«تقلبات حادة» اليورو يتراجع والدولار يرتفع بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية

اليورو يتراجع والدولار يرتفع بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الواردات الأوروبية، مسجلاً تحركات ملحوظة في الأسواق المالية رغم محدوديتها نسبياً. ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 97.577، مدعوماً بالمكاسب الأسبوعية التي قاربت 2%، في حين انخفض سعر اليورو إلى أدنى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع تحت وطأة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ارتفاع الدولار بفعل تهديدات ترامب بالتعريفات التجارية

أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية بقيمة 30% على واردات المكسيك والاتحاد الأوروبي ردود فعل في الأسواق المالية، حيث من المنتظر أن تدخل هذه الرسوم حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من أغسطس، بعد تأجيل الموعد النهائي السابق من 9 يوليو. يمنح هذا التأجيل الدول المستهدفة فترة أقل من ثلاثة أسابيع للوصول إلى اتفاق تجاري مع واشنطن.

تمكن الدولار الأمريكي من تحقيق مكاسب طفيفة عقب الإعلان، مع إشارة المحللين في ING إلى أن رد الفعل المحدود نابع من اعتقاد المستثمرين بأن هذه الرسوم تمثل خطوة تكتيكية في المفاوضات لدفع أطراف الاتحاد الأوروبي والمكسيك إلى توقيع اتفاقيات أفضل. وأكد محللو ING أن السيناريو الأكثر ترجيحاً يتوقع التوصل إلى صفقات تجارية محسنة قبل الموعد النهائي في أغسطس، مما يمنع حدوث صدمات سوقية مشابهة لتلك التي شهدها أبريل الماضي في “يوم التحرير”.

بالإضافة إلى التعريفات، تؤثر عدة عوامل أخرى على أداء الدولار هذا الأسبوع، من أبرزها صدور مؤشر أسعار المستهلك لشهر يونيو واحتمالات تشديد العقوبات على روسيا، خاصة فيما يتعلق بالعقوبات الثانوية التي تستهدف الدول المشترية للنفط الروسي، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة أسعار الطاقة، وهو الأمر الذي يعزز من قوة الدولار كعملة دولة مستقلة في قطاع الطاقة، لكنه يضع ضغوطاً على المستوردين الرئيسيين للطاقة في أوروبا وآسيا.

تراجع اليورو وتسجيل أدنى مستوياته بسبب التعريفات الأمريكية

تأثر اليورو بشكل ملحوظ بعد التهديد الأمريكي بفرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات الاتحاد الأوروبي، حيث انخفض مقابل الدولار بنسبة 0.1% إلى 1.1683، مسجلاً أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين هذه الرسوم بأنها إجراءات “غير عادلة ومزعزعة للاستقرار”، مع إعلان الاتحاد الأوروبي عن تمديد تعليق إجراءات الرد المضادة ضد التعريفات الأمريكية حتى أوائل أغسطس، مع استمرار المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية تفاوضية.

على صعيد العملات الأخرى، شهد الجنيه الإسترليني انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.2% مقابل الدولار مسجلاً 1.3476، في ظل بيانات تظهر انكماش الاقتصاد البريطاني للشهر الثاني على التوالي في مايو، مما زاد الضغوط على العملة الإنجليزية وسط مخاوف المستثمرين من القيود المالية التي تواجه وزيرة الخزانة راشيل ريفز، وهو ما يعكس احتمالية المزيد من الضغوط على الجنيه في الفترة المقبلة.

تداولات العملة الآسيوية وسط توازن المستثمرين وتعريفات متبادلة

شهدت أسواق آسيا حالة من الهدوء في التداولات مع ارتفاع طفيف في زوج الدولار/ين بنسبة 0.1% مسجلاً 147.21، وثبات لقيمة الدولار/اليوان عند 7.1682، وسط تردد المستثمرين في اتخاذ مواقف كبيرة بسبب استمرار سلسلة الإعلانات المتعلقة بالتعريفات والبيانات الاقتصادية.

أعلنت الصين عن فائض تجاري يفوق التوقعات لشهر يونيو، متأثراً بزيادة في الصادرات وتحسن العلاقات التجارية مع الولايات المتحدة عبر خفض متبادل للتعريفات. يأتي هذا ضمن جهود لتخفيف التوترات التجارية بين القوتين الاقتصاديتين وتعزيز حركة التجارة العالمية، ما يؤثر أيضاً على سلوك العملات مقابل الدولار.

• ارتفاع الفائض التجاري الصيني في يونيو
• خفض متبادل للتعريفات بين الولايات المتحدة والصين
• تردد المستثمرين في آسيا بسبب الأوضاع التجارية
• ثبات نسب التداول على الدولار/اليوان والدولار/الين

تشير التطورات الحالية إلى أن الأسواق تراقب عن كثب تأثير التعريفات التجارية على العملات الرئيسية، مع توقع أن تتضح الصورة أكثر مع اقتراب موعد الأول من أغسطس وصدور بيانات اقتصادية أمريكية هامة، مما قد يحدد مسار الدولار واليورو والجنيه الإسترليني في الفترة القريبة المقبلة.