خلاف شديد بين التعليم العالي ونقابة أطباء الأسنان حول إنشاء كليات طب أسنان جديدة

تواجه وزارة التعليم العالي أزمة مع نقابة أطباء الأسنان بسبب التوسع في كليات طب الأسنان رغم زيادة البطالة بين خريجي هذه الكليات. النقابة شددت على ضرورة تقليص أعداد المقبولين، لافتة إلى أن عدد كليات طب الأسنان والدارسين في مصر يفوق بكثير نظيره في دول مثل الولايات المتحدة، مما يُفاقم مشكلات سوق العمل.

أزمة بطالة خريجي كليات طب الأسنان

النقابة أكدت أن أعداد الدارسين بكليات طب الأسنان المصرية تجاوز الحد المطلوب، حيث يزيد عدد الكليات على 80 مقارنة بـ 65 كلية فقط في الولايات المتحدة التي يتخرج منها سنويًا حوالي 6500 طالب. بالمقابل، تجاوز عدد خريجي الكليات المصرية 12 ألف طالب سنويًا، مما يضاعف تحديات التوظيف ويضيف أعباءً على سوق العمل المحلي، حيث يعاني بالفعل من الاكتظاظ.

غياب الدراسات المتعلقة بسوق العمل

طرحت النقابة تساؤلات حول الدراسات التي استندت إليها قرارات إنشاء الكليات الجديدة، لافتة إلى دورها الأساسي في جمع وإدارة البيانات الخاصة بأطباء الأسنان. وأشارت إلى غياب المعلومات الدقيقة لدى وزارة الصحة والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. كما حذرت في وقت سابق من زيادة أعداد المقبولين حتى قبل التوسع الحالي في إنشاء المزيد من الكليات.

قرارات وتوصيات النقابة

في محاولة للحد من الأزمة، أشارت النقابة إلى قرار وزارة الصحة القاضي بتطبيق نظام التكليف بناءً على الاحتياجات الفعلية، مما أدى إلى تكليف عدد محدود فقط من خريجي دفعة 2023 البالغ عددهم 12 ألفًا. وطالبت النقابة وزارة التعليم العالي بتقديم حلول عملية، تشمل تعيين جميع خريجي هذه الدفعة إذا كانت تبرر بناء الكليات الجديدة بالحاجة إلى المزيد من الخريجين. كما أبرزت النقابة تعليق الدراسة لثلاث سنوات في كليات طب الأسنان بليبيا؛ بسبب تكدس سوق العمل، الأمر الذي يمكن أن يكون درسًا لمصر للحد من تفاقم الأزمة.

ختامًا، من الضروري أن تعمل الجهات المسؤولة بالتعاون مع النقابة على وضع خطط طويلة الأمد لضبط أعداد المقبولين في الكليات وضمان توافقها مع احتياجات سوق العمل الحقيقي.