الشرعية تدعو للاستثمار في الحدث وتوضح فرص المشاركة والتأثير

الشرعية اليمنية وتحولات المواجهة مع الحوثيين: فرص التغيير الحاسمة في استعادة الدولة

تشهد اليمن اليوم تحولات سياسية وعسكرية تتطلب من الشرعية اليمنية اتخاذ مواقف سريعة وتحركات فعالة، خاصة مع انتقال المجتمع الدولي من سياسة ردع محدودة إلى ردع نشط ضد الميليشيا الحوثية، ما يجعل الشرعية أمام فرصة حقيقية لتعزيز دورها والتأكيد على مشروع استعادة الدولة، وسط أجواء دولية وإقليمية متقلبة.

الشرعية اليمنية بين الواقع السياسي وتحالفات القوى المسلحة

الشرعية اليمنية تمثل منظومة معقدة تتداخل فيها الأهداف والولاءات؛ فهي وحدة ظاهريًا لكنها متعددة في الاتجاهات والمصالح، تجمعها رغبة مشتركة في مواجهة الحوثيين لكنها تختلف في الرؤى والاستراتيجيات. مجلس القيادة الرئاسي يعكس هذا التنوع، حيث يمثّل توازنات قوات مدعومة إقليميًا، سواء من السعودية أو الإمارات، مما يخلق شبكة تحالفات متشابكة وملتبسة. هذا الواقع يُبرز أهمية إدراك الشرعية لتحديات التمييز بين وحدة الشكل وتباين المضمون، لأنها بحاجة لإدارة هذه التناقضات داخليًا للخروج بسياسة موحدة وفعالة ضد الميليشيا.

مخاطر التردد وتأثيرها على فرص الشرعية اليمنية في استعادة الدولة

توقيت التحرك الذي تمر به الشرعية اليمنية حساس للغاية، فالتردد قد يُكلّفها فرصًا استراتيجية قد لا تتكرر، خصوصًا في ظل تحولات السياسة الدولية والإقليمية. الانقلاب من عمليات ردع محدودة إلى ردع نشط من قبل المجتمع الدولي، وخاصة الضربات الأمريكية، مرتبط بأهداف مؤقتة قد تنتهي بأي لحظة باتفاقات محتملة مع إيران أو باتباع الحوثيين لشروط واشنطن؛ وهذا يعكس هشاشة المناخ السياسي وتقلّبه السريع. ويُضاف إلى ذلك غياب الثقة بين دول الخليج في نوايا واشنطن وامتناعها عن الانخراط مجددًا في الصراع اليمني خوفًا من استنزاف إضافي. لذلك، يجب على الشرعية عدم الاستكانة لدور السلطة الشكلية أو الانتظار، بل المبادرة لإثبات نفسها كشريك دولي فاعل.

خطوات ضرورية للشرعية اليمنية لتثبيت موقعها كلاعب دولي في أزمة اليمن

الشرعية اليمنية أمام تحدٍ استراتيجي يتطلب تحركات سياسية وإعلامية ودبلوماسية وعسكرية متزامنة لتأكيد حضورها وفاعليتها في المشهد اليمني والدولي، فهي ليست فقط كيانا يحكم بشكل شكلي، بل حامل لمشروع استعادة الدولة وإعادة بناء مؤسساتها. وللمضي قدمًا، يمكن تلخيص المهام الأساسية للشرعية كما يلي:

  • توحيد الرؤية الداخلية عبر تحكيم المصلحة الوطنية فوق الولاءات الإقليمية
  • تعزيز الاتصالات الدبلوماسية مع الأطراف الدولية والإقليمية لتثبيت دعم مستدام
  • إطلاق حملات إعلامية واضحة تبرز مشروع الشرعية وأهدافها لإعادة الدولة ومواجهة الحوثيين
  • اتخاذ مواقف عسكرية مدروسة تستغل دعم الردع النشط دون الانجرار إلى احتكاكات غير محسوبة

هذا التوازن الدقيق بين السياسة والعمل العسكري والإعلامي يجب أن يكون محوريًا لتمكين الشرعية من استعادة زمام المبادرة، وإلا فستجد نفسها خارج دوائر القرار الحقيقية على المستويين الإقليمي والدولي، ما يعني فقدان الفرصة التاريخية التي تمر بها اليمن حاليًا.

الجانب الاستراتيجية المطلوبة
السياسة الداخلية توحيد القوى وتجاوز الانقسامات
العلاقات الدولية تعزيز التحالفات وضمان الدعم
الإعلام إبراز الشرعية كراعي للدولة وليس كسلطة شكلية
العسكري تنفيذ عمليات محسوبة بدعم الردع الدولي

في ظل هذه الظروف المعقدة، باتت الشرعية اليمنية مطالبة بأن تكون المبادرة بيدها، فلا مجال لانتظار التحولات الخارجية أو تراكم الأزمات الداخليّة، لأن فرصة اللحظة الراهنة قد تكون الحاسمة في تحديد مستقبل اليمن على المدى القريب.