القصص التي عشتها ولا أنساها تتعلق بتجربة فريدة في مقيل مجموعة من الشعراء في صنعاء، حيث كان الظلام شرطًا لاستثارة الخيال وعبور وادي عبقر، مما جعل اللقاء يتحول إلى رحلة شعرية في عوالم الإبداع الغامضة التي يعشقها الشعراء.
تجربة الكتابة في الظلام داخل مقيل الشعراء في صنعاء
ذات مساء في صنعاء، ذهبت إلى مقيل يجتمع فيه شعراء المدينة، وكان المقيل يبدو عاديًا في بدءه، لكنه تحول إلى مشهد غريب حين أسدلوا الستائر، ورفضوا تشغيل الأنوار، مؤكدين أن الضوء يشتت الذهن ويمنع الخيال من الانطلاق نحو وادي عبقر؛ فالخيال ينبض ويحتفل في ظلام الليل الحالك. في تلك الأجواء السليمانية، جلسوا مستعدين بأوراقهم وأقلامهم ليطلقوا إبداعاتهم وسط العتمة، وهو أمر غير مألوف بالنسبة لي.
كان أحدهم مطاردًا للإلهام، يحاول هذب قصيدته عبر ترديد: “محبوبتي تلك التي…” ثم يتوقف فجأة، كأن الكلمات تمسك بها خيوط العجز. حاولت مساعدته على تجاوز هذا المأزق وأجبته: “عبثت بكل مشاعري”، وهو ما أضفى على جو الغرفة طاقة جديدة إذ فرح كثيرًا بهذا التدخل، وما لبث أن قذفني بحزمة من القات بقوة لا تخلو من مزاح. كان خيالي حينها غائبًا، لكنني نجوت، وقدر الله أن لم تصب عيني بنصيب من رمية القات تلك، فقد كان يمكن أن تعمي نورها للأبد، ومنذ ذلك اليوم، وجدت نفسي مدمنًا على صحبة الشعراء، وأفادت تجربتي أنه بدل العودة إلى البيت، كدت أذهب إلى المستشفى.
مطاردة الإلهام وتأملات الشاعر في وادي عبقر بمصاحبة القات
واصل الشاعر ملاحقته للإلهام وهو يكرر كلمات مثل: “سجلت قلبي باسمها”، و”وكتبت أحرف اسمها بدفاتري”، متلقى المعاونة اللفظية مني التي جمعت بين الشاعر والمتلقي في مشهد يشبه رقصات الحرب مع رمي القات، كأننا في معركة داحس والغبراء. وفي وسط هذا التفاعل، انسجمت العلاقات المختلفة بيننا، وأنا أتحاشى إنقاذه للمرة الثالثة، لأن الثالثة غالبًا تكون للمثبّتات، حسب ما يقولون. فيما كان الشعراء الآخرون يتجولون بهدوء في وادي عبقر، عاد الشاعر يقص علينا حديثًا غريبًا، إذ كانت محبوبته تخاطبه بكلمات بالروسية، لم يكن يفهمها أكثر مما يفهم جدتي الفيزياء النووية.
أثناء هذه اللحظة الملهمة، دفعتني الفضول لأن أختبر حظي بالتدخل، فقلت له: “أنت الذي دوماً يجيء بخاطري”، وسرعان ما غطيت عيني تخوفًا من ردة فعل القات، التي لم تتأخر فصاحت به بقوة وحاصرته بحزمة ثالثة. تحمّلت الضربة وكانت أقسى من السابق. في النهاية، أنهى بعض الأبيات مع شريك شعري يدعى العبد لله، ففاجأني برمي آخر ما تبقى من قاته في وجهي، فجمعت الحزم وتركت وادي عبقر وبرفقة صديقي الشاعر.
السماء الشعريّة في صنعاء: عيش مع الحبيب المتنبي والانفصال عن النساء
عاد بي الشاعر إلى شارع المطاعم حيث تناولنا العشاء معًا، وأصر على أن أرافقه إلى منزله لاستكمال الأمسية، وهناك اكتشفت أنه يعيش وحيدًا. وحين سألته لماذا لم يتزوج، أجابني متأثرًا أن خطيبته لم تستطع الإجابة على أسئلة شعرية عميقة كـ: “من القائل: أَرَقٌ عَلى أَرَقٍ وَمِثلِيَ يَأرَقُ…” أو “الحُبُّ ما مَنَعَ الكَلامَ الأَلسُنا…”. تركها وقرر عيش حياته مع الحبيب الذي لم يغادره لحظة، وهو المتنبي الذي خصص له غرفة مجاورة في منزله، ينام فيها ويصحو ويزوره أحيانًا. همس لي سرًا أن من سامره بالأمس لم يكن أبو تمام ولا المعتمد بن عباد، بل شاعر آخر، مما أثار قلقًا داخليًا دفعتني إلى الفرار قبل عودة بقية الشعراء، محملاً أشيائي نحو الحرية بعيدًا عن وادي عبقر.
- الكتابة في الظلام كطريقة لتعميق الخيال الشعري
- تحديات مطاردة الإلهام في أجواء مقيل اليمن الأصيل
- العلاقة الأزلية مع الحبيب المتنبي في حياة الشعراء
«تغيرات مفاجئة» تحديث سعر الذهب اليوم فى مصر السبت 5 يوليو 2025 بعد ارتفاع ملحوظ
«من هو» أحمد وحيدي القائد الجديد للحرس الثوري المتهم بالإرهاب دولياً
نتائج السادس الابتدائي 2025 في كركوك: مبروك مقدماً وخطوات سهلة للاستعلام فور صدورها
«تعرّف الآن» أسعار الذهب اليوم 9 يونيو 2025 في مصر بالجنيه والدولار
«حرارة مرتفعة» درجة حرارة غدًا مع شبورة مائية والعظمى تصل إلى 43 درجة
«نتيجة سريعة» رابط نتيجة الشهادة الاعدادية ليبيا 2025 برقم القيد من وزارة التعليم
«العقل العسكري» محمد السنوار قائد بارز في حماس استُشهد بغارة على خان يونس
«اكتشف الآن» تردد قناة الإشراق العراقية 2025 وخطوات ضبطها بسهولة