«تفاقم التوتر» رفض الحوثيين صرف مستحقات مقاتليهم يثير قلق الجبهات وهجوم بري وشيك؟

رفض صرف المستحقات المالية الشهرية لمقاتلي الحوثي في الجبهات القتالية أثار حالة كبيرة من الغضب والاستياء داخل صفوف الجماعة، حيث اكتفت المليشيا بتقديم مبالغ زهيدة لا تزيد عن 15 ألف ريال يمني (ما يعادل نحو 25 دولاراً)، وهو مبلغ لا يكفي لتوفير الحد الأدنى من متطلبات حياة أسر المقاتلين أو حتى دفع إيجار مساكنهم. تتزامن هذه الإجراءات مع مخاوف متزايدة من انسحاب المقاتلين من مواقعهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة، خاصة في ظل الأنباء المتواترة عن هجوم بري مرتقب للقوات الحكومية والمقاومة الشعبية، الأمر الذي قد يؤدي إلى انهيار دفاعات الجماعة في حال حدوث أي تقدم فعلي على الأرض.

تقليص الإنفاق على المقاتلين الحوثيين وتأثيره على الروح المعنوية

تجسد سياسة تقليص الإنفاق على مقاتلي الحوثي خطوة واضحة من قبل قيادات الجماعة، التي لجأت إلى توفير دعم شكلي عبر منح مواد أساسية محدودة كالقَات والسجائر وبعض المؤن الغذائية بهدف الحفاظ على استمرارية بقاء المقاتلين في الجبهات، فيما يعرف بسياسة “الترضية المؤقتة”. لكن هذا الأسلوب لم يلقَ تجاوباً لدى غالبية العناصر التي تواجه أوضاعاً اقتصادية بالغة الصعوبة بفعل تدهور قيمة العملة المحلية واستمرار أعباء الحرب. في الوقت ذاته، تعمد الجماعة إلى استقطاب المراهقين والشباب الذين يتحملون أقل ضغط عائلي، ضمن محاولة لتقليل التكاليف المرتبطة بالرواتب والتبعات الناتجة عن وقوع خسائر بشرية. تعكس هذه الخطوات الأزمة المالية الحادة التي تمر بها المليشيا، إذ تعجز عن تقديم دعم مالي كافٍ لعناصرها، مما يتسبب بتفاقم الضغوط النفسية والمعنوية عليهم.

تصاعد الضغوط العسكرية والاقتصادية على مليشيا الحوثي في الجبهات

تشهد مليشيا الحوثي تصاعداً متواصلاً في الضغوط على الصعيدين العسكري والاقتصادي؛ فمع تزايد الغارات الجوية الأمريكية واستهداف خطوط التماس الرئيسية في جبهاتها المتعددة، تتزايد المخاوف داخل صفوف الجماعة من احتمال حدوث انهيار في تلك الجبهات، خصوصاً مع التلويح بهجوم بري موسع من القوات الحكومية والمقاومة الشعبية. ينعكس هذا الواقع على معنويات المقاتلين الذين يعانون نقص الدعم المالي، ما يدفع بعضهم إلى التفكير في الانسحاب أو التخلي عن مواقعهم لقوات الحكومة. هذا التوتر المتنامي يشير إلى تصدع داخلي عميق داخل الجماعة، قد يكون له انعكاسات خطيرة على سير المعارك والنتائج المستقبلية للحرب.

استغلال الحوثيين للوضع الاقتصادي المتدهور وتوقعات المواجهات القادمة

رغم الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تسببت بها منذ انقلابها على الحكومة الشرعية عام 2014، تستمر جماعة الحوثي في استغلال الفقر والبطالة للفت انتباه فئات المجتمع الأضعف وتجنيدهم عبر وعود برواتب شهرية ومكافآت ذات جاذبية عالية، لكنها غالباً ما تخلف هذه الوعود بعد تجنيد الأفراد. ويُعد هذا السلوك جزءًا من استراتيجية ممنهجة لاستنزاف الموارد البشرية في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، دون تقديم ضمانات حقيقية للحقوق الإنسانية أو تحسين معيشتهم. في ظل هذه الظروف المتدهورة، يتوقع المحللون العسكريون والسياسيون تطورات ميدانية هامة خلال الأيام القادمة، حيث تستعد القوات الحكومية والمقاومة الشعبية لإطلاق هجوم بري واسع يهدف إلى تحرير المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين. ومن المتوقع أن تؤدي هذه العمليات إلى تحديات كبيرة تواجه الجماعة، لاسيما مع تراجع معنويات مقاتليها وانهيار شبكات الإمداد. يصر الخبراء على أن الحل العسكري بمفرده لن يكون كافياً لمعالجة الأزمة اليمنية، مؤكدين ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية شاملة توازن بين مصالح الأطراف المختلفة وتخفف من معاناة اليمنيين.

• رفض صرف المستحقات المالية الشهرية قلّص من قدرة الحوثيين على الحفاظ على مقاتليهم في الجبهات
• الجماعة تعتمد على سياسة “الترضية المؤقتة” التي تشمل توفير القات والسجائر فقط
• تجنيد المراهقين والشباب بهدف تقليل التكاليف والتبعات الإنسانية
• تصاعد الضغوط العسكرية والاقتصادية أثر بشكل سلبي على معنويات المقاتلين
• استغلال الوضع الاقتصادي لتجنيد الفقراء، مع وعود غير واقعية لا تتحقق
• توقع شن هجمات برية واسعة من القوات الحكومية والمقاومة لاستعادة المناطق المحتلة