«أفق متجدد» التكتلات الاقتصادية تنهض من بريكس إلى آسيان تغير خارطة الاقتصاد العالمي

رابطة الآسيان تلعب دورًا متزايدًا في إعادة رسم خريطة النفوذ الاقتصادي العالمي، إذ لم تعد التحولات الاقتصادية العالمية تقتصر على مجموعة بريكس فقط بل توسعت لتشمل تكتلات أخرى تنشط في تشكيل نظام اقتصادي جديد متعدد الأقطاب وذو تأثير متنامٍ.

رابطة الآسيان ودورها المحوري في الاقتصاد العالمي الجديد

تأسست رابطة دول جنوب شرق آسيا، المعروفة بـ “الآسيان”، عام 1967 عبر إعلان بانكوك، بهدف تعزيز الاستقرار والتنمية الاقتصادية في منطقة تشهد صراعات الحرب الباردة، بدءًا بعضوية خمس دول لتتوسع إلى عشرة أعضاء بحلول 2004 ؛ ما جعلها خامس أكبر تكتل اقتصادي في العالم اليوم. يتجاوز عدد سكان الآسيان 680 مليون نسمة، مع اقتصاد يعادل قيمته 3.6 تريليون دولار، ويتميز بحجم قاعدة استهلاكية ضخمة وطبقة وسطى تفوق 400 مليون نسمة، ما يجعلها وجهة جذابة للمستثمرين. وقد سجلت هذه الرابطة نشاطًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث بلغت قيمة التجارة الداخلية 850 مليار دولار خلال 2023، بينما قاربت التجارة الخارجية 3.9 تريليون دولار، مع تصدر الصين الشريك التجاري الأبرز، مستقطبة استثمارات أجنبية مباشرة تجاوزت 224 مليار دولار في 2022.

الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ودعم اندماج الآسيان الاقتصادي

في نوفمبر 2020، أطلقت دول الآسيان، بالتعاون مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، التي تُعد أضخم اتفاقية تجارة حرة عالميًا من حيث الناتج وعدد السكان، إذ تشمل أكثر من 2.3 مليار نسمة وتمثل ما يزيد على 30% من الاقتصاد العالمي. تركز هذه الاتفاقية على خفض الحواجز الجمركية، وتوحيد قواعد التجارة الدولية، وتعزيز سلاسل الإمداد والتوريد، ما يعزز اندماج شمال شرق آسيا وجنوب شرقها اقتصاديًا ويؤكد الدور الآسيوي المتصاعد في الاقتصاد العالمي الجديد.

تحالف البريكس بلس والتكتلات الاقتصادية الآسيوية الصاعدة

نما تحالف بريكس منذ انطلاقه عام 2009 من تكتل محدود إلى منصة تمثل وجهة الدول النامية في مواجهة الهيمنة الاقتصادية الغربية، وامتد ليشمل دولًا جديدة مثل مصر والإمارات وإيران وإندونيسيا، مكونًا تحالف “بريكس بلس” الذي يضم الآن 20 دولة يُشكّل سكانها نصف سكان العالم تقريبًا وتسهم بأكثر من 40% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحسب تعادل القوة الشرائية. وتعزز هذه المجموعة مكانتها عبر إنشاء مؤسسات مالية متجددة كـ”بنك التنمية الجديد”، وتبني مبادرات مثل بورصة السلع وعملة موحدة، سعياً لبناء منظومة مالية مستقلة تقلل الاعتماد على الدولار والنظام المالي الغربي.

منظمة شنغهاي للتعاون ودورها في النفوذ الآسيوي الاقتصادي والأمني

تأسست منظمة شنغهاي للتعاون في 2001، وتضم حاليًا 10 دول تمتد من الصين إلى أوروبا الشرقية، تغطي حوالي 24% من مساحة الأرض وتسكنها 42% من سكان العالم، ما يعكس ثقلها السكاني والجغرافي. نشأت المنظمة كتحالف أمني لمكافحة الإرهاب، لكنها تطورت لتصبح لاعبًا فاعلًا في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية، مع سيطرة على ممرات استراتيجية حيوية كطريق الحزام والطريق والممر الشمالي-الجنوبي، ما يعزز النفوذ الآسيوي ويربط بين آسيا وأوروبا بفاعلية متزايدة.

القارة الإفريقية والتكتل الاقتصادي الصاعد في النظام العالمي الجديد

تسير القارة الإفريقية بثبات نحو بناء تكتل اقتصادي إقليمي يعيد تشكيل مكانتها على الساحة العالمية؛ رغم تأخر الاندماج الاقتصادي بالمقارنة مع آسيا وأمريكا اللاتينية، تمتلك إفريقيا مقومات قوية من موارد طبيعية ضخمة وكتلة سكانية شابة متنامية، توظف تجارب التكتلات الاقتصادية الأخرى. يشهد الحراك الأفريقي تحركًا حثيثًا نحو تعزيز التعاون الإقليمي والسياسات التنموية التكاملية، ما يمهد الطريق لتحولها إلى ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي القادم.

• رابطة الآسيان تشكل قوة اقتصادية مع قاعدة مستهلكين ضخمة واستثمارات متزايدة.
• الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة تعزز التكامل التجاري في آسيا والمحيط الهادئ.
• تحالف بريكس بلس يسعى إلى استبدال الأنظمة المالية الغربية بأدوات مالية مستقلة.
• منظمة شنغهاي تدعم النفوذ الآسيوي عبر التعاون الأمني والاقتصادي الاستراتيجي.
• إفريقيا تبني تكتلًا قاريًا يدعم نموها الاقتصادي ويعيد رسم دورها العالمي.