تتفاقم أزمة الجنيه السوداني مع تراجع تاريخي في السوق الموازي

الجنيه السوداني يشهد انهيارًا غير مسبوق في السوق الموازي هذا العام، وسط تصاعد الأزمة الاقتصادية بسبب الحرب المستمرة بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما دفع سعر الدولار في السوق الموازية إلى أرقام قياسية تؤثر بشدة على معيشة المواطنين وتفاقم الوضع الاقتصادي والإنساني في البلاد.

تدهور الجنيه السوداني وأثره على أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني

شهدت السوق الموازية هبوطًا حادًا في قيمة الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية خلال الفترة الحالية، حيث بلغ متوسط سعر صرف الدولار الأمريكي صباح الجمعة حوالي 2870 جنيهًا سودانيًا، مقارنة بـ 560 جنيهًا فقط قبل عامين، ما يعكس تدهورًا تجاوز 400%، وهي نسبة غير مسبوقة على الإطلاق. وتشير تقارير مصرفية إلى أن بعض المناطق تشهد تعاملات بأسعار أعلى من هذا المعدل، مما يوضح الفجوة الكبيرة بين السعر الرسمي والأسواق غير الرسمية. يأتي انهيار الجنيه السوداني في ظل شلل شبه كامل للاقتصاد الوطني، مع توقف قطاعات الإنتاج والخدمات الأساسية بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة، بالإضافة إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية مما يزيد الأعباء على المواطنين.

نظرة عامة على أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني وتأثيرها

الانخفاض الحاد في قيمة الجنيه السوداني انعكس على أسعار جميع العملات الأجنبية بشكل ملفت، حيث سجلت ارتفاعًا متواصلًا مقابل العملة الوطنية، وسجلت العملات الرئيسية حسب السوق الموازي اليوم القيم التالية:

تداعيات انهيار الجنيه السوداني على الأوضاع المعيشية والاقتصادية في السودان

انهيار الجنيه السوداني المتواصل في السوق الموازية يعمّق معاناة المواطنين الذين يواجهون زيادة حادة في تكاليف السلع والخدمات الأساسية، وسط تراجع ملحوظ في قيمة مدخراتهم اليومية. الأزمة الاقتصادية الراهنة تأتي في ظل توقف شبه كامل للعجلة الإنتاجية والخدمية، ما تسبب في ضعف قوي في القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع معدلات الفقر. الوضع الأمني المتدهور بسبب الصراع المسلح يزيد من تعقيد هذه الأزمة، فيما تتزايد الدعوات لاتخاذ إجراءات فورية وعاجلة لاحتواء انهيار العملة ووقف الانزلاق الاقتصادي، عبر:

• تعزيز الاستقرار السياسي والأمني لتهيئة بيئة مناسبة للنمو
• تفعيل السياسات النقدية المناسبة لدعم الدولار والجنيه السوداني
• تحفيز الإنتاج المحلي لتخفيف الضغط على الأسواق
• دعم القطاعات الحيوية للحفاظ على استمرارية الخدمات الأساسية

هذه التطورات تحتم ضرورة التحرك السريع، لأن استمرار تدهور الجنيه السوداني سيؤدي إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والاجتماعي، ما ينعكس سلبًا على حياة الملايين من السكان الذين يرزحون تحت وطأة ارتفاع الأسعار وانعدام السلع الضرورية، في ظل أزمة إنسانية حادة لا يمكن تجاهلها.