«نسمات هادئة» الطقس المشمس يقلل أعراض الاكتئاب بضوء طبي يغيّر المزاج حقًا

الارتباط بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة وعدم الاكتئاب يبرز بوضوح في دراسة حديثة أجراها علماء أميركيون وصينيون، حيث تم تحليل بيانات حوالي 30 ألف شخص من خلال استطلاعات الرأي ومقارنتها مع سجلات 824 محطة أرصاد جوية في الولايات المتحدة، مع التركيز على تأثير ضوء الشمس في يوم وإسبوع الاستطلاع، ما يشير إلى أن حالة الطقس تلعب دورًا مهمًا في الصحة النفسية وجودة الحياة.

كيف يؤثر الارتباط بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة على المزاج العام؟

الارتباط بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة يكشف أن الأيام المشمسة تعزز السعادة وتحسن المزاج العام، بينما تقلل الأيام الغائمة من الشعور بالرضا؛ فقد وجد الباحثون أن الأشخاص يشعرون بتحسن نفسي طفيف خلال الأيام التي تفوق فيها ساعات ضوء الشمس 11 ساعة، مقارنة بالأيام الغائمة ذات الإضاءة الضعيفة، إذ يؤثر تعرض الجسم لضوء الشمس بشكل مباشر على المزاج والرضا النفسي.

ويُعتبر الضوء الطبيعي من أهم العوامل التي تساهم في إفراز هرمونات السعادة كالسيروتونين، مما يعزز الشعور بالاسترخاء والتفاؤل؛ وبالمقابل، عند انخفاض ساعات ضوء الشمس لأقل من ثلاث ساعات يوميًا، يظهر انخفاض طفيف في مستوى الرضا عن الحياة، ما يشير إلى أهمية التعرض الكافي لأشعة الشمس للحفاظ على التوازن النفسي والاستقرار العاطفي.

العوامل التي تكشف العلاقة بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة خلال الدراسة العلمية

استندت الدراسة التي توصلت إلى العلاقة بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة إلى مقارنة دقيقة بين بيانات الطقس وآراء المشاركين، حيث تم تحليل ما يلي:

  • مقارنة ساعات ضوء الشمس في يوم إجراء استبيان الرأي.
  • تقييم حالة الطقس خلال الأسبوع السابق لاستطلاع الرأي.
  • اختلاف المزاج والرضا النفسي بناءً على ظروف الطقس المتغيرة.

وقد أظهرت النتائج النهائية أن الحالة الجوية الأسبوعية السابقة تؤثر بشكل ملحوظ على أعراض الاكتئاب، إذ لوحظ انخفاض شدة هذه الأعراض في الأيام الصافية التي تسبق إجراء الاستطلاع، مما يعزز فكرة أن التعرض المستمر لشمس الأسبوع السابق له أثر إيجابي على الحالة النفسية؛ بالإضافة إلى أن مقارنة البيانات من 824 محطة أرصاد جوية أعطت مصداقية قوية لهذه الدراسة العملاقة.

التفسير العلمي لارتباط حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة وتأثير ضوء الشمس

يرتبط الارتباط بين حالة الطقس وشعور الإنسان بالرضا عن الحياة بعدة عوامل بيولوجية ونفسية، فعندما يتوفر ضوء الشمس بكمية كافية، يزيد إفراز هرمون السيروتونين والدوبامين، وهما مسؤولان عن تحسين المزاج والشعور بالسعادة، وتُظهر الدراسة أن مجرد وجود أكثر من 11 ساعة من الشمس في اليوم يحسن الحالة النفسية بشكل ملحوظ، كما ينخفض مستوى الهرمونات المرتبطة بالتوتر والاكتئاب.

هذا الجدول يوضح تأثير ساعات ضوء الشمس على رضا الإنسان عن الحياة:

ساعات ضوء الشمس في اليوم تأثير على الرضا النفسي
أكثر من 11 ساعة زيادة طفيفة في السعادة وتحسن المزاج
3 إلى 11 ساعة رضا نفسي متوسط ومستقر
أقل من 3 ساعات انخفاض طفيف في الرضا عن الحياة

كما يُعتقد أن حالة الطقس النقية والمشمسة تساعد على تقليل أعراض الاكتئاب بسبب تأثيرها الإيجابي على إفراز هرمونات التوازن النفسي، مما يفسر انخفاض حدة الاكتئاب عند الأشخاص الذين تعرضوا لأيام صافية في الأسبوع السابق لمدة استطلاع الرأي؛ وهذا يؤكد أن العناية بحالة الطقس والانتباه لساعات ضوء الشمس أمر ضروري للحفاظ على صحة نفسية متزنة وشعور عام بالرضا عن الحياة.