«رياح متغيرة» هبوط أسعار النفط مع تصاعد الآمال في اتفاق نووي بين واشنطن وطهران

تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3% مع بداية تداولات الأسبوع، نتيجة تقدم ملحوظ في المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي؛ هذا التطور أثار توقعات الأسواق حول زيادة المعروض النفطي العالمي، خاصة مع احتمال عودة الخام الإيراني للأسواق، مما أدى إلى هبوط فوري في أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط.

تراجع أسعار النفط وتأثيره على مؤشرات الأسواق العالمية

شهدت عقود خام برنت الآجلة انخفاضًا ملحوظًا بلغ 1.84 دولار، أي ما يعادل 2.7%، ليبلغ سعر البرميل 66.12 دولارًا، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط بنحو 1.73 دولار، بنسبة مشابهة، واستقر عند 62.95 دولارًا للبرميل؛ ويأتي هذا الانخفاض بعد موجة صعود تجاوزت 3% في الجلسة السابقة، مما يعكس حالة التقلب والاضطراب المستمرة في الأسواق النفطية. هذا الانخفاض المفاجئ في أسعار النفط يعكس القلق من زيادة المعروض النفطي مع احتمال رفع العقوبات عن إيران، ما يدفع المتداولين لمراجعة مراكزهم مع بدء الأسبوع.

تأثير المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران على أسعار النفط

أعلنت واشنطن وفي خطوة غير مسبوقة عن “محادثات جيدة جدًا” مع طهران، حسب تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عقب جولة تفاوضية مهمة حول برنامج إيران النووي؛ من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وجود توافق أولي على إطار اتفاق نووي، وهو ما اعتبره مسؤولون أمريكيون تقدمًا بارزًا. هذا التقارب السياسي بين الجانبين أطلق موجة تخوف بين المستثمرين بشأن تزايد فائض المعروض النفطي على الأسواق الدولية في حال رفع العقوبات، مما دفع أسعار النفط للانخفاض بشكل حاد.

عوامل إضافية تضغط على تراجع أسعار النفط عالميًا

لم تقتصر أسباب تراجع أسعار النفط فقط على التطورات السياسية، بل أشار خبراء إلى أن عطلة عيد القيامة أدت إلى نقص السيولة في الأسواق، مشددين على أن هذا التراجع جاء نتيجة تحركات السوق الأكثر حدة في ظل الأجواء الموسمية؛ إضافة إلى ذلك، زاد التوتر السياسي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من مخاوف المستثمرين، خاصة مع التراجع الجماعي لمؤشرات بورصة وول ستريت، مما عزز حالة تجنب المخاطرة وتأثيرها على أسعار النفط. وتتضافر هذه العوامل لتشكل ضغطًا سلبيًا مستمرًا على أسعار النفط في الأسواق العالمية.

مستقبل أسعار النفط: دور أوبك+ والتهديدات الاقتصادية العالمية

على الرغم من الانخفاض الحالي في أسعار النفط، فإن تحركات مجموعة “أوبك بلس” تشير إلى خطة لزيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مايو المقبل؛ ومع ذلك، تواجه هذه الزيادة تحديات محتملة نتيجة التخفيضات التي قد تفرضها بعض الدول لتعويض تجاوزات سابقة في حصص الإنتاج. في الوقت ذاته، كشفت استطلاعات رأي وكالة رويترز أن أكثر من نصف المستثمرين يتوقعون دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة ركود خلال العام المقبل، نتيجة النزاع التجاري وارتفاع الرسوم الجمركية وتأثر النمو العالمي، ما قد ينعكس على انخفاض الطلب العالمي على الطاقة، وبالتالي التأثير السلبي على أسعار النفط.

العامل التأثير على أسعار النفط
تقدم المحادثات النووية بين أمريكا وإيران زيادة المعروض المحتمل، ضغط على الأسعار
عطلة عيد القيامة وتقليص السيولة تحركات سعرية أكثر حدة، انخفاض الأسعار
توقعات الركود الاقتصادي الأمريكي انخفاض الطلب على النفط، ضغط سلبي مستمر
خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج زيادة المعروض، قد تعزز تراجع الأسعار
  • تراجع أسعار النفط مرتبط بشكل رئيسي بالمحادثات النووية الدولية، التي تؤثر على المعروض العالمي
  • العوامل السياسية والاقتصادية المحلية والعالمية تضيف ضغوطًا إضافية على تحركات الأسعار
  • مراقبة تحركات أوبك+ وتغيرات سوق الطاقة ستكون ضرورية لفهم الاتجاهات المستقبلية

يبقى سوق النفط تحت ضغط مستمر نتيجة التطورات السياسة والاقتصادية المتداخلة، مع تزايد احتمالية عودة الخام الإيراني، وضعف الطلب العالمي المتوقع في ظل المخاوف الاقتصادية؛ كل هذه العوامل تجعل من المتوقع أن تستمر أسعار النفط في تقلبها حول مستويات متدنية نسبيًا خلال الفترة المقبلة، منتقلة بين موازنة العرض والطلب مع تطورات المحادثات الدولية وخطط مجموعة أوبك+.