الأزمة الحالية التي تواجه أطباء الأسنان وأثرها على قطاع الرعاية الصحية ومستقبل المهنة

تصاعدت في الأيام الأخيرة أزمة كبيرة بين نقابة أطباء الأسنان ووزارة التعليم العالي في مصر، وذلك بسبب التوسع غير المخطط في إنشاء كليات طب الأسنان بالجامعات الأهلية الجديدة، مما يهدد مستقبل المهنة ويزيد من نسب البطالة بين خريجيها. النقابة قدمت بيانات تشير إلى تجاوز عدد الخريجين أضعاف أعداد مثيلاتها في بلدان أخرى مثل الولايات المتحدة، مما يعكس أهمية معالجة هذه القضية لإنقاذ التخصص وسوق العمل.

تأثير التوسع العشوائي في كليات طب الأسنان

التوسع الكبير في كليات طب الأسنان قد يؤدي إلى بطالة مرتفعة بين الخريجين، مما يؤثر سلبًا على سوق العمل. النقابة أكدت أن عدد الكليات في مصر قد يصل إلى 80، بينما الولايات المتحدة تضم 65 كلية فقط، بحد أقصى 6500 خريج سنويًا مقابل أكثر من 12 ألف خريج في مصر. وتزامنًا مع تقليص وزارة الصحة للتكليف، سيواجه خريجو الأسنان صعوبة أكبر في إيجاد وظائف، مما يتطلب دراسة جدوى شاملة قبل افتتاح كليات جديدة.

مطالب نقابة أطباء الأسنان

طالبت النقابة العامة لأطباء الأسنان بضرورة وقف التوسع العشوائي في إنشاء كليات طب الأسنان الجديدة. وتحث النقابة على التباحث مع جميع الجهات ذات الصلة، بما في ذلك وزارة التعليم العالي، للتأكد من أن إنشاء كليات جديدة يتماشى مع احتياجات سوق العمل. وسبق أن قدمت النقابة دراسة حول أعداد أطباء الأسنان في مصر وتوزيعهم، وقد حذرت فيها من مخاطر البطالة بسبب الأعداد الكبيرة المسجلة في الجامعات بالفعل.

ضرورة اتخاذ قرارات مدروسة

من الضروري أن يتم اتخاذ قرارات بناءً على دراسات فعلية حول احتياجات سوق العمل لتجنب تدهور مهنة طب الأسنان. ندعو وزارة التعليم العالي إلى التنسيق مع النقابة للوصول إلى حلول تُناسب الوضع الراهن. كما يجب أن تتوقف المشروعات التعليمية الجديدة إن كانت لا تلبي الحاجة الحقيقية للمجتمع، بما يضمن مستقبل أفضل للخريجين ويحمي المهنة من التدهور.

ختامًا، لا بد من تحرك عاجل لحل هذه الأزمة قبل التحاق طلاب الثانوية العامة بالكليات لضمان حماية مستقبل الطلبة والمهنة في آن واحد.