«تذبذب ملحوظ» أسواق الخليج أسهم الإمارات تواصل مكاسبها رغم التراجع الكبير

أسواق الخليج تشهد تراجعًا مع استمرار مكاسب أسهم الإمارات وتفاعل المستثمرين مع التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية يشكل محور اهتمام المستثمرين في أسواق الخليج اليوم، حيث سجلت أسهم الإمارات سلسلة مكاسب متواصلة بينما شهدت باقي الأسواق تراجعات ملحوظة، إذ أغلق سوق دبي المالي عند أعلى مستوى له منذ يناير 2008 وسط تقييم دقيق لتطورات الحرب التجارية وترقب متزايد لمسار أسعار الفائدة مع انطلاق موسم نتائج الأعمال.

تحليل أداء أسواق الخليج وتراجع مؤشرات السوق وسط تشديدات تجارية

شهدت أسواق الخليج نهاية تداولات متباينة في جلسة الأربعاء، حيث تراجع مؤشر «تاسي» السعودي بنحو 0.5% ليغلق عند مستوى 11038 نقطة، مع تراجع سهم «أرامكو» بنسبة 0.7%، وتفاوت أداء البنوك، إذ انخفض سهم «الراجحي» 0.4% مقابل ارتفاع سهم «السعودي الأول» بنسبة 0.8%، ما يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين وسط متابعة مستمرة لتطورات الحرب التجارية وأثرها على الاقتصاد الإقليمي والعالمي.

في الوقت ذاته، واصلت أسهم الإمارات استمرار صعودها، حيث وصل مؤشر سوق دبي المالي إلى مستوى 5974 نقطة بزيادة 1%، وهو الأعلى منذ بداية عام 2008، كما ارتفع مؤشر سوق أبوظبي 0.3% وأغلق عند 10176 نقطة، مسجلاً أعلى إغلاق منذ يناير 2023، ما يعكس ثقة المستثمرين في مؤشرات السوق الإماراتي.

أما في قطر، فقد شهدت المؤشرات تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.1% عند مستوى 10811 نقطة وسط تداولات سيولة بقيمة 563 مليون ريال، بينما انخفض مؤشر بورصة الكويت بنسبة لافتة بلغت 1.2% ليصل إلى 9230 نقطة، وتراجع مؤشر مسقط بنسبة 0.3%، في حين واصل مؤشر البورصة المصرية مساره الهبوطي بنسبة 1.4% مع إغلاق عند مستوى 33473 نقطة.

تأثير السياسة الاقتصادية الأميركية على أسواق الخليج ومستقبل الفائدة

يركز المستثمرون الأهليين والعالميين على تقييم سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب التجارية، المنتظرة خلال الفترة القادمة، في ظل بيانات حديثة تكشف عن ارتفاع طفيف في أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال الشهر المنصرم، ما يثير الجدل حول اتجاهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن الفائدة.

وفي تعليق سريع على هذه البيانات، أكد ترامب أن أسعار المستهلكين لا تزال منخفضة من وجهة نظره، مطالبًا البنك المركزي الأميركي بخفض أسعار الفائدة على الفور لدعم النمو الاقتصادي، وهو ما يضع الأسواق المالية في حالة ترقب دائمة لما ستؤول إليه القرارات الاقتصادية الأمريكية وتأثيرها المباشر على تدفقات رؤوس الأموال وأسعار الأسهم في منطقة الخليج.

تقلبات أسعار النفط العالمية وتأثيرها على أسواق الطاقة الخليجية

شهدت أسعار النفط العالمية تحركات متقلبة مع توقعات باستمرار الطلب القوي على الخام خلال موسم الصيف في الأسواق الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، اللذان يمثلان أكبر مستهلكين للنفط على الصعيد العالمي، وسط تباين بين العوامل الداعمة والمثبطة للسوق.

تحركت أسعار النفط ضمن نطاق ضيق نوعًا ما، حيث تنافست المؤشرات الإيجابية الناتجة عن زيادة حركة السفر في نصف الكرة الشمالي خلال الصيف، مع المخاوف المتصاعدة من تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على شركاء التجارة، والتي قد تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي، وبالتالي خفض استهلاك الوقود.

• زيادة الطلب الصيفي في الولايات المتحدة والصين
• المخاوف من تأثير الرسوم الجمركية على النمو العالمي

خرجت العقود الآجلة لخام برنت اليوم متراجعة بمقدار 57 سنتًا رغم توقع الطلب المتزايد، ما يعكس التوتر والتوازن الحذر في سوق النفط العالمي وتأثيره المحتمل على اقتصادات الخليج التي تعتمد بشكل كبير على إيرادات الطاقة.

تتسم أسواق الخليج بتقلب واضح بين التراجع في مؤشرات الأسهم في بعض الدول، مقابل ارتفاع ملحوظ في السوق الإماراتية، وسط أجواء من الحذر لدى المستثمرين الذين يراقبون بترقب تأثير السياسات الاقتصادية الدولية على الأسواق المحلية، مع استمرار التركيز على أسعار النفط التي تبقى عاملاً رئيسيًا في التوجهات الاقتصادية المستقبلية.