«أصل المجد» «رمز الحكمة» شجرة الغريب التي تنقسم إلى نصفين والجهات المعنية تتحرك لمعالجتها

شجرة الغريب انقسمت إلى نصفين بشكل مفاجئ في منطقة دبع غربي محافظة تعز، ما أثار دهشة كبيرة بين السكان المحليين ولا سيما أن هذه الشجرة العريقة تعتبر من أبرز المعالم الطبيعية والتاريخية في المنطقة، ويبلغ عمرها حوالي 2000 عام، مما جعل محافظ تعز نبيل شمسان يتدخل سريعًا ويوجه الجهات المعنية بالتحرك العاجل لدراسة وتحليل أسباب هذه الظاهرة ومعالجتها.

تفاصيل حادثة انشقاق شجرة الغريب في تعز وأسبابها المحتملة

تعرضت شجرة الغريب، التي تعد من أقدم وأضخم الأشجار في اليمن، لانشقاق مفاجئ إلى نصفين في منطقة دبع غربي تعز، مُحدثة صدمة كبيرة بين أهالي المنطقة الذين اعتادوا على وجودها كرمز تاريخي وثقافي يمثل تراثهم وهويتهم. يبلغ ارتفاع الشجرة حوالي 10 أمتار ويُحيط بها جذع ضخم يصل إلى 31 مترًا، مما يجعلها واحدة من الشواهد الحية على قوة الطبيعة عبر العصور. شهود العيان أكدوا أن الانقسام حدث فجأة دون أي مؤشرات تحذيرية، ما أثار تساؤلات عديدة بين السكان حول الأسباب. ربط البعض هذه الظاهرة بتأثير الرياح العاتية أو التغيرات المناخية غير المعتادة، في حين رجح آخرون أن عوامل طبيعية كضعف جذع الشجرة نتيجة تراكم الزمن تلعب دورًا في هذا الانشقاق.

دور شجرة الغريب التاريخي وردود فعل المسؤولين في تعز

تجسد شجرة الغريب أكثر من مجرد شجرة، فهي رمز حي يمتد عمره لأكثر من ألفي عام، وتُعد مقصدًا مهمًا للزوار والسياح المهتمين بالتاريخ والتراث الطبيعي، كما تمثل فخرًا لأبناء المنطقة الذين يعشقون ظلالها الوارفة وجمالها الخالد. إثر الحادثة، تحرك محافظ تعز نبيل شمسان بسرعة، حيث أصدر برقية عاجلة لكل من مدير عام مديرية الشمايتين، ومدير عام مكتب الزراعة، ومدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة، طالبًا منهم تنظيم فريق ميداني من المختصين لدراسة الحالة الميدانية للشجرة وتقييم حجم الأضرار، واقتراح الحلول المناسبة حفاظًا على هذا الرمز التاريخي. بدورها أكدت الجهات المعنية أنها ستباشر الفحوصات اللازمة بالتعاون مع خبراء في علم البيئة والنباتات لتحديد العوامل الحقيقية خلف انشقاق الشجرة، سواء كانت ناجمة عن التغيرات المناخية، أو ضعف الجذور الناتج عن طبيعة التربة، أو أي ظواهر أخرى.

تحليل الخبراء البيئيين وتفاعل الأهالي مع انشقاق شجرة الغريب في تعز

أكد الخبراء البيئيون أن انشقاق الأشجار العتيقة مثل شجرة الغريب قد ينتج عن مجموعة متنوعة من العوامل الطبيعية المؤثرة، والتي تشمل:

  • التغيرات المناخية المفاجئة التي تتسبب في تغيرات حادة في درجات الحرارة والضغط الجوي، ما يزيد من الضغوط الميكانيكية على جذوع الأشجار
  • ضعف التربة وعدم استقرارها، حيث تؤدي إلى تآكل الجذور وتقليل قدرة الشجرة على مقاومة العوامل البيئية الخارجية
  • تقدم عمر الشجرة الذي يؤدي إلى ضعف الأنسجة الداخلية وتدهور قوتها الهيكلية

هذه التفسير العلمي جاء موافقًا لتساؤلات السكان الذين عبروا عن حزنهم العميق لهذه الخسارة، مؤكدين أن شجرة الغريب كانت تمثل رمزًا للقوة والعراقة، ورؤيتها تنقسم فجأة تركت أثرًا نفسيًا سلبيًا في نفوسهم. وقال أحد الأهالي: “كانت شجرة الغريب رمز القوة والعراقة بالنسبة لنا؛ والانقسام المفاجئ أشعرنا بالحزن الشديد”.

حاليًا، تتركز الجهود الرسمية والخبرائية على دراسة حالة الشجرة بشكل متعمق وتحضير خطة علاجية للحفاظ عليها، إلى جانب رفع مستوى الوعي بأهمية حماية تلك الأشجار التاريخية لضمان استمراريتها كجزء من التراث الطبيعي. ومن المتوقع أن تشمل الخطة المستقبلية حماية شجرة الغريب وغيرها من الأشجار القديمة في تعز، مع تنفيذ إجراءات وقائية تمنع تكرار مثل هذه الحوادث، ما يعزز المحافظة على التراث البيئي والثقافي في المنطقة.