وفاة الأمير النائم بعد 20 عامًا في الغيبوبة.. د. جمال شعبان يذكّر بأن الأعمار بيد الله

الأمير النائم الوليد بن خالد بن طلال في غيبوبة 20 عامًا ورحيله يذكر بأن الأعمار بيد الله، وتُبرز قصته التفوق الطبي في رعاية مرضى الغيبوبة. أعلن الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي في مصر، عن تعازيه في وفاة الأمير الوليد بعد أعوام طويلة من الغيبوبة، مؤكدًا أن قصته الإنسانية والطبية تشكل نموذجًا يفوق فيه الطب قدرات العناية المركزة ويجسد قدرة الله في التحكم في الحياة والموت.

الأمير النائم في غيبوبة 20 عامًا: رحلة مابين الصبر والطب المتقدّم

بعد مرور حوالي 20 عامًا في غيبوبة مستمرة، توفي الأمير الوليد بن خالد بن طلال، المعروف بلقب “الأمير النائم”، داخل أحد المراكز الطبية المتخصصة في المملكة العربية السعودية، كما صرح الدكتور جمال شعبان في منشور له، مشيرًا إلى أن هذه الفترة الطويلة استثنائية لكنها ليست الأطول، حيث شهد التاريخ حالات مرضى في غيبوبة لفترات تتجاوز ذلك، مثل امرأة إماراتية مكثت في الغيبوبة لمدة 27 عامًا. ويؤكد هذا أن الأعمار بيد الله وحده، وأن المرض ليس مقياسًا لتقصير span الحياة.

حالة الأمير الوليد تمثل مثالًا بارزًا على تطور طب العناية المركزة ورعاية مرضى الغيبوبة، فقد تم تقديم رعاية طبية دقيقة ومتابعة مستمرة طيلة العقدين الماضيين. وعبّر الدكتور جمال شعبان عن دعائه للفقيد، راجياً من الله أن يتقبله شهيدًا وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، مؤكدًا أن حياة وموت الإنسان بيد الخالق وحده، وهو المهيمن على كل شيء.

من هو الأمير النائم الوليد بن خالد؟ تفاصيل الحالة الصحية والرحلة الطبية الطويلة

وُلد الأمير الوليد بن خالد بن طلال عام 1990، وهو الابن الأكبر للأمير خالد بن طلال، الذي عُرف عنه تفانيه في رعاية نجله طيلة سنوات الغيبوبة، بعد تعرض الأمير لحادث مروري مروع عام 2005 أثناء دراسته في الكلية العسكرية. ومنذ ذلك الحين دخل في حالة غيبوبة عميقة جعلته يحتفظ بالحياة الجسدية دون وعي.

شارك فريق طبي دولي من أطباء أمريكيين وإسبان في محاولة وقف النزيف الدماغي الذي أصيب به الأمير الوليد، غير أن الجهود الطبية لم تُثمر عن استيقاظه من الغيبوبة. ورغم تحركات طفيفة أُظهرت في بعض الفيديوهات، مثل تحريك الرأس عام 2019، إلا أن استجابة دماغه لم تكن واضحة على مدى سنوات، مما يدل على تعقيد الحالة الطبية، وعلى الحاجة للرعاية المعقدة لفترة طويلة.

جنازة وعزاء الأمير النائم وللأب الوفاء.. قصة قوة التمسك بالأمل

أعلن الأمير خالد بن طلال، والد الفقيد، أن صلاة جنازة الأمير الوليد ستُقام يوم الأحد 25/1/1447 هـ الموافق 20/7/2025، وفق البيان التالي:

• لصلاة الرجال: جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض بعد صلاة العصر
• لصلاة النساء: مستشفى الملك فيصل التخصصي بعد صلاة الظهر

كما ستُقام مراسم العزاء لمدة ثلاثة أيام، من الأحد حتى الثلاثاء، في مواقع منفصلة للرجال والنساء:

• عزاء الرجال: قصر الأمير الوليد بن طلال في حي الفاخرية
• عزاء النساء: قصر الأمير طلال بن عبدالعزيز في حي الفاخرية بعد صلاة المغرب

تعد قصة الأمير النائم شهادة حية على الإيمان والصبر، حيث رفض والده، الأمير خالد بن طلال، الاستسلام رغم مرور عقدين، وتمسك باستمرار الأجهزة التي تدعم حياة نجله. شارك الأمير خالد صورًا وفيديوهات تعكس معاناتهم اليومية، مؤكدًا أن كل نبضة قلب وحركة خفيفة كانت تُمثل له رسالة حياة وأمل، ودرسًا في الوفاء والرعاية الأبوية التي لا تعرف حدودًا.

تحولت قصة الأمير الوليد إيذانًا برمز إنساني يعبّر عن الصبر والتفاني، وشكّلت مصدر إلهام لعدد كبير من العائلات التي تواجه مواقف مشابهة، واستُعير اسمه في العديد من المواقف كدليل على أن الإرادة البشرية والعناية المستمرة يمكن أن تتخطى الكثير من العقبات الطبية.

الإرث الذي تركه الأمير النائم خالد بن طلال بين جيل من المتابعين، يؤكد مكانته الكبيرة التي تتجاوز المجال الطبي إلى المعاني الروحية والإنسانية، محققًا تأملات في قدرة الله وحده على تقدير العمر، والصبر على المصاعب مهما طالت المدة.