ما يعد دلالة واضحة على حالة الذعر التي تسيطر على القادة الحوثيين. يعكس هذا الإجراء استعداد المليشيا لأي طارئ قد يؤدي إلى انهيار مواقعها الاستراتيجية داخل الحديدة، مؤشراً على توقعهم تصعيداً عسكرياً واسع النطاق خلال الأيام المقبلة.

زراعة الألغام العشوائية في الحديدة وأثرها على المدنيين وسط تصاعد التوترات

في خطوة يائسة لوقف التقدم العسكري المحتمل، كثفت مليشيا الحوثي من عمليات زراعة الألغام بشكل عشوائي وغير مدروس في محيط الحديدة، مستهدفة المداخل الرئيسية ومناطق مأهولة بالسكان، ومنها الدريهمي، النخيلة، كيلو 16، وسبعة يوليو. وصفت منظمات حقوق الإنسان هذه الممارسات بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، نظراً لاستهتار المليشيا بأرواح المدنيين واستغلالهم كدروع بشرية لحماية مواقعها العسكرية، ما يهدد بوقوع كارثة إنسانية جديدة مع احتمالية نزوح جماعي جديد، خصوصاً بعد عودة آلاف الأسر النازحة إلى منازلها خلال الأشهر الماضية بعد تراجع العمليات العسكرية.

ضربات جوية أمريكية تستهدف ميناء ومطار الحديدة وسط دعوات دولية للتهدئة

في تطور ميداني لافت، نفذت المقاتلات الحربية الأمريكية مساء السبت 13 غارة جوية مكثفة استهدفت ميناء الحديدة ومطار الحديدة الدولي، رداً على استخدام مليشيا الحوثي هذه المرافق لأغراض عسكرية، منها تهريب الأسلحة وتهيئة البنية التحتية لاستقبال تعزيزات عسكرية إيرانية. خلفت الضربات دماراً واسع النطاق في المنشآت الحيوية، مما زاد من قلق السكان المحليين الذين يعتمدون على الميناء في استيراد الغذاء والمساعدات الإنسانية. في الوقت ذاته، دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد العسكري حفاظاً على المدنيين والبنية التحتية الحيوية، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الإنساني في الحديدة.

  • إخلاء أسر قيادات الحوثي وتوجههم إلى معاقلهم حماية لهم من المواجهات القادمة
  • تكثيف عمليات زراعة الألغام بشكل عشوائي في مناطق مدنية وطرق رئيسية بمدينة الحديدة
  • شن 13 غارة جوية أمريكية استهدفت الميناء والمطار نتيجة استخدامهما لأغراض عسكرية
  • دعوات دولية متكررة لتجنب التصعيد والحفاظ على المدنيين والبنية التحتية
المنطقة نوع الهجوم
ميناء الحديدة غارات جوية مكثفة
مطار الحديدة الدولي غارات جوية مكثفة
مدينة الحديدة والمداخل الرئيسية زراعة ألغام عشوائية

تُشير التوترات المتزايدة واقتراب بدء العملية العسكرية إلى مرحلة جديدة من الصراع في الحديدة قد تكون الأعنف منذ بداية الحرب اليمنية؛ حيث تستعد القوات المشتركة لاستعادة السيطرة على الساحل الغربي، فيما يقلق المراقبون من حجم المعاناة التي ستشهدها المدينة، لا سيما مع استمرار المليشيا الحوثية في تكتيكاتها العدوانية التي تلغي حقوق المدنيين، مستخدمةً إياهم كدروعٍ بشرية وزارعةً للألغام بطرق عشوائية تهدد حياة آلاف السكان. الأيام القادمة تحمل الكثير من التحديات الحاسمة التي سترسم مسار الصراع ومستقبل محافظة الحديدة، سواء ميدانياً أو إنسانياً، وسط أفق قاتم من احتمالات تصعيد يمثل تهديداً كبيراً للسكان المحليين وللأمن الإقليمي.