«اقتحام مفاجئ» مليشيا الحوثي تقتحم مسجد صنعاء وتفرض خطيبًا من عناصرها بعد رفض التبرعات

مليشيا الحوثي تقتحم مسجد العروة الوثقى في صنعاء بسبب جمع التبرعات لقطاع غزة ورفض إدارة المسجد تقاسم المبالغ معها، ما أدى إلى فرضها خطيبًا جديدًا ومحاصرة المصلين الذين اضطروا إلى مغادرة المسجد. هذه الأحداث تعكس تصعيد الحوثيين تجاه المؤسسات الدينية المستقلة، خصوصًا تلك التي ترفض الخضوع لمطالبهم المالية والسياسية.

تفاصيل اقتحام مليشيا الحوثي لمسجد العروة الوثقى بسبب جمع التبرعات لقطاع غزة

اقتحمت مليشيا الحوثي الإرهابية مسجد العروة الوثقى بحي الحصبة في صنعاء، بمرافقة عدة أطقم عسكرية ومسلحين، بعد فترة من جمع المسجد تبرعات مالية خاصة بقطاع غزة، ورفض إدارته تقاسمها مع المليشيات. المسجد الذي أنشأه أهالي الحي وفاعلو الخير، ويديره عدد من دعاة أهل السنة، كان قد جمع مبالغ مالية كبيرة خلال رمضان الماضي، بلغت نحو 13 مليون ريال يمني في ليلة الـ27 من رمضان، بالإضافة إلى مبالغ أخرى في الأسابيع التالية، لصالح دعم أهل غزة.

ومع تصاعد الأزمة، طالبت المليشيات الحوثية إدارة المسجد بتسليم نصف المبلغ لما يُسمى “القوة الصاروخية” التابعة لها، بحجة دعم عملياتها ضد الكيان الإسرائيلي، لكن الإدارة رفضت بشدة هذا الطلب، مؤكدة أن التبرعات مخصصة للإغاثة الإنسانية فقط، الأمر الذي أثار تصعيد المليشيات ووقفها لعملية جمع التبرعات، ثم محاولة فرض السيطرة على المسجد بالقوة.

أثر رفض إدارة مسجد العروة الوثقى لتقاسم تبرعات غزة مع الحوثيين

رفض إدارة مسجد العروة الوثقى لتقاسم تبرعات قطاع غزة مع المليشيات أدى إلى حظرهم من جمع التبرعات وفرض مزيد من الضغوط عليهم، حيث عاد الحوثيون للتفاوض مع إدارة المسجد مهددين إياها إما بتسليم كامل المبلغ أو تسليم المسجد بالكامل، مما أجبر الإدارة في النهاية على التخلي عنه. مع هذه التطورات، قام الحوثيون بتغيير خطيب المسجد إلى عنصر من أنصارهم، وهو ما أدى إلى مغادرة مئات المصلين، الذين تفرقوا بين مساجد أخرى في الحي، تجنبًا للتصادم أو الخضوع لسيطرة المليشيات على شؤون المسجد.

هذه الخطوات تأتي في سياق خطوات متكررة قامت بها مليشيا الحوثي للسيطرة على المؤسسات الدينية في صنعاء، إذ أغلقت في يونيو 2021 مركز التحفيظ التابع لهذا المسجد، إلى جانب عشرات المراكز الأخرى المنتشرة في العاصمة والمحافظات المجاورة، لتفرض سيطرتها على الخطاب الديني وتوظيفه لصالح أجندتها.

سجل مليشيا الحوثي في فرض السيطرة على مسجد العروة الوثقى في صنعاء

كانت محاولات مليشيا الحوثي للسيطرة على مسجد العروة الوثقى في صنعاء متكررة وملفتة في الفترة الأخيرة، ففي أكتوبر 2022، حاولت المليشيات فرض أحد عناصرها كخطيب للمسجد، لكن المصلين وادارة المسجد تصدوا لها، ما دفع الحوثيين للتراجع عن القرار، وعاد المسجد للإدارة الأصلية وخطيبه السابق. لكن مع استمرار رفض إدارة المسجد للتعامل بمقايضة التبرعات، عادت المليشيات لفرض سيطرتها بالقوة، الأمر الذي ينذر بتزايد الرقابة الحوثية على المؤسسات الدينية المستقلة، وتضييق الخناق على أنشطة الدعم الإنساني التي لا تخضع لهم.

التاريخ الحدث
يونيو 2021 إغلاق مركز التحفيظ التابع لمسجد العروة الوثقى مع مراكز أخرى في صنعاء
أكتوبر 2022 محاولة فرض خطيب من الحوثيين ومساع إلى السيطرة لكنه تم التراجع
رمضان 2024 جمع التبرعات لقطاع غزة ورفض تقاسمها مع المليشيا
آخر جمعة رمضان 2024 اقتحام المسجد وفرض خطيب جديد من الحوثيين
  • اجتياح المسجد بالقوة العسكرية
  • منع جمع التبرعات واستغلالها للأغراض الحوثية
  • فرض تغيير الخطيب والإدارة بالقوة
  • نزوح المصلين إلى مساجد أخرى

هذه الممارسات تعقّد من أداء المؤسسات الدينية والإغاثية، وتتسبب في فرض إكراهات دينية وسياسية على إدارة المساجد، وتعرقل المساعدات الإنسانية التي تقدمها هذه المنابر للمحتاجين، مما يزيد من معاناة سكان القاهرة، ويعمّق الانقسام وغلّ يد المبادرات الشعبية المستقلة.