مفتي الجمهورية: الإسلام دين رحمة شامل ويدعو لترك التنافس على الماديات والتركيز على القيم

الإسلام دين الرحمة الشاملة ودعوة للتراحم بين البشر

في زمنٍ طغت عليه النزعة المادية وتهاوت فيه القيم الإنسانية، يظل الإسلام منارةً تضيء للبشرية طريق الرحمة والتراحم. يؤكد الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، أن الرحمة هي أحد القيم الجوهرية في الدين الإسلامي، وتُظهر مركزيتها من خلال ورودها في القرآن الكريم أكثر من مائتي مرة، حيث وصف الله تعالى نفسه بالرحمن الرحيم، ليكون ذلك دليلًا على أهمية التراحم في حياة المسلمين وكل البشر.

الرحمة في القرآن الكريم والسنة النبوية

يبرز القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قيمة الرحمة كصفة محورية في التعامل مع الإنسان وكل المخلوقات. أشار المفتي إلى قول الله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ… بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128]، حيث وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالنموذج الأسمى للرحمة. في السنة النبوية، يعكس الحديث الشريف: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء”، مركزية هذه الصفة في التراث الإسلامي.

الرحمة بين المسلمين وغير المسلمين

أكد الدكتور نظير عيَّاد أن الرحمة في الإسلام لا تقتصر على المسلمين فقط بل تمتد لتشمل جميع البشر والمخلوقات. أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بمعاملة الأعداء في الحرب برحمة، مشددًا على عدم الاعتداء على المدنيين أو تدمير الموارد الطبيعية. كذلك، تمتد الرحمة للحيوانات والنباتات، حيث أوضح الحديث الشريف أن سقيا الكلب كانت سببًا لمغفرة الله للرجل.

وسائل تعزيز الرحمة في القلوب

أوضح مفتي الجمهورية أن غياب الرحمة يرجع إلى الانشغال بالماديات وابتعاد الناس عن القيم الروحية. دعا إلى التمسك بالطاعات والأعمال الصالحة التي تعزز الرحمة والتعاطف. كما أشاد بتأثير الأخلاق الإسلامية في تهذيب العلاقات بين البشر والمسلمين وغيرهم، مشيرًا إلى أن ترك الخوض في شؤون الآخرين والامتناع عن الحكم عليهم من مظاهر الرحمة.

يظل الإسلام دين الرحمة والتسامح، داعيًا للتراحم بين البشرية جمعاء بمختلف دياناتهم وأجناسهم. تحقيق السلام والمحبة يبدأ من استعادة هذه القيم السامية وتطبيقها في واقعنا المعاصر.