«ظلّ الحقيقة» «نبض الحياة» الطاقة الشمسية في عدن كيف تتحول من حلم الفقراء إلى واقع الأغنياء

الطاقة الشمسية في عدن بين الحقيقة والواقع المرير تعكس الأزمة الحالية في عدن التباين الحاد بين طبقات المجتمع، حيث يعاني أغلبية السكان انقطاع الكهرباء لساعات طويلة يوميًا، في حين تملأ مواقع التواصل الاجتماعي إعلانات جذابة لمنظومات الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم المتطورة التي توصف بـ”الحلول المستقبلية”، لكنها تبقى حلمًا بعيد المنال للفئات الأقل دخلًا.

مأساة انقطاع الكهرباء والتحديات التي تواجه الاستثمار في الطاقة الشمسية في عدن

تستمر معاناة سكان مدينة عدن مع انقطاع الكهرباء المتكرر والطويل، الأمر الذي يزيد من الضغوط الاجتماعية والاقتصادية، خاصة لمن لا يملكون القدرة على اقتناء منظومات الطاقة الشمسية التي ترافقها إعلانات مكثفة على المواقع المختلفة، تحمل وعود حلول مستدامة لكنها باهظة الثمن. يقول الصحفي عبدالرحمن أنيس: “عندما تغيب الأنوار عن منازل الفقراء كل يوم لساعات، تغزو شاشاتنا إعلانات تبشر بحلول طاقة شمسية لا يستطيع أغلب سكان المدينة تحمّل نفقاتها التي تبدأ من آلاف الدولارات”، وهو مبلغ يفوق إمكانات غالبية الأهالي الذين يعانون من أزمات اقتصادية حادة تضاعف من صعوبة التأقلم مع الانقطاع الكهرباء.

الجانب الإنساني وتأثير غياب الطاقة الشمسية على حياة الفقراء في عدن

لا تقتصر المشكلة على البعد الاقتصادي فقط، بل تزداد معاناة الفقراء مع ارتفاع درجات الحرارة الليلية والنهارية، حيث تتحول هذه الإعلانات التي تسوّق لمنظومات الطاقة الشمسية إلى مصدر إحباط عميق. الأطفال الذين يعجزون عن النوم من شدة الحر، الأسر التي تقبع في ظلمات المنازل بانقطاع الكهرباء، والمرضى الذين ينتظرون عودة التيار لتشغيل أجهزتهم الطبية، جميعهم يعيشون أوقاتًا عصيبة تزيد من تفاقم معاناتهم. يؤكد عبدالرحمن أنيس: “الإعلانات التي تبدو كحلول خلاص لا تعني شيئًا لمن يعاني من الحر اللاهب أو مرضى يحتاجون جهاز تنفس، فالتقنيات الحديثة للطاقة الشمسية لا تزال حكراً على الأغنياء فقط، مما يعمق الفجوة الاجتماعية في عدن”.

الطاقة الشمسية كخيار مستدام.. الواقع والتحديات نحو مستقبل أفضل في عدن

بينما يعتبر الكثيرون أن الطاقة الشمسية خيار المستقبل الضروري لحل أزمة الكهرباء، إلا أن الواقع يثبت أن هذا المستقبل لا يزال بعيدًا عن متناول غالبية السكان بسبب غياب خطط حكومية واضحة وسياسات فعالة توفر حلول طاقة شمسية مستدامة وبأسعار معقولة. يرتقب أهالي عدن فاعلية من السلطات التي لم تتمكن حتى الآن من توفير كهرباء مستمرة، وموازنات طاقة كافية تعزز من استقرار الخدمات. على الرغم من استمتاع الطبقة الثرية بوسائل الطاقة المتجددة، يبقى الفقراء أكثر تضررًا بسبب أزمات متكررة تُعمق الفقر والتفاوت، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول متى تتحول الطاقة الشمسية من رفاهية للأغنياء إلى حق مشروع لجميع المواطنين في المدينة.

  • أسعار منظومات الطاقة الشمسية تبدأ عادة من آلاف الدولارات.
  • غياب الدعم الحكومي والسياسات الواضحة يعزز من صعوبة الانتقال للطاقة المستدامة.
  • تأثير انقطاع الكهرباء يصل للأسر الفقيرة والأطفال والمرضى الذين يعانون بشدة.
عنصر التأثير
انقطاع الكهرباء تأثير سلبي يومي يعيشه معظم سكان عدن
تكلفة منظومات الطاقة الشمسية مبالغ مرتفعة لا يستطيع الفقراء تحملها
الإعلانات التجارية مصدر إحباط للفقراء وحلم بعيد لتحقيق مستقبل كهربائي مستقر

يبقى مصير الطاقة الشمسية ومستقبل استخداماتها في عدن مرتبطًا بمدى الاستجابة الحكومية لتوفير بدائل ذات تكلفة معقولة، وهو ما ينتظره المواطن البسيط الذي يعاني لتوفير أبسط مستلزمات حياته اليومية، حيث لا يتوفر أمامه سوى الانتظار والمراقبة مع غروب كل شمس، وسط أمل متلاشٍ مع ارتفاع وتيرة الاحتياجات وضعف الإمكانات الذي يعجز عن سد فجوة الطاقة الحقيقية في المدينة.