«أمواج متلاطمة» ارتفاع الذهب يتجاوز الأونصة 3340 دولارًا وعالمياً يعود للسوق بقوة

ارتفعت أسعار الذهب عالميًا اليوم الأربعاء، مدعومة بتراجع الدولار الأمريكي وانتظار المستثمرين صدور بيانات التضخم الصناعي في الولايات المتحدة التي من المتوقع أن تؤثر بشكل مباشر على قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، مما عزز نشاط التداول في سوق المعدن النفيس

تحليل أسباب ارتفاع أسعار الذهب عالميًا وتأثير تراجع الدولار الأمريكي

شهد الذهب في الأسواق العالمية صعودًا ملحوظًا، حيث ارتفعت الأسعار في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% لتصل إلى 3341.29 دولارًا للأونصة في تمام الساعة 09:10 صباحًا بتوقيت غرينتش، بينما شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب زيادة بنسبة 0.3% مسجلة 3348.20 دولارًا. ويعود هذا الارتفاع إلى انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.1%، مما جعل الذهب خيارًا أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يتعاملون بعملات أجنبية، فكلما انخفض الدولار، تصبح أسعار الذهب أقل تكلفة بالعملات الأخرى، مما يدفع الطلب للزيادة.

قال المحلل المستقل روس نورمان إن تراجع الدولار بشكل تدريجي قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يعطي دعمًا إضافيًا للذهب، خصوصًا مع توخي الحذر في الأسواق بعد المكاسب الأخيرة للدولار، وهو ما يعزز قدرة الذهب على الحفاظ على مستوياته.

تأثير بيانات التضخم الصناعي على أسعار الذهب وقرارات الفيدرالي الأمريكي

تشكل بيانات التضخم الصناعي في الولايات المتحدة نقطة محورية لتحديد مسار أسعار الذهب، حيث تشير البيانات الأخيرة إلى أن أسعار المستهلكين سجلت في يونيو أعلى زيادة خلال خمسة أشهر، مدفوعة بارتفاع تكلفة بعض السلع الأساسية، ما يثير تساؤلات حول احتمالية إبقاء الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، أو تأجيل أي تخفيضات إلى ما بعد شهر سبتمبر.

اليوم ينتظر السوق صدور مؤشر أسعار المنتجين في الساعة 12:30 بتوقيت غرينتش، والذي سيكون له دور رئيسي في رسم ملامح السياسة النقدية المقبلة؛ ففي حالة ارتفاعه، قد يتحول الضغط نحو تثبيت أو رفع أسعار الفائدة، ما قد يؤثر على سعر الذهب الذي يتفاعل بشكل وثيق مع قرارات الفائدة، إذ يُعتبر الذهب أداة تحوط في بيئة السيولة المنخفضة.

تداعيات التعريفات الجمركية الجديدة على أسعار الذهب وأداء المعادن الثمينة الأخرى

على الصعيد التجاري، شهدت الأسواق تصاعدًا في التوترات بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض تعريفة جمركية بنسبة 19% على واردات السلع من إندونيسيا، ضمن اتفاق تجاري جديد بين البلدين، بالإضافة إلى خطط فرض تعريفات جديدة على الأدوية، مما يزيد الضغوط الاقتصادية ويعزز من حالة عدم اليقين في الأسواق.

رغم هذه الظروف، لم يتمكن الذهب من تجاوز المستوى المقاوم البالغ 3400 دولار للأونصة حسب ما أشار إليه المحلل أجاي كيديا، مدير شركة “كيديا كوموديتيز” الهندية، مما يعكس تماسك الأسواق وانتظار تطورات جديدة.

نوع المعدن السعر الحالي للأونصة (دولار أمريكي) التغير النسبي (%)
الذهب 3341.29 +0.6%
الفضة 38.01 +0.8%
البلاتين 1377.85 +0.4%
البلاديوم 1196.14 -0.8%
  • انخفاض الدولار يعزز جاذبية الذهب للمستثمرين العالميين
  • تأثير بيانات التضخم الصناعي على قرارات الفيدرالي وأداء المعدن النفيس
  • التوترات التجارية وفرض تعريفات جمركية جديدة تضيف ضغوطاً على الأسواق

تُعد ظروف أسعار الفائدة المنخفضة والتقلبات الاقتصادية والسياسية عوامل تدفع الطلب على الذهب، حيث تتوقع مجموعة ANZ المصرفية أن يستقر المعدن الأصفر قريبًا قبل أن ينطلق في موجة صعود قد ترفعه إلى مستوى 3600 دولار للأونصة قبل نهاية عام 2025، مما يعكس ثقة المستثمرين في الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين المتزايد.