«أمواج متلاطمة» التوتر بين الهند وباكستان بعد هجوم كشمير ونداء الأمم المتحدة لضبط النفس

الهجوم الدامي على السياح في كشمير يفاقم التصعيد بين الهند وباكستان إلى مستويات خطيرة وسط توترات سياسية وعسكرية متصاعدة تتطلب أقصى درجات ضبط النفس لمنع تفاقم الأزمة على مستوى البلدين النوويين.

تصاعد التوترات بعد الهجوم الدامي على السياح في كشمير

في أجواء مشحونة بالتصعيد السياسي والعسكري، شهدت العلاقات الهندية الباكستانية تصاعدًا حادًا عقب الهجوم الدامي الذي استهدف سياحًا في كشمير يوم الثلاثاء الماضي وأسفر عن مقتل 26 شخصًا. هذا الهجوم أثار ردود فعل متباينة وعزز التوترات بين البلدين، مما دفع الأمم المتحدة لإطلاق نداء عاجل يطالب بـ”أقصى درجات ضبط النفس” للحد من تفاقم الأزمة. ولاحت أنباء عن اشتباكات مسلحة محدودة نشبت بين القوات الهندية والباكستانية في وادي ليبا خلال الساعات الأولى من صباح الجمعة، حيث أكد المسؤول الباكستاني سيد أشفق جيلاني أن إطلاق النار لم يستهدف المدنيين وأن الحياة مستمرة، بينما أعلن الجيش الهندي وقوع الحادث متهمًا باكستان ابتدائه ومؤكدًا رده الفاعل.

ردود الأفعال الرسمية والتوترات الدبلوماسية بين الهند وباكستان بعد الهجوم الدامي على السياح في كشمير

جاءت هذه التطورات بعد هجوم نفذه ثلاثة مسلحين مجهولين على منتجع باهالغام، يبعد نحو 90 كيلومترًا عن مدينة سريناغار، وأسفر عن مقتل 25 سائحًا هنديًا وآخر نيبالي، بحسب الشرطة الهندية. الحكومة الهندية اتهمت باكستان فورًا بالوقوف وراء هذا الهجوم، رغم عدم تبني أي جهة مسؤولية، بينما ردت إسلام آباد بوصف هذه الاتهامات بـ”غير العقلانية وغير المقبولة” وطلبت أدلة ملموسة. هذه الأزمة تذكر بالهجوم على قافلة عسكرية هندية عام 2019، حيث يتوقع المحللون تصعيدًا إضافيًا في العلاقات الثنائية. جاء في تصريحات المسؤولين الهنود، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تحديات صارمة تعكس ضغوطًا داخلية، حيث أكد مودي أن بلاده ستتعقب الإرهابيين إلى أقصى مدى وتنتقم منهم، في حين هدد وزير الدفاع راجناث سينغ بالرد على المخططين للهجوم. وعلى الجانب الباكستاني، رد وزير الدفاع خواجة آصف بتحذير من استعداد بلاده لأي تصعيد وقال: “لن نرضخ لأي ضغوط دولية في حماية أراضينا”.

آثار التصعيد الدبلوماسي والتوترات الأمنية بعد الهجوم الدامي على السياح في كشمير

امتد التصعيد بين الهند وباكستان ليصل إلى المجالات الدبلوماسية حيث اتخذت الهند إجراءات صارمة بقطع معاهدة حيوية لتقاسم المياه، وإغلاق المعبر البري الرئيسي بين البلدين، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الباكستانيين في نيودلهي؛ ردت إسلام آباد بإجراءات مقابلة شملت طرد دبلوماسيين هنود، تعليق منح التأشيرات، إغلاق المجال الجوي والحدود ووقف التبادل التجاري بين الدولتين. في ظل هذه التوترات، لا تزال هوية المنفذين مجهولة، إلا أن الشرطة الهندية نشرت رسومات مركبة لثلاثة مشتبه بهم، أفادت أن اثنين منهم يحملان الجنسية الباكستانية ويتبعان جماعة “لشكر طيبة” التي تتخذ من باكستان مقرًا لها.

• الهجوم استهدف سياحًا في كشمير وأسفر عن 26 قتيلًا
• وقوع اشتباكات مسلحة بين القوات الهندية والباكستانية في وادي ليبا
• اتهامات متبادلة بين نيودلهي وإسلام آباد بشأن مسؤولية الهجوم
• ردود فعل شديدة من قيادات البلدين وتصعيد دبلوماسي وتجاري
• نشر رسومات مشتبه بهم يحمل اثنان منهم الجنسية الباكستانية

التصعيد الحالي يعكس مدى هشاشة العلاقات الهندية الباكستانية التي تعاني من توترات متواصلة، حيث تحاول الأطراف المعنية تدارك الموقف عبر الدعوات الدولية إلى التهدئة وضبط النفس، فيما تبقى المنطقة على شفير أزمة قد تؤدي إلى تصعيد أوسع إذا لم يتم احتواء هذه التطورات بصورة سريعة ومنهجية.