«أصداء قوية» حفيدة أم كلثوم تصريحات مدحت العدل التي أشعلت مواقع التواصل

قراصنة منصة «إكس» يخترقون حساب «إلمو» ويجرّونه إلى الصراعات السياسية

تعرض حساب «إلمو»، الشخصية الشهيرة من مسلسل «عالم سمسم»، لاختراق كبير على منصة «إكس» صباح يوم الاثنين، ما أدى إلى نشر منشورات معادية للسامية ودعوات عنيفة أمام جمهور يزيد عن 650 ألف متابع. تضمنت المنشورات تحريضاً على «إبادة اليهود» واتّهامات لدونالد ترمب بكونه «دمية نتنياهو» المرتبط بملفات فضائح جيفري إبستين الجنسية، مما أثار استنكاراً واسعاً وسرعة في حذف هذه الرسائل بعد نصف ساعة فقط من نشرها، حيث أكد صناع المسلسل أن حساب «إلمو» قد تم اختراقه لا أكثر.

قراصنة منصة «إكس» يخترقون حساب «إلمو» ويهددون سمعته الشخصية

تعتبر هجمات القراصنة على حسابات المشاهير والشخصيات العامة من أبرز التحديات التي تواجه أمن منصات التواصل الاجتماعي، وحالة «إلمو» على منصة «إكس» أبرز مثال على ذلك. ظهر في المنشورات المخترقة محتوى عنيف ومليء بالكراهية، يتعارض تماماً مع الطابع اللطيف والمحبة التي يمثلها «إلمو» منذ انضمامه إلى «عالم سمسم» في ثمانينيات القرن الماضي. استنكرت إدارة المسلسل هذه الأفعال بسرعة، وأكدت أن الشخصية المحبوبة لم تكن وراء تلك التصريحات التي أثارت جدلاً واسعاً، بل جرى اختراق الحساب دون إذن.

في الواقع، أثارت تلك الحادثة تساؤلات عن كيفية استغلال حسابات الشخصيات الشهيرة للانجرار إلى صراعات سياسية معقدة لا علاقة لها بها، وهو ما يعكس خطورة القرصنة الرقمية على صورة العلامات التجارية والشخصيات الرمزية.

استراتيجية تواصل «إلمو» مع الجمهور في ظل منصات التواصل الاجتماعي

على الرغم من أن «إلمو» لطالما استهدف الأطفال، إلا أن منظمي مسلسل «عالم سمسم» أدركوا أن الشخصية يمكن أن تصل إلى جمهور أكبر من الكبار عبر منصات مثل «إنستغرام» و«إكس»، عبر التركيز على مواضيع الصحة النفسية والدعم العاطفي. فقد أصبح «إلمو» جسراً للتفاعل الإنساني مع متابعيه، حيث نشر منشوراً في يناير 2024 بعنوان: «إلمو يطمئنّ فقط! كيف حال الجميع؟» الذي لاقى صدىً كبيراً، إذ تجاوز عدد التفاعلات 20 ألف تعليق و62 ألف إعادة نشر، مع أكثر من 163 ألف إعجاب ضمن 224 مليون مشاهدة.

عبر هذا التواصل، تحولت شخصية «إلمو» إلى رمز للدعم والمواساة في العالم الرقمي، مما يعزز قُرب الجمهور منه ويُعمّق مكانته الإيجابية عبر الأجيال المختلفة. ولعل ظهور الممثل أندرو غارفيلد في فيديو مثير إلى جانب «إلمو» وهو يتحدث عن الحزن والاشتياق، دليل قوي على هذا التوجه الاستراتيجي الناجح.

أسرار نجاح وجاذبية شخصية «إلمو» في العالم الرقمي والحقيقي

منذ ظهوره في 1985، أثبت «إلمو» أنه أكثر من مجرد دمية موجهة للأطفال؛ فهو يتمتع بجاذبية خاصة تتخطى الفئات العمرية المختلفة، ويساهم في معالجة مواضيع إنسانية هامة كالصداقة والتعبير عن المشاعر. ويعود سبب جاذبيته إلى مظهره الفريد المزين باللون الأحمر، الأنف الأصفر الكبير، والعينين البارزتين، إلى جانب صوته العالي المميز وضحكته المميزة التي تنضح بالبراءة واللطف.

يستخدم «إلمو» صيغة الغائب في حديثه عن نفسه، مما يضيف لمسة من الطرافة والتودد لقلب المستمع، وقد اعتمد القائمون عليه على هذه الطريقة لتقوية العلاقة مع الجمهور، وفي الوقت ذاته يهذب شخصية «إلمو» عبر تراكم العبارات المنتظمة مثل «لو سمحت» و«شكراً»؛ مما جعله نموذجاً يحتذى به في الآداب والسلوك بين الصغار والكبار.

• اعتمد «إلمو» في السنوات الأخيرة على تعزيز رسالته في الصحة النفسية والدعم العاطفي
• ساهمت منصات التواصل في تجديد حيوية الشخصية وشعبية «إلمو» لدى جيل الألفية وجيل «زد»
• ظهور مشاهير عالميين إلى جانب «إلمو» عزز من مكانته كرمز للطفولة والإنسانية

يشكل الدعم العاطفي الذي يقدمه «إلمو» للعالم الافتراضي دعامة أساسية في بقاء شخصيته نابضة بالحياة عبر أجيال متعددة؛ فهو يجمع بين تعليم الأطفال بأسلوب بسيط ومحبب، وبين التسلية والراحة للكبار الباحثين عن تحديث بهجة الطفولة أو بعض اللحظات المليئة بالدعابة والصدق العاطفي، ليبقى «إلمو» رمزاً استثنائياً في عالم الترفيه والتثقيف الرقمي.