حضرموت تحذر من مخطط خطير يهدد استقرار المحافظة ويفتح الباب أمام الفوضى

مخطط خطير في محافظة حضرموت يُنذر بمرحلة فوضى قد تقود إلى صراعات داخلية بعيدة عن الأمن والاستقرار؛ ففي المكلا، مركز حضرموت، تتكرر سيناريوهات مشابهة لما حدث في عدن بعد تحريرها من تنظيم القاعدة، حيث تحاول أطراف كانت غائبة سابقًا السيطرة على مقدرات المحافظة دون وجه حق، ما يهدد جهود بناء مستقبل أفضل للحاضنة الشرقية لليمن.

تحذيرات من مخطط خطير يهدد الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت

حذر خبير عسكري بارز من تنفيذ مخطط خطير يهدد محافظة حضرموت، مشيرًا إلى أن ما يحصل في المكلا يعكس مواقف مشابهة لتلك التي شهدتها عدن بعد تحريرها من القاعدة الإرهابية فيما مضى، حيث يحاول بعض الأطراف المتربصة استغلال الوضع للدخول إلى المشهد السياسي والسيطرة على مقدرات المحافظة؛ رغم أن هذه الأطراف كانت غائبة خلال معركة تحرير المكلا عام 2016، التي ضحى فيها القادة والمقاتلون الحقيقيون بأرواحهم ودمائهم من أجل المحافظة وأمنها.

وأكد الخبير أن هذا المخطط غير المدروس لن يؤدي إلى شراكات حقيقية، ولن يحقق الاستقرار المنشود، بل سيفتح باباً للفوضى والصراعات الداخلية التي ستضر بالمصلحة الوطنية. وأضاف أن هذه التحركات المشبوهة تخدم بالدرجة الأولى أعداء حضرموت الذين يسعون لزعزعة المؤسسات الوطنية وإعاقة جهود التنمية المحلية. لذلك، شدد الخبير على ضرورة إنصاف القادة الحقيقيين الذين خاضوا معركة تحرير المكلا ومنحهم حقوقهم القيادية لمتابعة بناء الأمن وتحقيق الاستقرار في المنطقة، معبراً عن أمله في عودة النائب فرج البحسني والكوادر الحقيقية إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بكل فاعلية.

ضرورة إعادة تفعيل دور المجلس الانتقالي في مواجهة مخاطر محافظة حضرموت

طالب الخبير العسكري بإعادة تفعيل دور المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف فاعل قادر على حفظ الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت، مشيراً إلى أن تعاون المجلس مع القوى المحلية المعنية يمتلك القدرة على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية التي تعرقل مسيرة التنمية وتزيد من تعقيد الأوضاع. وأضاف أن استمرار تهميش القادة الحقيقيين الذين قدموا تضحيات كبرى سيؤدي حتماً إلى تفاقم التوترات وبالتالي خسارة مكاسب الأمن التي تحققت بشق الأنفس.

ولكي يتحقق الاستقرار على أرض الواقع، أكد الخبير أن الحل يكمن في العودة إلى الشرعية الوطنية التي تستند على مبادئ الإنصاف العادل وتوزيع السلطة بصورة متوازنة بين الجميع، مع إعطاء القادة الحقيقيين دورهم المستحق وفتح المجال أمامهم لتجديد المشهد السياسي في حضرموت بما يخدم مصالح أبناء المحافظة ويحافظ على وحدة نسيجها الاجتماعي.

تحديات صراع القوى والنفوذ وتأثيرها على مستقبل حضرموت

يبدي مراقبون قلقهم من تزايد التنافس بين القوى المحلية والإقليمية على النفوذ في حضرموت، المحافظة الغنية بالموارد، خاصة النفط والغاز؛ إذ تسعى بعض هذه الأطراف إلى استغلال الفراغ السياسي من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو فئوية، مما يعقد المشهد ويزيد احتمالات اشتعال صراعات جديدة تهدد الأمن والاستقرار.

في هذا السياق، يبرز تحدي إدارة هذا الصراع وإيجاد التوازن بين مصالح مختلف الأطراف، مع التركيز على تعزيز الخدمات العامة، وتوفير فرص العمل، بالإضافة إلى تقوية منظومة الأمن. وفيما يلي أهم الأولويات التي يجب أن تحظى بالاهتمام في محافظة حضرموت:

  • تحسين جودة الخدمات العامة في مختلف المجالات
  • توفير فرص عمل مستدامة للشباب وأبناء المحافظة
  • تعزيز الأمن والاستقرار من خلال تعاون محلي وإقليمي متين
  • مواجهة محاولات التسلل السياسي التي تهدد النسيج الاجتماعي

وفي ختام حديثه، وجه الخبير العسكري تحذيراً شديد اللهجة إلى أبناء حضرموت، داعياً إياهم إلى البقاء يقظين وعدم الانجرار وراء أجندات خارجية تحاول زعزعة استقرار المحافظة. قال: “حضرموت تستحق أن تكون نموذجاً يحتذى به في الأمن والتنمية، والتضحية من أجلها هدف نبيل يوجب علينا الاتحاد والعمل بروح وطنية صادقة”. وأضاف أن التعاون والتعلم من تجارب الماضي هما السبيل الوحيد لتحقيق التنمية والاستقرار، بعيداً عن الأنانية والصراعات التي تخدم أعداء الوطن.