شوف بنفسك.. أسعار الذهب تلامس القمة بأعلى مستوياتها في التاريخ

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا لتتجاوز العقود الآجلة حاجز 3300 دولار للأنصة، محققة مستويات غير مسبوقة في التاريخ عند 3,304.80 دولار، فيما صعدت المعاملات الفورية إلى 3,270.12 دولار. يأتي هذا النمو بدعم من عوامل اقتصادية رئيسية مثل انخفاض قيمة الدولار بنسبة 0.4%، إلى جانب تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة، وبالتالي تعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن لحائزي العملات الأجنبية.

العوامل التي دفعت أسعار الذهب لتتخطى 3300 دولار

يمثل الذهب خيارًا استثماريًا موثوقًا يزداد الطلب عليه في أوقات الأزمات السياسية والاقتصادية، الأمر الذي يعد السبب الرئيس وراء ارتفاعه هذا العام بنسبة تتجاوز 24%. أدى انخفاض الدولار الأمريكي أمام العملات المنافسة إلى تعزيز قيمة الذهب عالميًا، حيث أن انخفاض الدولار يجعل المعدن النفيس أكثر جاذبية للمستثمرين حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، تسهم الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة والمخاوف الاقتصادية المتزايدة في تعزيز حركة الاستثمار بالذهب كأصل آمن، ما يسهم في ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية جديدة.

تأثير السياسة النقدية الأمريكية على الذهب

من المتوقع أن تسهم سياسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في التأثير تعليمًا على أسعار الذهب في المستقبل، حيث يترقب المستثمرون بيانات مبيعات التجزئة الأمريكية للحصول على إشارات حول الأداء الاقتصادي ومسار أسعار الفائدة المستقبلية. وتشير التوقعات الحالية إلى أن سياسة التيسير النقدي ستستمر مع احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 87 نقطة أساس بحلول نهاية عام 2025، وهو ما يدعم أسعار الذهب نظرًا لضعف عوائد السندات وعلاقة الفائدة بعوامل الطلب العالمي.

هل ما زال الذهب ملاذًا آمنًا للاستثمار؟

وسط تقلبات السوق ومخاوف الركود العالمي، يبقى الذهب الوجهة الأولى للمستثمرين الباحثين عن استقرار الثروات وحمايتها من تقلبات العملات والأسواق المالية. ولعل الارتفاع القياسي الذي حققه الذهب هذا العام يعكس بوضوح أنه ما زال يلعب دور الملاذ الآمن الأساسي، مدعومًا بالبيانات الاقتصادية والسياسية التي تعزز من استمرارية الطلب عليه كخيار للتحوط المالي.

في ختام المقال، يجدر الإشارة إلى أن توقعات استمرار ارتفاع أسعار الذهب تعتمد على مدى استمرار المخاوف الاقتصادية واستراتيجية الفيدرالي الأمريكي المقبلة، ما يجعل الذهب خيارًا مستدامًا للمستثمرين في ظل هذه البيئة المالية المضطربة.