«أسرار خفية» احتياطي الذهب المركزي يتضاعف خلال ستة أشهر ماذا يحدث؟

خزائن البنك المركزي تتكدس بالذهب خلال 6 أشهر بعدما رفعت شركة شلاتين للثروة المعدنية كميات الذهب المسلمة للبنك المركزي بنسبة 43% في النصف الأول من عام 2025، ضمن جهودها لزيادة توريد المعدن النفيس إلى 1.25 طن مقارنة بنحو طن واحد في عام 2024، وفق خطة استراتيجية أعلنتها مطلع العام الجاري. هذه الخطوة تعكس دورًا متصاعدًا لشلاتين في تعزيز احتياطي الذهب بمصر.

تزايد توريدات الذهب من شركة شلاتين وتأثيرها على خزائن البنك المركزي

تدير شركة شلاتين، المملوكة للدولة، استلام الذهب شهريًا من الشركات والأفراد المرخص لهم بالتعدين في مناطق حقوق الامتياز بالصحراء الشرقية، حيث يتم تسعير الذهب وفقًا لأسعار البورصات العالمية بالدولار ثم تحويله إلى الجنيه بسعر الصرف الرسمي، ما يضمن شفافية التسعير ومصداقية التوريدات. ووفق مصدر حكومي، سلمت شلاتين أكثر من 550 كيلوجرام من الذهب للبنك المركزي خلال الأشهر الأخيرة، مع زيادة واضحة في الإنتاج نتيجة توسع المناطق المخصصة للتعدين الأهلي. وقد تم ترسية ثماني مناطق تعدين جديدة على مستثمرين وشركات خلال الربع الأول من 2025 لدعم هذا النمو.

يشهد البنك المركزي زيادة كبيرة في أرصدة الذهب، حيث ارتفعت بنسبة 25.8% لتصل إلى نحو 679.6 مليار جنيه في نهاية مايو 2025، مقارنة بـ 540.4 مليار جنيه في ديسمبر 2024، بفارق قدره 139.2 مليار جنيه، مدعومة بارتفاع أسعار الذهب العالمية، التي انعكست بوضوح على زيادة القيمة السوقية خلال شهري أبريل ومايو بمبلغ 43.2 مليار جنيه. هذا الارتفاع المُلفت يؤكد أهمية الذهب في تعزيز السيولة والأصول الثمينة.

أهمية احتياطي الذهب وتأثير زيادة إنتاج شركة شلاتين على الاقتصاد المصري

يرى الخبير الاقتصادي بلال شعيب أن زيادة إنتاج الذهب من قبل شركة شلاتين تشكل خطوة استراتيجية لتعزيز احتياطي الذهب لدى البنك المركزي، باعتبار الذهب مكونًا حيويًا من الاحتياطيات الدولية التي تعتمد عليها مصر في دعم استقرار النقد الأجنبي. يدعم هذا الاحتياطي صافي الاحتياطيات الدولية، الذي ارتفع إلى 48.525 مليار دولار بنهاية مايو 2025 مقابل 48.144 مليار دولار في أبريل من نفس العام، بزيادة قدرها 381 مليون دولار. أشار شعيب إلى أن احتياطي الذهب في البنك المركزي لا يؤثر مباشرة على أسعار الذهب المحلية، ولكنه يضمن قدرة الدولة على تحويل هذا الاحتياطي إلى عملة أجنبية عند الحاجة، مما يعزز قيمة الجنيه.

سبق لشلاتين أن سلمت البنك المركزي ذهبًا بقيمة 1.5 مليار جنيه خلال النصف الأول من العام الماضي، مما يؤكد استمرارية الدور الذي تلعبه في تغذية خزائن المركزي بالمعدن النفيس.

شركة شلاتين للثروة المعدنية: الرؤية والتحديات في دعم خزائن البنك المركزي من الذهب

تأسست شركة شلاتين للثروة المعدنية في نوفمبر 2012 كشركة مساهمة مملوكة للدولة بقرار من مجلس الوزراء، حيث تتوزع ملكيتها بين هيئة الثروة المعدنية بنسبة 35%، وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بنسبة 34%، وبنك الاستثمار القومي بنسبة 24%، والشركة المصرية للثروات التعدينية بنسبة 7%. تجسد الشركة نموذجًا حكوميًا متكاملًا لتطوير التعدين في مصر، وخاصة في الصحراء الشرقية.

وحوالي منتصف عام 2020، أعلنت وزارة البترول عن اكتشاف تجاري واعد للذهب في الصحراء الشرقية باحتياطي يقدر بأكثر من مليون أونصة مع نسبة استخلاص تصل إلى 95%، ما يفتح آفاقًا رحبة للاستثمار في القطاع. وتتوقع الشركة جذب استثمارات تفوق مليار دولار خلال العقد القادم لتعزيز الإنتاج والاحتياطيات الوطنية.

• زيادة توريدات الذهب للبنك المركزي بنسبة 43% خلال النصف الأول من 2025
• طرح ثماني مناطق تعدين جديدة لتعزيز الإنتاج الأهلي
• ارتفاع قيمة أرصدة الذهب بالبنك المركزي إلى 679.6 مليار جنيه بنهاية مايو
• دعم احتياطي النقد الأجنبي المصري من خلال زيادة إنتاج الذهب
• مشاركة عدة جهات حكومية في ملكية شركة شلاتين للثروة المعدنية

تكشف هذه المعطيات كيف تمثل زيادة توريدات الذهب من شركة شلاتين دعمًا واضحًا لخزائن البنك المركزي خلال 6 أشهر، مما يعزز القوة المالية والاقتصادية لمصر وسط تحديات الأسواق العالمية، ويمنحها قدرة أكبر على مواجهة تقلبات أسعار الذهب والنقد الأجنبي.