خبير يوضح للحرية سر الأعمدة تحت هرم خفرع وحقيقة الاكتشاف الأثري

انتشرت في الأوساط الإعلامية أنباءٌ مثيرة تتحدث عن اكتشافات تحت هرم خفرع بمنطقة أهرامات الجيزة، مما أثار جدلاً واسعًا حول صحتها. أشارت هذه الأنباء الزائفة إلى وجود هياكل أسطوانية عمودية تصل لعمق كبير تحت الأرض، واستندت إلى نظريات تكنولوجية قديمة هدفها استخدام الأهرامات لتوليد الطاقة الكهربائية. لكن ما حقيقة هذه الادعاءات؟

خبير آثار يفند مزاعم الأعمدة تحت هرم خفرع

أكد خبير الآثار الدكتور زاهي حواس، عالم المصريات الشهير، عدم صحة هذه الادعاءات المتعلقة بوجود أعمدة تحت هرم خفرع. أوضح حواس أن الحديث عن أجهزة رادار تصل لهذه الأعماق غير منطقي، كما نفى صدور أي تصاريح رسمية لتنفيذ مثل هذه الأبحاث. وشدد على أن الأقاويل حول وجود أعمدة معقدة أسفل الأهرامات تدخل ضمن محاولات النيل من عظمة الحضارة المصرية، مشيرًا إلى عدم وجود دلائل علمية تدعم هذه الفرضيات.

دحض نظريات توليد الطاقة من الأهرامات

تصدت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبد الرحيم ريحان لهذه النظريات الخيالية. أشارت الدكتورة رنا التونسي، منسقة الحملة، إلى أن الادعاءات المستندة إلى نظريات مثل “كريستوفر دان” و”نيكولا تسلا” تفتقد المصداقية العلمية. وأوضحت أن هذه الفرضيات تعاملت بتفسيرات عصرية لا تراعي البيئة والمفاهيم التي قامت عليها مصر القديمة.
كما أكدت التونسي أن ترجمة النصوص المصرية القديمة تُظهر سوء فهم، مثل الترجمة الخاطئة للنقش الظاهر على مسلة الملكة حتشبسوت. ولفتت الانتباه إلى أن هذا الأسلوب يدحض قيمة الأدلة التاريخية الموثوقة مثل متون الأهرام، التي تعد أساسًا لعرف بناء الأهرامات كمدافن.

أدلة علمية لدحض المزاعم

أظهرت المسوحات الجيولوجية باستخدام تقنيات متطورة مثل رادار اختراق الأرض والتصوير المقطعي بالموجات الزلزالية عدم وجود دلائل على وجود فراغات أو أعمدة تحت هرم خفرع. وأشار الدكتور فاروق شرف إلى أن المصري القديم نحت الأساس بشكل محكم باستخدام كتل حجرية ضخمة ذات استقرار مذهل، دون حاجة إلى أعمدة غير مرئية.
وبفضل مشروع التصوير بالميونات الذي بدأ في عام 2015، تأكدت هذه النتائج؛ إذ لم يتم رصد أي دليل يثبت وجود أعمدة أو فراغات كبيرة تحت الهرم. هذا يدحض تمامًا الفرضيات التي تروج لفكرة استخدام الأهرامات لأغراض هندسية معقدة تتجاوز وظيفتها كمقابر ملكية.