أسرار الصدام بين مبارك وعمر سليمان في كتاب “الصندوق الأسود” للمؤلف مصطفى بكري

يُعد كتاب «الصندوق الأسود» للكاتب الصحفي مصطفى بكري من أهم الإصدارات التي تكشف أسرارًا مثيرة عن لواء المخابرات العامة الراحل عمر سليمان. يتناول الكتاب جوانب عديدة من حياة اللواء سليمان السياسية والأمنية، بما يسلط الضوء على كواليس فترة حساسة في تاريخ مصر الحديث. إحدى هذه الجوانب كانت محاولات الوقيعة بين سليمان والرئيس الأسبق حسني مبارك، التي حاولت خلق فجوة بينهما لتحقيق مصالح شخصية.

سر العلاقة بين مبارك وعمر سليمان

كانت علاقة الثقة بين اللواء عمر سليمان والرئيس مبارك محط أنظار العديد ممن أرادوا تعطيل مسيرة التعاون بينهما. يحكي الكاتب عن موقف بارز حدث في سبتمبر 2010، عندما أفاق الشعب على ملصقات ترشح عمر سليمان كبديل للرئيس، وهو ما أثار استغراب مبارك. ولكن الأخير أظهر موقفًا واضحًا قائلاً إنه يثق باللواء سليمان ولن يُلقي بالًا لمثل هذه الادعاءات أو المؤامرات.

مواقف عمر سليمان الحاسمة

يكشف الكتاب تفاصيل عن اللقاءات التي دارت بين الكاتب واللواء سليمان. أحد هذه المواقف كان الحديث عن تعديل الدستور، حيث أبلغ سليمان الكاتب مصطفى بكري أن مصر تواجه محاولات لتمهيد الطريق لجمال مبارك، نافيًا وجود نية حقيقية لتعديل دستوري من قبل الرئيس. الموقف الآخر الذي يُظهر أمانة عمر سليمان كان رفضه إفشاء معلومات حول جهاز المخابرات لجمال مبارك، مؤكدًا قسمه بالحفاظ على سرية الجهاز مهما كانت الضغوط.

أحداث وتطورات مثيرة

لم تكن الوقيعة بين مبارك وسليمان المحاولة الوحيدة لإحداث خلل سياسي. يتناول الكتاب الانتخابات البرلمانية لعام 2010 والتي شهدت تزويرًا كبيرًا، مما أدى إلى تصاعد الغضب الشعبي. هذا التزوير أشعل فتيل الاحتجاجات في العديد من المحافظات المصرية، والتي كانت من بين العوامل التي أدت إلى الأحداث السياسية الكبرى في السنوات التالية.

يقدم كتاب «الصندوق الأسود» تأريخًا دقيقًا لأخطر الفترات التي عاشتها مصر، مُسلطًا الضوء على أسرار تروى لأول مرة عن اللواء عمر سليمان وعلاقته بنظام مبارك، مما يجعل هذا الكتاب مرجعًا هامًا لكل المهتمين بتاريخ مصر السياسي.