«ارتداد متوقع» رسوم ترامب الجمركية تحرك الأسواق من القهوة للطماطم بقوة جديدة

رسوم ترامب الجمركية على الطماطم والقهوة تثير قلق الأسواق العالمية قبل دخولها حيز التنفيذ مطلع أغسطس، مع توقع موجة تضخمية تؤثر على سلاسل الإمداد والتجارة الدولية بشكل واسع.

تأثير رسوم ترامب الجمركية على واردات الطماطم الأمريكية من المكسيك

فرضت الإدارة الأمريكية يوم الإثنين الماضي رسوماً جمركية فورية بنسبة 17% على معظم واردات الطماطم الطازجة القادمة من المكسيك، وذلك عقب فشل المفاوضات التجارية بين البلدين في التوصل إلى اتفاق يُجنب هذه الرسوم، وفق تصريحات لرويترز. تهدف هذه الخطوة إلى تعزيز ودعم صناعة الطماطم المحلية التي شهدت تراجعًا في العقود الفائتة، خصوصًا في ولايات مثل فلوريدا وكاليفورنيا. تستورد الولايات المتحدة حوالي 70% من احتياجاتها من الطماطم من المكسيك، مقارنة بنسبة 30% قبل عشرين عامًا، حسب بيانات بورصة فلوريدا للطماطم، مما يجعل السوق الأمريكي الأكبر لصادرات الطماطم المكسيكية بحصة تصل إلى 93% من إجمالي التصدير السنوي، بقيمة تتجاوز ملياري دولار.

تقديرات خبير السياسات التجارية جاكوب جينسن تشير إلى أن تعويض واردات الطماطم المكسيكية يتطلب توسعة رقعة الزراعة المحلية بمساحة تقارب 17 إلى 101 ألف هكتار إضافي. هذا القرار أثار مخاوف الجمعيات الاستهلاكية والمحللين الاقتصاديين من ارتفاع الأسعار في الأسواق الأمريكية، خاصة أن الإنتاج المكسيكي يمتد على مدار العام، بينما يقتصر الإنتاج الأمريكي على فترات معينة فقط. تجدر الإشارة إلى أن قطاع زراعة الطماطم في ولاية سينالوا بالمكسيك يوفر وظائف لما بين 200 ألف و400 ألف عامل، ممّا يعكس أهمية هذا القطاع كمصدر رئيسي للعمالة والدخل. تحتل المكسيك المرتبة السابعة عالميًا بإجمالي إنتاج يبلغ حوالي 4.4 ملايين طن في 2023، مع صادرات ناهزت 3 مليارات دولار، بحسب البنك الدولي.

ارتفاع أسعار القهوة نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة من ترامب على البرازيل

شهدت أسعار العقود الآجلة للقهوة ارتفاعًا ملفتًا مؤخرًا، مع إعلان ترامب نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات القهوة البرازيلية، بدءًا من أغسطس المقبل. ومن خلال منصة “تروث سوشيال”، اتهم ترامب الحكومة البرازيلية بقمع الحريات وملاحقة الرئيس السابق جايير بولسونارو، في تحرك تراه الأسواق العالمية ذا دوافع سياسية وتجارية. أدى الإعلان المفاجئ إلى صعود عقود قهوة “أرابيكا” في بورصة نيويورك بنسبة تزيد على 2%، وسط مخاوف من اضطراب محتمل في سلاسل التوريد العالمية. تعد البرازيل المورد الأساسي للقهوة للسوق الأمريكية، حيث تستخدم قهوة أرابيكا على نطاق واسع في المقاهي الكبرى والمشروبات الفاخرة.

المتعاملون مع صحيفة “فايننشال تايمز” عبّروا عن صدمتهم من القرار، موضحين أن الرسوم الجمركية قد تُربك حسابات شركات التحميص والتوزيع وتزيد تقلبات الأسعار، مما يهدد استقرار السوق العالمي. وحذرت شركة “لافاتزا” الإيطالية من أن التوترات التجارية مع كبار المنتجين كالبرازيل قد تؤثر مباشرة على المستهلك الأمريكي، حيث يؤدي ارتفاع الرسوم بشكل تلقائي إلى زيادة أسعار التجزئة، مما سيزيد الأعباء على القطاع الاستهلاكي.

الرسوم الجمركية بين الطماطم والقهوة وتأثيرها على الأسواق العالمية وسلاسل الإمداد

ترتبط الرسوم الجمركية على الطماطم والقهوة التي فرضها ترامب بأبعاد اقتصادية وسياسية عميقة، إذ تُنبئ هذه السياسات بمخاطر ارتفاع الأسعار والتقلبات في الأسواق العالمية، مع تحولات محتملة في سلاسل الإمداد وتعقيدات إضافية للإنتاج المحلي في الولايات المتحدة. يأتي هذا في ظل تحركات أمريكية متواصلة لرفع الرسوم الجمركية واستخدامها وسيلة ضغط تجاري، مثل تهديدات الرسوم المتعلقة بروسيا، التي أثرت سلبًا على أسواق النفط.

• فرض رسوم بنسبة 17% على واردات الطماطم المكسيكية أدى إلى زيادة التكلفة وتعقيدات في إنتاج الطماطم الأمريكية
• رسوم جمركية صادمة بنسبة 50% على القهوة البرازيلية دفعت الأسعار إلى صعود غير متوقع
• تبعيات سياسية تجارية بين الولايات المتحدة والدول المنتجة تؤثر على استقرار سلاسل الإمداد

يُتوقع أن يؤدي تعميق هذه السياسات الجمركية إلى تحديات جمة أمام الأسواق الأمريكية والعالمية، لا سيما في ظل الاعتماد الكبير على واردات الطماطم من المكسيك والقهوة من البرازيل، مما قد يستدعي توسيع الإنتاج المحلي وتأثير ذلك على الأسعار والجودة، بالإضافة إلى انعكاسات اجتماعية على العمالة في البلدان المنتجة. الاحتكام إلى الحلول العملية التي تراعي كلا الجانبين يظل أمرًا ضروريًا للحفاظ على توازن الأسواق وحماية المستهلكين من تداعيات اقتصادية غير مرغوبة.