«أسرار متغيرة» السوق المفضلة الآن وكيف تؤثر الاستثمارات بين القارات على مستقبلها؟

ما السوق المفضلة الآن للاستثمار بين القارات في ظل تذبذب رسائل ترامب ورسوم التجارة؟ مع استمرار الجدل حول حرب التعريفات الجمركية وعدم وضوح موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بين الإبقاء على الرسوم أو زيادتها، تظهر تحولات واضحة في سوق الأسهم العالمية اليوم الأربعاء، حيث يميل المتداولون بشكل جلي نحو أسهم القارة الأوروبية، بينما تعاني أسواق اليابان والصين من تراجع في الأداء، وتشهد العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية هبوطًا بعد موجة تراجع في “وول ستريت” أمس لم تطل سوى أسهم قطاع التكنولوجيا.

توجهات المستثمرين في السوق المفضلة الآن وأسهم القارة الأوروبية

اتجهت الاستثمارات بقوة صوب سوق الأسهم الأوروبية، مدعومة ببيانات وأجواء إيجابية تصب في صالح القارة وسط حالة عدم الاستقرار في الأسواق الأخرى، حيث سجل مؤشر «يورو ستوكس 600» تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.15% بمقدار نقطة واحدة إلى 542 نقطة، رغم ذلك ارتفع مؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.2% تعادل 50 نقطة إلى 24070 نقطة، كما شهد مؤشر «كاك 40» الفرنسي ارتفاعًا بنسبة 0.1% أو 15 نقطة إلى 7760 نقطة، وأظهر مؤشر «فوتسي إم آي بي» الإيطالي ارتفاعًا ملحوظًا بقدر 0.4% أي 140 نقطة إلى 40060 نقطة. في المملكة المتحدة، أضاف مؤشر «فوتسي 100» 0.2% بما يعادل 15 نقطة ليصل إلى 8951 نقطة، وزاد مؤشر «إيبكس 35» في إسبانيا 0.16%، مكاسب تعادل 23 نقطة إلى 14045 نقطة.

تُعزى هذه الجاذبية المتزايدة في السوق المفضلة الآن، وهي الأسهم الأوروبية، إلى تحول مديري الصناديق عن الأصول الأميركية، وقوة الوعود بحزم تحفيز مالي كبيرة في ألمانيا، مما يعزز الثقة في الاقتصاد الأوروبي. وتؤكد نتائج آخر استطلاع لـ«بنك أوف أميركا» تفاؤل 81% من المستثمرين الأوروبيين بارتفاع الأسهم خلال 12 شهرًا قادمًا، بأعلى معدل منذ أربع سنوات، مع ارتفاع نسبة التوصية بزيادة الوزن في الأسهم الأوروبية إلى 41%.

احتدام التحديات وتأثيرها على السوق المفضلة الآن والعقود الآجلة والأسواق الآسيوية

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، شهدت العقود الآجلة للأسهم الأميركية تراجعًا في نهاية تعاملات أمس، وسط مخاوف متصاعدة من استمرار الاضطرابات في مجال التجارة وسرعة تفاقم التضخم، الأمر الذي قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لوقت ممتد، الأمر الذي يؤثر سلبًا على جاذبية الأسهم الأميركية في السوق المفضلة الآن لدى المستثمرين.

مؤشر التغير القيمة
داو جونز الصناعي -0.1% (-50 نقطة) 44250 نقطة
إس آند بي 500 -0.1% (-7 نقاط) 6275 نقطة
ناسداك المركب -0.3% (-66 نقطة) 22995 نقطة

في آسيا، بددت أسهم اليابان مكاسبها الصباحية؛ حيث انخفض مؤشر «نيكاي 225» بنسبة 0.04% أو نحو 15 نقطة ليصل إلى 39663 نقطة، مع تراجع مؤشر «توبكس» بنسبة 0.2%، ومؤشر «جي بي إكس 400» بنسبة 0.19%. أما السوق الصيني، فقد سجل مؤشر «شنغهاي» المركب هبوطًا ضئيلًا بنسبة 0.03%، فيما فقد مؤشر «شنشتن» 0.22% من قيمته.

  • مؤشر آسيا داو زاد بنسبة 0.43% إلى 4522.6 نقطة، ما يشير إلى تحسن إجمالي في الأسواق الآسيوية
  • مؤشر هانغ سنغ تراجع بنسبة 0.3% في هونغ كونغ، نتيجة ضغوط اقتصادية وتجارية
  • مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية هبط بنسبة 0.9% إلى 3186 نقطة، متضررًا من التقلبات الدولية

هذه التطورات أثرت بشكل مباشر على قرارات المستثمرين حول السوق المفضلة الآن، حيث أولت الفعاليات المالية الأوروبية جاذبية أعلى في ظل استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق الأميركية والآسيوية.

أبرز قطاعات السوق المفضلة الآن وتحليل مديري الصناديق مع اتجاهات واضحة

تعكس قرارات الاستثمار الأخيرة أن السوق المفضلة الآن تدعمها قطاعات محددة داخل القارة الأوروبية، مع انتعاش غير مسبوق في قطاع الدفاع الأوروبي الذي يشهد طفرة تستقطب مزيدًا من الاستثمارات. كذلك، تصدرت قطاعات البنوك والتكنولوجيا قوائم القطاعات المفضلة، حيث أفاد أكثر من 20% من مديري الصناديق بزيادة مخصصاتهم المالية فيها.

قفز مؤشر «يورو ستوكس للبنوك» بنحو 30% في أوائل 2025، مستفيدًا من الأداء القوي لبنوك كبرى مثل «دويتشه بنك» و«باركليز»، ويعتقد 75% من المدراء أن السياسات المالية الحكومية الألمانية، وزيادة الإنفاق الدفاعي، فضلاً عن التكامل الأوروبي في مجالات عدة، ستساهم في تجاوز أوجه القصور الهيكلية للأداء القاري.

بالمقابل، تتعرض قطاعات السيارات الأوروبية لضغوط متزايدة، حيث أبدى 30% من المدراء تحفظاتهم بسبب الضرر الكبير الناتج عن الرسوم الجمركية الأميركية التي أدت إلى تعليق عدة شركات كبرى لتوقعاتها المالية، مما يقلل جاذبيتها ضمن السوق المفضلة الآن.

هذه الملامح المتنوعة للسوق المفضلة الآن تشير إلى تحولات كبيرة في توجهات المستثمرين، الذين ينفتحون على فرص مختلفة ويعيدون تقييم استراتيجيات الاستثمار بين القارات، مستفيدين من التقلبات العالمية ومتغيرات سياسات التجارة والمالية.