«أفق مزدهر» الرعاية الصحية الرقمية في الإسكندرية مركز السياحة العلاجية الجديد بمليار جنيه

الإسكندرية الرائدة في الرعاية الصحية الرقمية ومركز السياحة العلاجية الجديد هي واحدة من أبرز التطورات الصحية في مصر، حيث تستعد المحافظة لإطلاق شبكة رعاية صحية ذكية ومتطورة، تعزز منظومة التأمين الصحي الشامل وتفتح أفقًا جديدة للسياحة العلاجية نحو أفريقيا والمنطقة.

الإسكندرية في منظومة التأمين الصحي الشامل: خطوات تأهيل مؤسسية متقدمة

تسير محافظة الإسكندرية بخطى ثابتة نحو الانضمام لمنظومة التأمين الصحي الشامل، حيث قدّم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، خلال اجتماعه بتاريخ 14 يوليو 2025، استعراضًا مفصلًا لاستعدادات المحافظة في التهيئة المؤسسية لهذا التحول الجذري. هذا المشروع الطموح يُعد ثمرة تعاون مشترك بين محافظة الإسكندرية، تحالف استثماري واتحاد الغرف التجارية المصرية، ليشكل هذا الثلاثي نموذجًا متكاملاً للشراكة بين الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، ويضمن نقلة نوعية في الخدمات الصحية، مع التركيز على التنمية المستدامة للقطاع.

شبكة رعاية صحية رقمية تضم 70 عيادة ذكية: نموذج متكامل يقدم خدمات مبتكرة

تتضمن خطة الإسكندرية الصحية إنشاء شبكة رعاية صحية رقمية فريدة من نوعها تتألف من 70 عيادة ذكية موزعة استراتيجيًا في مناطق المحافظة المختلفة، مع مراعاة التوزيع السكاني والطبيعي لتوفير تغطية صحية شاملة. وجّه المهندس أحمد طارق، الشريك في المشروع، الضوء على أن هذه العيادات تعتمد على تقنية متقدمة لتقديم رعاية أولية شاملة تشمل الخدمات الوقائية، العلاجية، والتشخيصية، في استثمار يفوق المليار جنيه مصري. هذا النموذج يشكل قاعدة صلبة لبدء المشروعات السياحية العلاجية، مستفيدًا من هذا التطور في التكنولوجيا الطبية الرقمية.

تمويل مبتكر وتمكين الأطباء: نموذج الملكية المحلية وتوسيع المشاركة

يأتي تمويل مشروع شبكة الرعاية الصحية الرقمية بمنهجية مبتكرة تضمن عدالة التوزيع والشمولية، حيث سيتم تمويل وتشغيل 35 عيادة بواسطة تحالف استثماري يقوده محافظة الإسكندرية وغرفة تجارة الإسكندرية ومجموعة من المستثمرين المحليين. أما الـ 35 عيادة المتبقية فستُمنح ملكيتها لمجموعات من الأطباء (3 إلى 4 أطباء لكل عيادة)، ما يتيح فرصة أكثر من 100 طبيب ليصبحوا شركاء في تطور النظام الصحي، مؤكدًا بذلك التمكين المهني للأطباء وتوسيع قاعدة الملكية المحلية. يتضمن المشروع خطة تمويل احتياطية من التحالف لضمان استمرار المشروع في حال تعثر أي جهة مالية، مما يعكس جدية واستدامة التنفيذ.

  • توزيع العيادات بشكل مدروس يعكس الكثافة السكانية والاحتياجات الصحية لكل منطقة
  • تفعيل وتعزيز دور الأطباء كملاك وشركاء فاعلين في منظومة الرعاية الصحية
  • وجود تحالف استثماري لضمان استمرارية واستدامة المشروع
العنصر عدد العيادات نموذج التمويل
العيادات ممولة بالكامل 35 عيادة التحالف الاستثماري بقيادة الدولة والقطاع الخاص
العيادات مملوكة للطبيب 35 عيادة مجموعات من 3-4 أطباء لكل عيادة

تتجسد أهداف مشروع الإسكندرية في الرعاية الصحية الرقمية في تقديم خدمات طبية ذات جودة عالمية مع تكاليف منخفضة، مع الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يخلق تجربة سهلة وسلسة للمواطنين في الوصول إلى الرعاية الصحية. يشمل ذلك تطوير أنظمة ذكية للحجز، التشخيص، ودعم اتخاذ القرارات الطبية والإدارية، مع تركيز على تدريب الكوادر الطبية وفقًا لمعايير “B well” العالمية، وتعزيز التكامل ضمن منظومة التأمين الصحي الشامل. هذه الرؤية تجد دعمًا قويًا من اتحاد الغرف التجارية الذي يعمل على توحيد جهود المستثمرين لدعم هذا القطاع.

أضاف الدكتور مهندس عماد عبد الوهاب، عضو مجلس إدارة الاتحاد، بأن نجاح هذه الشبكة يمثل حجر الزاوية لتسريع انضمام الإسكندرية وباقي المحافظات إلى منظومة التأمين الصحي الشامل، ويشكل نموذجًا وطنيًا يمكن تكراره في جميع أنحاء مصر. يعزز المشروع البنية التحتية الطبية ويحسن الصحة العامة، مما يقلل الضغط على المستشفيات الحكومية، ويرسخ مكانة مصر كوجهة إقليمية للسياحة العلاجية، خاصةً في استقطاب المرضى من إفريقيا ودول الخليج. وقد شدد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، على ضرورة وضع خطة تنفيذية واضحة وحقيقية لتفعيل المشروع فورًا، في ظل الدعم الكامل من الحكومة للمبادرة.

باختصار، يشكل إطلاق شبكة الرعاية الصحية الرقمية في الإسكندرية نقطة تحول فارقة تجمع بين جودة الخدمات الطبية، التمكين المهني للأطباء، والابتكار التكنولوجي، لتأسيس مستقبل صحي متطور، يُسهم في رفع مستوى الرعاية للمواطنين وبناء قطاع صحي متكامل قادر على المنافسة إقليميًا وعالميًا.