«حقائق مجهولة» إيران تقر إخفاقات أمنية غير مسبوقة في الحرب ضد إسرائيل

إيران تقر لأول مرة بإخفاقات أمنية في الحرب ضد إسرائيل، حيث أقر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في تصريح رسمي، خلال اجتماع لمجلس الوزراء في طهران، بأن بلاده واجهت أوجه قصور أمنية خلال الصراع مع إسرائيل الذي استمر 12 يومًا، مشددًا على ضرورة تحليل هذه الإخفاقات ومعالجتها بشكل جاد.

الاعتراف الإيراني بالإخفاقات الأمنية في الحرب مع إسرائيل

تعتبر هذه التصريحات الأولى من نوعها التي تعترف بها إيران علنًا بوجود إخفاقات أمنية في مواجهة إسرائيل، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات عدة عن طبيعة هذه العيوب ومدى تأثيرها على قدرات الدفاع الإيرانية؛ إذ أشار بزشكيان إلى أن التحليل الدقيق لأوجه القصور الأمنية أصبح أمرًا حيويًا بعد الخسائر التي مني بها الطرف الإيراني. هذا الاعتراف الرسمي يأتي عقب سلسلة من الهجمات التي استهدفت مواقع عسكرية ونووية، بالإضافة إلى أهداف أخرى أقل شهرة لكنها حملت أهمية استراتيجية، الأمر الذي يُظهر تعقيد المشهد الأمني في إيران.

تفاصيل الإخفاقات الأمنية وتأثيرها على القيادة العسكرية في إيران

شهدت الحرب بين إيران وإسرائيل مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين رفيعي المستوى داخل منازلهم الخاصة، وهو أمر يشير إلى وجود خروقات غير مسبوقة في منظومة الحماية الأمنية. ويعتقد الخبراء العسكريون أن الهجمات الدقيقة التي استهدفت هذه القيادات لم تكن لتنجح دون وجود معلومات استخباراتية داخلية، ما عزز الشكوك حول إمكانية وجود تعاون جواسيس مع الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية. وقد أفادت تقارير بأن البعض من بين المشتبه بهم قد تم توقيفهم بالفعل بتهم تتعلق بالتجسس لصالح جهاز “الموساد”، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في إيران ويبرز ضعف جانب الاستخبارات الأمنية.

التكهنات حول التعاون الداخلي مع الموساد وتأثيرها على الأمن الإيراني

تتزايد التكهنات عن وجود شبكة تعاون داخلية واسعة بين بعض الأفراد في إيران وجهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد؛ وهو ما دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد مخابرات الداخل. تشمل هذه الإجراءات اعتقالات واسعة بحق مشتبه بهم بالتجسس، في محاولة لإحكام السيطرة على الخروقات الأمنية. وفي هذا السياق، يمكن سرد أهم النقاط التي تؤثر على الأمن الإيراني في ظل هذه الخروقات في الجدول التالي:

العنصر التأثير
تسرب المعلومات الأمنية تمكين إسرائيل من استهداف قادة عسكريين
إخفاقات في منظومة الحماية قتل قادة رفيعي المستوى في منازلهم
الاعتقالات والتجسس محاولات لتضييق الخناق على الجواسيس

كما يوجد مجموعة من العوامل التي ساهمت في تفاقم الإخفاقات الأمنية، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • انعدام التنسيق بين الأجهزة الأمنية الإيرانية
  • التسلل الاستخباراتي للموساد إلى داخل البنية الأمنية الإيرانية
  • ضعف الحماية الأمنية لبعض المنشآت الحيوية
  • اعتماد أجهزة العدو على معلومات داخلية دقيقة جداً

وبحسب الرواية الرسمية، فإن الحكومة الإيرانية تعمل على مراجعة شاملة لأنظمة الحماية الأمنية، وتعزيز الإجراءات المضادة لتفادي تكرار مثل هذه الإخفاقات التي أضعفت بشكل واضح القدرة الأمنية للدولة خلال الحرب.

يبقى السؤال حول مدى قدرة إيران على تعديل استراتيجياتها الأمنية في مواجهة التحديات المتزايدة، خاصة مع وجود تعاون داخلي محتمل مع الموساد، الأمر الذي يشكل خطرًا واضحًا على الاستقرار الأمني في البلاد؛ إذ بات الكشف عن أوجه القصور الأمنية وتحليلها خطوة أولى نحو استعادة السيطرة الأمنية، والتركيز على مخاطر التجسس الداخلي الذي أُثبت بالفعل عبر اعتقالات عديدة. ومع مرور الوقت، ستتضح أكثر التفاصيل المتعلقة بهذه الإخفاقات الأمنية التي أعلنتها إيران لأول مرة علنًا في حربها مع إسرائيل، وستكون المؤشرات القادمة دليلاً على مدى نجاحها في التصدي لهذه التحديات.