«نبض حب» ميمي عبد الرازق الأستاذ العفوي العاشق لبورسعيد كيف أسحر القلوب والمدينة؟

ميمي عبد الرازق المدير الفني السابق للنادي المصري يرحل فجأة إثر أزمة قلبية، تاركًا أثرًا عميقًا في تاريخ الكرة المصرية؛ فقد دشن مسيرة تدريبية حافلة استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، بدأت في بورسعيد وتخللتها نقاط مضيئة مع أندية متعددة، ومعروف عنه تفانيه الكبير في تطوير كرة القدم المحلية.

مسيرة تدريبية متميزة للمدير الفني السابق للنادي المصري

بدأ ميمي عبد الرازق، الذي رحل في سن الخامسة والستين، رحلته التدريبية مع نادي بورفؤاد عام 1984، قبل أن ينضم كمدرب مساعد في النادي المصري عام 1986، حيث عمل تحت قيادة مجموعة من المدربين المعروفين مثل “كور بوت، مايكل كروجر، أوسكار فولوني، ومحمود الجوهري” الذين أثروا تجربته بشكل كبير؛ إذ عمل معهم عبر مشاركته في عدد كبير من المباريات المتنوعة. لاحقًا تولى تدريب نادي المريخ البورسعيدي، ثم شغل منصب المدير الفني المؤقت للمصري في مناسبتين خلال عامي 2003 و2006. استمر عبد الرازق في منهجه التطويري حتى 2007، لينتقل بعدها إلى تدريب كفر الزيات، ومن ثم عاد إلى المريخ البورسعيدي، وانتقل إلى قطاع الناشئين بنادي سموحة عام 2010، حيث استمر هناك حتى 2018.

عقب ذلك عوّض ميمي عبد الرازق عودته للنادي المصري حتى أواخر 2018، انتقل بعدها لتدريب نادي السويس، ومن لجنة الناشئين بالمصري إلى نادي الداخلية في 2023، ليعود مؤقتًا لتدريب المصري بعد رحيل أنيس بوجلبان، ويشغل منصب رئيس لجنة التخطيط التي كانت في طريق التشكيل.

المدير الفني السابق للنادي المصري صاحب اللقب الأكاديمي والروح العفوية

امتاز ميمي عبد الرازق بكونه الأستاذ الدكتور في التربية الرياضية من جامعة بورسعيد، حيث أشار في عدة تصريحات إلى خبرته التي تزيد على 35 عامًا في التدريب، مؤكدًا حضوره وتأثيره الأكاديمي من خلال تدريسه للمدربين في الرخصة (B) و(C) ونقابة المهن الرياضية. لم تخلُ مسيرته من المواقف العفوية والعاطفية التي جسدت عمق ارتباطه بنادي المصري، فقد عبّر مرارًا عن حزنه إزاء الظلم الذي يراه، وافتقاره للدعم الإعلامي، مما دفعه للبوح بمشاعره بصراحة تامة، كما بكى بشدة بعد خسارة فريقه في نهائي كأس الرابطة، معبرًا عن تقديره الكبير لجماهير النادي التي تحملت الكثير من أجل الفريق.

المدير الفني السابق للنادي المصري أصغر مدرب وأثره في كرة القدم المصرية

يُعتبر ميمي عبد الرازق أصغر مدير فني في تاريخ الكرة المصرية، عندما تقلد تدريب المصري عن عمر 25 عامًا بعد تخرجه من كلية التربية الرياضية، وبتعيينه كمعد في الجامعة وعمله في جامعة المنيا؛ ففي تلك المرحلة المؤهلة بدأ صعوده التدريبي الذي استمر في المصري مع مدربين أجانب بارزين مثل مدحت فقوسة، حيث تولى مسؤولية الفريق الأول عدة مرات خلال رحلتهم.

لم يكتفِ عبد الرازق بالجانب الرياضي فقط، بل شهدت علاقاته مع رموز الكرة المصرية مواقف إنسانية لافتة؛ مثلما حدث في لقاءه الوحيد مع محمود الخطيب أثناء مباراة اعتزال محمد صلاح، حيث لاحظ حرص “الخطيب” على تكريم صلاح رغم ارتدائه قميص الزمالك. كما أكد عبد الرازق اعجابه الكبير بأسطورة التدريب محمود الجوهري، موضحًا أنه يحتفظ بدفتر ملاحظات عنه يصفه بأثر سابق لعصره، وتعلّم منه الكثير.

الفترة الفريق/المنصب
1984 تدريب نادي بورفؤاد
1986 مدرب مساعد في النادي المصري
2002 تدريب المريخ البورسعيدي
2003 – 2006 مدرب مؤقت للنادي المصري
2008 – 2009 تدريب كفر الزيات
2010 – 2018 ناشئين سموحة
2019 تدريب نادي السويس وقطاع ناشئين المصري
2023 تدريب الداخلية، ثم تدريب المصري مؤقتًا ورئيس لجنة التخطيط
  • قاد الفريق لتحقيق الفوز في مباراتي البنك الأهلي وحرس الحدود بنتيجة 1-0 و2-0 على التوالي
  • احتل المركز الرابع في الدوري المصري الممتاز برصيد 42 نقطة
  • شارك مع المصري في بطولة الكونفدرالية القادمة
  • استلم قيادة لجنة التخطيط التي كان من المفترض أن يرأسها

يبقى ميمي عبد الرازق علامة فارقة في تاريخ النادي المصري والكرة المصرية بشكل عام، جمعت بين خبرته الطويلة وعشق الجماهير وفهم عميق لمتطلبات اللعبة، بعدما أثبت نفسه كمدرب وكمفكر رياضي صاحب رسالة تحمل الكثير من الحب والإخلاص لكرة القدم في مصر.