«بريق متلألئ» الذهب أم الفضة رهان المستثمرين يكشف الاتجاه الجديد في السوق

الذهب أم الفضة: لماذا يتجه المستثمرون نحو الفضة بدلاً من الذهب؟

الذهب أم الفضة بات هذا السؤال محور النقاش بين المستثمرين مع تحول الأسواق نحو تفضيل الفضة على الذهب، بعد استمرار تراجع المعدن الأصفر عن مستوياته التاريخية منذ أبريل الماضي، في مقابل الأداء اللافت الذي حققته الفضة، والتي سجلت أعلى أسعارها منذ 14 عاماً، متجاوزة حاجز 40 دولاراً للأونصة مطلع الأسبوع الحالي. هذا التغير يعكس تحولاً في توجهات المستثمرين وسط تغيرات عروض وطلب الأسواق العالمية.

تراجع الذهب وتقدم الفضة: قراءة في أداء المعادن النفيسة

الذهب يشهد حالة من الاستقرار النسبي، حيث ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر سبتمبر بنسبة 0.3% لتصل إلى 3347.2 دولاراً للأونصة، مع هبوط الأسعار عن أعلى مستوياتها التاريخية التي بلغت 3509 دولارات في أبريل؛ ليُفقد الذهب نحو 160 دولاراً من ذروته. خلال خمسة أيام، ارتفع الذهب بأقل من 1%، فيما انخفض 1.25% خلال شهر، مع تحقيق مكاسب تراكمية بلغت 27% منذ بداية هذا العام و36% خلال 12 شهراً متواصلة.

في المقابل، سجلت الفضة تحركات إيجابية أقوى، حيث ارتفعت عقودها الآجلة لشهر سبتمبر بنسبة 0.4% عند 38.225 دولاراً للأونصة، مع زيادة أسعارها قرابة 4.5% خلال آخر خمسة أيام ونحو النسبة نفسها خلال 30 يوماً. منذ بداية العام، حقق المعدن ارتفاعاً بحوالي 31%، بينما ارتفع بمقدار 26% خلال العام الكامل.

الذهب أم الفضة: آفاق مستقبلية وتحولات التوقعات الاستثمارية

في مراجعة لتوقعات أسعار المعدنين، رفع محللو بنك الاستثمار الأميركي “سيتي غروب” تقديراتهم لأسعار الفضة خلال الأشهر المقبلة بدعم من تراجع المعروض وتزايد الطلب الاستثماري، متوقعين وصول سعر الفضة إلى 40 دولاراً للأونصة خلال ثلاثة أشهر، بعدما كانت التوقعات السابقة عند 38 دولارًا، مع رفع توقعاتهم للفترة من 6 إلى 12 شهراً إلى 43 دولاراً، مستندين إلى الدعم المحتمل من خفض الفائدة الأميركية المتوقعة. بالمقابل، أكد محللو البنك ثبات توقعاتهم للذهب دون تغيير، متوقعين تراجع الأسعار دون مستوى 3000 دولار للأونصة خلال العام المقبل.

توقع اقتصاديو “سيتي غروب” أن ينخفض الذهب إلى ما دون 3000 دولار للأونصة خلال الأرباع القادمة مع تراجع زخم الصعود القياسي، والإشارة إلى احتمال هبوط السعر إلى نطاق 2500 – 2700 دولار بحلول النصف الثاني من 2026. في السيناريو الأساسي الذي يحمله البنك بنسبة 60%، يتوقع تماسك الذهب فوق 3000 دولار خلال الربع المقبل قبل الاتجاه نحو الانخفاض.

ماذا يعني تراجع الذهب وصعود الفضة للمستثمرين؟

يشير خبراء “سيتي غروب” إلى أن تراجع الطلب على الذهب يعود لضعف الإقبال الاستثماري، وتحسن آفاق النمو العالمي، واستمرار ثبات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. كما يرون أن الطلب على الذهب سينخفض خلال أواخر 2025 و2026، مع انتظار استقرار حرب التعريفات، وهو ما يعزز الإقبال على الأصول عالية المخاطر والتخلي عن الملاذات الآمنة التقليدية. دعم الذهب سابقًا جاءت من طلب الملاذ الآمن في ظل السياسات التجارية الأميركية المزعزعة والاستقطاب الشرق أوسطي، إضافة إلى المخاوف من العجز المالي الأميركي والشراء المستمر للبنوك المركزية لتنويع الاحتياطيات.

أما الفضة، فهي تستفيد من حالة الازدهار المستمرة للمعادن الثمينة والصناعية على حد سواء، حيث بلغ سعرها أعلى مستوياته منذ 14 عاماً، مع ارتفاع الأسعار الفورية نحو 2% في 14 يوليو، وتعاملات قريبة من 40 دولاراً للأونصة، بعد ارتفاع بلغ 4% خلال الأسبوع السابق. هذا الصعود جاء مع بحث المستثمرين عن بدائل للذهب بعد اقتراب سعره من أعلى مستوياته عند أكثر من 3500 دولار.

• تزايد حجم صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالفضة منذ فبراير بنحو 2570 طناً.
• ارتفاع الطلب على الفضة وضع السوق تحت ضغط بسبب احتفاظ هذه الصناديق بمعظم المعدن، ما يقلل من المعروض للتداول أو الإقراض.
• ارتفاع نسبة الأونصات المطلوبة لشراء أونصة ذهبية واحدة إلى 86 أونصة فضة، مقارنة بمتوسط 80 أونصة خلال العقد الماضي.

تلعب الفضة دوراً مزدوجاً كمعدن ثمين وصناعي، حيث تدخل في تصنيع الألواح الشمسية وبعض الأجهزة الإلكترونية، ما يعزز طلبها في الأسواق العالمية. كما شهدت المعادن الأخرى مثل البلاتين والنحاس تحركات إيجابية هذا العام، مدفوعة بزيادة الطلب وحركة المستثمرين نحو الأمان وتنويع محفظاتهم. ويرى محللو “سيتي غروب” أن التفوق النسبي للفضة على الذهب خلال الأشهر الماضية يعكس انخفاض النسبة بين المعدنين، مع بقاء سعر الفضة منخفضاً نسبيًا وفقاً للمعايير التاريخية.