«سقفُ الانهيار» الحوثي يهدد والسخرية الشعبية تسبق هزيمة الحوثي المحتملة

المشاهدات التي يعكسها خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى لمليشيا الحوثي الإرهابية مهدي المشاط تفضح حجم الارتباك والتخبط المتزايد داخل صفوف الجماعة، التي تعيش واحدة من أكثر مراحلها ضعفاً منذ سيطرتها على صنعاء عام 2014. ملامح القلق والهزيمة بدت واضحة على المشاط، الذي ظهر ببدلة عسكرية مزدانة بالأوسمة، في محاولة فاشلة لتقليد قيادات عسكرية حقيقية لم يسبق له أن تلقى تدريباً ميدانياً أو أكاديمياً في الحروب.

تحليل خطاب مهدي المشاط يكشف الارتباك العميق للمليشيا الحوثية

الخطاب الذي ألقاه مهدي المشاط لم يخلُ من علامات الحيرة والتناقض؛ فقد بارك بالمقابل للحوار الإيراني مع واشنطن، لكنه اتهم الولايات المتحدة بنقض القانون الدولي وهدد برد عسكري حاد، قبل أن يطمئن الجميع بأن “الأمور مطمئنة”. هذا التبدل المفاجئ بين التهديد والطمأنة بدد أي صورة مكتملة للقيادة الحوثية، وكشف عن أزمة قيادة عميقة تمر بها الجماعة، تتجلى بحالة انهيار معنوي غير مسبوق. الاضطرابات اللغوية التي شابت الخطاب تعكس عدم الاستقرار الذهني الذي يعاني منه المشاط، وكأن الجماعة تفتقد إلى رؤية واضحة لمستقبلها العسكري والسياسي.

التناقضات لم تقتصر على المشهد الخارجي فقط، بل شملت أيضاً خطاب التهديدات الداخلية؛ إذ أطلق المشاط وعوداً بإعدامات موجهة لشعب يتحدىها منذ أكثر من عقد، مما يبرز فشل المليشيا في السيطرة على الداخل وتوظيف لغة الخوف الزائفة، التي تطغى على محاولات استعراض القوة الهزيلة. بينما الشعب اليمني يثبت مراراً أنه لن يخضع لخطابات أفرغت من معناها في ظل انهيار قيادة المليشيا في الميدان.

التهديدات السياسية والاقتصادية في خطاب مهدي المشاط تعكس حالة انشقاق وتخبط الحوثيين

الجزء الأكثر سخرية في خطاب المشاط كان تهديده بفرض عقوبات على شركات النفط والسلاح الأمريكية كرد فعل على تصنيف جماعته كمنظمة إرهابية؛ تهديد يفضح انفصاله الكامل عن الواقع الدولي، وعدم إدراكه لمعطيات السياسة العالمية وأدواتها المسيطرة. إضافة إلى هذا، جاءت تصريحاته التي تحدث فيها عن محاسبة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب “حساب عسير” لتؤكد عقلية متخلفة غير قادرة على إدراك التحولات السياسية العميقة، وتعكس حالة انفصال ذهني وإنكار للواقع الذي يفرض نفسه على الأرض.

تجسد هذه التهديدات الموقف الضعيف الذي تمر به الجماعة، التي ما زالت تعتقد أن إطلاق الشعارات الحماسية والصرخات العالية يمكنها إبطال تأثير صواريخ الخصوم، رغم الهزائم المتكررة التي مُنيت بها مؤخراً على مختلف الجبهات. المشاط يحمل خطاباً لا يسعفه سوى تجسيد عقلية مبتورة، لا تترك مجالاً للمنطق أو الاستراتيجيات الواقعية.

الأزمة التنظيمية والانهيار الشعبي يهددان مستقبل جماعة الحوثي

تستر الصرخات والتهديدات على حقيقة تفكك الحوثيين، الذين فقدوا قدراتهم على الحشد والتنسيق العسكري، مع اختفاء معظم قياداتهم الميدانية وتكبدهم خسائر جسيمة في المعدات والمواقع خلال الأسابيع الماضية. كما بدأت الحاضنة الشعبية التي اعتمدت عليها الجماعة في السابق تتآكل بسبب وعي متزايد لدى المواطنين بأهمية الخلاص من التسلط الكهنوتي الحوثي. كل هذه المؤشرات تعكس واقعاً هشاً يتقلب بين إرهاصات الانهيار العسكري والسياسي، مما يجعل استمرار المليشيا أمراً غير مضمون.

  • تراجع القدرة على الحشد العسكري والتنظيمي
  • خسائر ضخمة في المعدات والقيادات الميدانية
  • اختفاء وانعدام التنسيق بين قيادات الجماعة
  • تآكل الدعم الشعبي بسبب الوعي المتزايد

ميزان القوى على الأرض يؤكد أن خطاب مهدي المشاط لم يكن سوى محاولة يائسة لإيهام قيادات وأعضاء المليشيا بوجود صمود ومناعة، بينما في الواقع لا يفعل سوى أن يرسم علامات النهاية الوشيكة للجماعة. المشروع الإيراني في اليمن يواجه انهياراً متسارعاً، وتحالف إرادة اليمنيين سيعبر قريباً إلى مرحلة الانتصار الحاسم بعد سنوات من المعاناة والتحدي.

العنصر الوضع الحالي
القيادة العسكرية هشة ومليئة بالارتباك والتناقض
القوة العسكرية منهارة مع خسائر متزايدة
الدعم الشعبي في حالة تراجع مستمر