«انطلاقة صامتة» أداء أسواق آسيا وكيف تغيرت قوة صفقات ترامب ؟

أداء مفاجئ غير متوقع لأسواق آسيا وسط تقلبات المفاوضات التجارية وتداعيات صفقات ترامب

شهدت أسواق آسيا أداءً مفاجئًا غير متوقع، حيث خالفت أسواق اليابان والهند التوقعات الصباحية لهذا الخميس، فتصاعدت مؤشرات الأسهم اليابانية رغم تأزم المفاوضات التجارية بين طوكيو وواشنطن قبيل انتخابات حاسمة مرتقبة، بينما شهدت الأسهم الهندية تراجعًا رغم الأنباء الإيجابية حول اتفاق وشيك لتسوية قضية التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة، وهو ما يطرح تساؤلاتٍ حول مدى فقدان صفقات ترامب لسطوتها وتأثيرها على الأسواق في ظل الظروف الحالية.

تحليل أداء أسواق آسيا وتأثير صفقات ترامب على اليابان والهند

ضغطت البيانات الأخيرة على أداء الين الياباني الذي اقترب من أدنى مستوياته خلال شهرين، مما دفع المستثمرين للاستفادة من الأسهم التي تعتبر مقيمة بأقل من سعرها الحقيقي، رغم استمرار تعثر الاتفاق التجاري بين اليابان والولايات المتحدة. وفقا لمكتب الإحصاء الوطني الياباني، تراجعت الصادرات لشهرٍ ثانٍ على التوالي، مخالفًة توقعات الاقتصاديين الذين توقعوا ارتفاعًا بنسبة 0.5%، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية قدرها 25% على الواردات اليابانية، مع عدم توقعه توصل الدولتين إلى اتفاق أوسع. في مقابل ذلك، شهد مؤشر «نيكاي 225» ارتفاعًا بنسبة 0.6%، واستفاد مؤشر «توبكس» ومؤشر «جي بي إكس 400» من تفاؤل المستثمرين رغم الضغوط الاقتصادية.

أما في الهند، على الرغم من تصريحات ترامب التي أشار فيها إلى اقتراب التوصل لاتفاق يسمح للولايات المتحدة بدخول الأسواق الهندية مماثل لاتفاق إندونيسيا، إلا أن خبراء مركز «جي تي آر آي» البحثي في نيودلهي دعوا الحكومة الهندية لأخذ الحيطة والحذر إزاء مفاوضات التجارة مع إدارة ترامب الحالية، حيث قد يؤدي قبول شروط غير متوازنة إلى تفاقم الأضرار على القطاعات المحلية، خصوصًا الألبان والزراعة، والتي قد تواجه منافسة من السلع الأميركية المعفاة من الرسوم دون تحقيق عائدات تذكر. هذا الارتباك انعكس على مؤشر «سينسكس» الذي انخفض بنسبة 0.2%، بالإضافة إلى تراجع مؤشر «نيفتي 50».

تباين ردود فعل أسواق آسيا أمام تعقيدات المفاوضات وتأثيرها على الأسهم الصينية والكورية

في الصين، تجاوزت المؤشرات التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب التي نسبت له نية تصعيد الحرب التجارية، لتنعكس مؤشرات الأسهم نحو التعافي، مستفيدة من التفاهمات الودّية المحتملة بين أكبر اقتصادين عالميًا للحفاظ على اتفاق تجاري يحد من تفاقم النزاعات الجمركية والحمائية التي قد تؤدي إلى توترات اقتصادية عالمية. تحاكى أداء الأسهم الصينية تحسن سوق «وول ستريت» بعد نفي تصريحات ترامب حول إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث ارتفع مؤشر «شنغهاي» المركب بنسبة 0.4%، وقفز مؤشر «شنشتن» بشكل ملحوظ بنسبة 1.43%، مؤكدًا استقرار الثقة بين المستثمرين. في المقابل، حافظت أسواق كوريا الجنوبية على استقرار حذر مع متابعة دقيقة لمفاوضات سيؤول وواشنطن، حيث ارتفع مؤشر «كوسبي» هامشيًا بنسبة أقل من 0.02%.

الانعكاسات العامة على مؤشرات آسيا وأداء وول ستريت في ضوء الأداء المفاجئ لصفقات ترامب

عمومًا، شهد مؤشر «آسيا داو» تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.2% في القارة، بينما حقق مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ ارتفاعًا بنسبة 0.2%، مما يعكس اختلاف توجهات الأسواق على ضوء الأنباء الاقتصادية المتضاربة. يرافق هذا الأداء الحذر والمؤشرات المتقلبة في آسيا حركة إيجابية في الأسواق الأميركية، حيث عاود مؤشر «داو جونز» الصناعي صعوده بنسبة 0.53% بعد بداية متقلبة، فيما ارتفع مؤشر «إس آند بي 500» الأوسع نطاقًا بنسبة 0.32%، ونفذ مؤشر «ناسداك المركب» إغلاقه القياسي التاسع على التوالي، محققًا ارتفاعًا بنسبة 0.26%.

• البيانات الصادمة وانخفاض صادرات اليابان يؤكد تخبط المفاوضات مع الولايات المتحدة
• الهند تواجه تحديات كبيرة في التفاوض مع إدارة ترامب بسبب احتمالية شروط غير متوازنة
• الأسواق الصينية تبدي مرونة نسبية تجاه التوترات التجارية مع تعزيز التفاؤل التجاري
• مؤشرات آسيا العامة تتباين استجابة للمعطيات الاقتصادية السياسية الدولية المتقلبة

تكشف النتائج المفاجئة والمتحركة لأسواق آسيا أن صفقات ترامب لم تعد تمثل عاملًا محددًا ثابتًا في تحركات الأسواق، حيث يوازن المستثمرون بين مخاوف الرسوم الجمركية والفرص المتاحة بناءً على الأوضاع الداخلية لكل دولة، في وقت تتطلع فيه الأسواق العالمية إلى أي بوادر إيجابية قد تخفف التوتر التجاري، بينما يبقى حذر المستثمرين قائمًا تحسبًا لأية تقلبات مستقبلية تفرضها المفاوضات التجارية الدولية.