مؤمن الجندي ينشر مقاله الجديد “السلام الأخير” منذ أقل من دقيقتين

السلام الأخير في كرة القدم يحمل بين طياته مشاعر مختلطة، تتجاوز حدود الأرقام والعقود إلى عمق المشاعر الإنسانية، حيث يختلط الحزن بالخذلان، وتُطرح أسئلة عن الوفاء والانتماء، خصوصًا عندما يتعلق الأمر برحيل لاعب مثل وسام أبو علي عن الأهلي، الذي ترك وراءه أثرًا لا يُمحى رغم رحيله المفاجئ، وما تبعه من ردود فعل تعكس طبيعة الجماهير ومفهومها لـ “السلام الأخير”.

السلام الأخير في كرة القدم بين الرحيل والوفاء

في كل قصة رياضية، اللحظة الأصعب ليست لحظة الانضمام بل لحظة الوداع؛ السلام الأخير الذي يحمل في طياته صمتًا ثقيلاً يعانق القلب، يتساءل البعض: هل الحزن لرحيل اللاعب؟ أم للحظة فقدان الثقة به؟ الوجوه التي أحببناها لا تختفي دفعة واحدة، لكنها تذوب تدريجيًا؛ صوتًا بعد صوت، وذكرى بعد ذكرى حتى تصبح مجرد ظل يتحرك بصمت في زاوية ذاكرتنا دون ألم لكنه حاضر. وعلى هذا النحو تمضي الأيام، ويبقى أثر الرحيل محفورًا في القلب وسط تساؤلات عن الحكمة أو الخذلان، في زمن لم يعد فيه الحب وحده مرجعًا بل حسابات العقود والمكاسب.

كيف يصنع السلام الأخير في رحلة رحيل وسام أبو علي عن الأهلي؟

وسام أبو علي، اللاعب الذي لم يمكث في الأهلي سوى موسم ونصف، كتب فصولًا سريعة في ذاكرة الجمهور؛ سُجل اسمه كمن اجتهد وساهم ولكن لم يحتل القلب بأي غياب؛ الرحيل جاء كأنه صفحة طويت بسرعة قبل موعد النهاية، وشعور الحيرة والغضب كان ليس من ضعف اللاعب بل من طريقة المغادرة؛ الصمت، التجاهل، وعدم الاعتراف بالجميل هو الذي أثار القلق والغضب. الأهلي استفاد ماديًا من العرض الأمريكي الذي استلمه، وقرار البيع كان منطقيًا وعقلانيًا، لكن كرة القدم لا تُحكم فقط بالعقود، بل تُلعب على وتر المشاعر أيضًا.

الفروقات بين حسابات كرة القدم ومشاعر الجماهير في السلام الأخير

جمهور الأهلي، في عادته، لن يغضب من رحيل لاعب إن كان لمصلحة النادي، بل يغضب من الغموض والبرودة في طريقة الرحيل وبتر الكلمات وعدم التقدير؛ وهذه هي اللحظة التي يتحول فيها الحب إلى نار دفاعية تلهب المشاعر. مع هذا، يجب على اللاعب فهم أن المغادرة ليست مجرد أرقام، بل ترتبط بكيفية تركه السلام الأخير. من منظور وسام أبو علي، هو قدم ما عليه بكل إخلاص، واحترم عقده، ثم اختار العرض الذي يتوافق مع طموحه المادي والمعيشي، وهو أمر اعتاد عليه كثيرون في مختلف المهن. لكن كرة القدم ليست وظيفة عادية، والجماهير لا تتقبل لغة الحسابات وحدها.

  • رحيل وسام لم يكن خيانة بل اختيار مصلحته مثل ملايين الموظفين
  • الجماهير لا تستوعب تفاصيل المال والحسابات فقط، بل تركز على المشاعر
  • السلام الأخير يجب أن يحمل رسالة تقدير حتى وإن كان الرحيل حتميًا
العنصر الوصف
مدة بقاء وسام في الأهلي موسم ونصف فقط
أثر وسام ساهم في تسجيل الأهداف وصنع فرص
عرض الرحيل عرض أمريكي مغري من الناحية المالية
رد فعل الجمهور تركز على طريقة الرحيل وليس البيع ذاته

في قلب الأمر، وسام لم يكن فدائيًا أو خائنًا، بل لاعب محترف جاء في وقت مناسب، وتركني أرقامًا واضحة ولكن ذكرى مختلطة؛ ربما حين يمر الزمن، سيرسم الابتسامة في وجهه وهو يتذكر مسيرته مع الأهلي، بينما النادي وجمهوره سيواصلان طريقهما بكل ثبات؛ لأن كرة القدم عالم لا يقف عند أحد، بل الحياة تستمر رغم كل السلامات الأخيرة التي تحمل كل من الحب والغضب معًا.