«تصدعات خطيرة» فشل 7 أكتوبر يهدد استقرار حكومة نتنياهو ويثير جدلاً واسعاً

نتنياهو يتهم الأجهزة الأمنية بفشل 7 أكتوبر ويؤكد أن الهجوم الأكبر في تاريخ إسرائيل كان نتيجة تقصير المؤسسة الأمنية، وليس القادة السياسيين، وسط موجة من التصدعات التي تهدد استقرار حكومته الائتلافية الضيقة التي تكافح للحفاظ على أغلبيتها في الكنيست. هذا الاتهام العلني يأتي في وقت يتزايد فيه الانسحاب من الحكومة وتعقيد المشهد السياسي الإسرائيلي.

نتنياهو يؤكد فشل المؤسسة الأمنية في إحباط هجوم 7 أكتوبر

في مقابلة مسجلة مع مستشارته الجديدة للشؤون الدولية كارولين غليك، شن نتنياهو هجومًا حادًا على المؤسسة الأمنية، مؤكداً أن “الفشل في إحباط الهجوم الأكبر في تاريخ إسرائيل يقع على عاتق المؤسسة الأمنية، وليس القادة السياسيين”؛ ملمحًا إلى وجود خلل واضح في الأداء الاستخباراتي والعسكري. وعبر مقطع مصور على منصاته الرسمية تحت عنوان “الحقائق فقط”، كشف نتنياهو أنه لم يتلقَ معلومات استخباراتية حاسمة، وأن كبار مسؤولي الجيش قد ضللوه، مضيفًا أنه كان وحده المسؤول عن اتخاذ القرارات الاستراتيجية خلال الحرب. هذه الاتهامات المتبادلة تعكس توترًا داخليًا واضحًا داخل المؤسسة الأمنية.

استقرار حكومة نتنياهو على المحك بعد انسحاب تحالفات حاسمة

تأتي تصريحات نتنياهو في ظل أزمة سياسية حادة تهدد استقرار حكومته الائتلافية، بعد إعلان حزبي “ديغيل هتوراة” و”أغودات إسرائيل” انسحابهما من الحكومة، ما أضعف تماسك الائتلاف وجعل عدد المقاعد المؤيدة له في الكنيست 61 فقط، وهو الحد الأدنى للبقاء في السلطة. بحسب صحيفة “معاريف”، يقود نتنياهو ائتلافًا هشًا للغاية وسط مخاوف من أن يؤدي انسحاب حزب “شاس” أيضًا لسقوط الحكومة، وتحولها إلى أقلية برلمانية لا تتجاوز 50 مقعدًا، ما يقوض قدرة نتنياهو على تمرير القوانين والتصدي للتحديات السياسية الخطيرة القادمة.

نتنياهو ينفي تأثير الأزمات السياسية على قراراته الأمنية في هجوم 7 أكتوبر

في دفاعه عن نفسه، رفض نتنياهو بشدة الاتهامات التي تفيد بأن اعتبارات سياسية وائتلافية أثرت على القرار الأمني في مواجهة هجوم السابع من أكتوبر، مستبعدًا أي علاقة للتوترات السياسية الناجمة عن محاولات تعديل النظام القضائي عام 2023 بالتسبب في الهجوم؛ واصفًا هذه المزاعم بـ”الخرافات لا أساس لها”. وأوضح في حديثه: “لا تخطئوا فهم طبيعة النقاش الديمقراطي في إسرائيل، حين نتعرض للهجوم نكون جميعًا في الخندق ذاته، يمينًا ويسارًا، وهذا ما حدث بالفعل”. كما نفى نتنياهو صحة تصريحات رئيس أركان الجيش السابق هيرتسي هاليفي ورئيس جهاز الشاباك السابق رونين بار الذين قالا إنهما حذّراه من هجوم وشيك قبل وقوعه بأشهر، مؤكدًا أنه لم يتلقَ أية تحذيرات مماثلة.

  • هبوط دعم الائتلاف الحاكم في الكنيست إلى 61 مقعدًا
  • انسحاب حزبي “ديغيل هتوراة” و”أغودات إسرائيل” وتعثر حزب “شاس” المحتمل
  • اتهامات لنتنياهو بالاعتماد المطلق على قراراته الأمنية رغم التضليل الاستخباراتي
الحزب عدد المقاعد قبل الانسحاب عدد المقاعد بعد الانسحاب
ديغيل هتوراة 7 0
أغودات إسرائيل 7 0
شاس (في حالة انسحاب محتمل) 11 0

يرسم هذا المشهد واقعًا سياسيًا معقدًا يواجه فيه نتنياهو تحديات في السيطرة على الوضع الأمني والسياسي على حد سواء، وسط اتهامات متبادلة قد تزيد من تعقيد القدرة على مواجهة تداعيات هجوم السابع من أكتوبر، بينما يبقى الاستقرار الحكومي في مهب الريح مع تزايد انشقاق الأحزاب والمصالح المتضاربة في الكنيست.