«الذهب» سعر الذهب في مصر اليوم 27-04 هل تستمر الأسعار في الارتفاع مع تصاعد التوترات التجارية؟

ارتفاع الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية وتأثيره على أسعار الذهب في ظل ترقب بيانات التضخم الأمريكية

ارتفع الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية، فيما ينتظر السوق صدور بيانات التضخم الأمريكية هذا الأسبوع، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على حركة أسعار الذهب، التي سجلت مكاسب ملحوظة وسط مخاوف تصاعد الحرب التجارية العالمية بعد تهديدات الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي والمكسيك.

التأثير المباشر لارتفاع الدولار الأمريكي على أسعار الذهب في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية ارتفاعاً لليوم الرابع على التوالي، مسجلة أعلى مستوى لها خلال ثلاثة أسابيع، بدعم من الطلب المتزايد على المعدن كملاذ آمن وسط المخاوف من تصاعد الحرب التجارية العالمية، على خلفية تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك. رغم هذا الارتفاع، فإن ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات أجبر الذهب على التراجع الجزئي، إذ يبقى الدولار قوياً مسجلاً مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي عند 98.10 نقطة، مع توسع الطلب عليه مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.

ارتفعت أسعار الذهب بأكثر من 0.55% لتصل إلى 3,375.01 دولاراً للأونصة، مقارنةً بمستوى افتتاح التعاملات عند 3,355.72 دولاراً، مع تسجيل أدنى مستوى عند 3,353.84 دولاراً. كما سجل المعدن الثمين عند تسوية الأسعار يوم الجمعة الماضية ارتفاعاً بنسبة 0.95% ضمن ثالث مكسب يومي متتالي بسبب تداعيات فرض الرسوم الجمركية، بينما حقق الذهب مكسباً أسبوعياً بنسبة 0.55% في ثاني مكسب أسبوعي متصل.

تهديدات ترامب التجارية وأثرها على تحركات الدولار وأسعار الذهب

أعلنت الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على الاتحاد الأوروبي والمكسيك، وهما من أكبر الشركاء التجاريين للولايات المتحدة، بدءًا من 1 أغسطس المقبل، وذلك عبر رسالتين منفصلتين أرسلهما إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيسة المكسيكية كلوديا شينباوم ونشرتا على منصة التواصل الاجتماعي “تروث”.

وأدى هذا التصعيد إلى وصف الاتحاد الأوروبي والمكسيك للرسوم بأنها “غير عادلة ومزعجة”، حيث أعلن الاتحاد الأوروبي عن تمديد تعليق التدابير المضادة للرسوم الجمركية الأمريكية حتى أوائل أغسطس مع استمرار الضغط للتوصل إلى تسوية تفاوضية. بالرغم من التوترات المستمرة، أبدت الأسواق مؤشرات على تجاهل التهديدات الجمركية الحالية، وهو ما عبرت عنه كارول كونغ، خبيرة استراتيجيات العملات في بنك الكومنولث الأسترالي، التي أوضحت أن الأسواق لم تعد تعير اهتمامًا كبيرًا لمثل هذه التهديدات بعد تكرارها مؤخراً.

وفي خطوة متعلقة بالسياسة النقدية، صرح ترامب بأن استقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول ستكون “أمرًا رائعًا”، مهددًا بذلك استقلال البنك المركزي، مع مطالبته بخفض أسعار الفائدة، مما زاد من التوتر حول قرارات الفائدة المقبلة.

توقعات أسعار الذهب وترقب بيانات التضخم الأمريكية وتأثيرها على الفائدة

يراقب المستثمرون عن كثب هذا الأسبوع صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين والمنتجين لشهر يونيو في الولايات المتحدة، حيث ستلعب دوراً محورياً في إعادة تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية خلال الاجتماعات المقبلة. وفقاً لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME:

في ظل هذه المعطيات، يشكل الذهب ملاذاً آمناً جديداً مع عودة الطلب عليه نتيجة حالة الغموض العالمية الناجمة عن سياسة الرسوم الجمركية، حسبما أوضح كلفن وونج، محلل السوق لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة اواندا. وأضاف أن التوقعات قريبة المدى تبدو إيجابية للذهب، حيث من المتوقع أن يرتفع السعر إلى مستوى مقاومة عند 3,435 دولارًا إذا تمكن الذهب من الإغلاق اليومي فوق 3,360 دولارًا.

• شراء الذهب كملاذ آمن بسبب التوترات التجارية
• تأثير ارتفاع الدولار الأمريكي على تقليل مكاسب الذهب
• ترقب بيانات التضخم وتأثيرها على قرارات الفائدة الأمريكية

على صعيد صناديق الاستثمار، انخفضت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، يوم الجمعة بحوالي 1.17 طن متري ليصل الإجمالي إلى 947.64 طن متري، ما يشير إلى بعض التراجع في مستويات الطلب المؤسسي.

من الناحية الفنية، يتأثر سعر الذهب حالياً بمقاومته الحالية التي تسبب تراجعاً مؤقتاً في السعر، حيث يترقب المتداولون تطورات جديدة بعد صدور البيانات الأمريكية المهمة. تعتبر هذه المرحلة حاسمة في تحديد الاتجاه القادم للذهب وسط تقلبات السوق المتنامية.

يرتبط ارتفاع الدولار الأمريكي في سوق صرف العملات الأجنبية ارتباطاً وثيقاً بتحركات أسعار الذهب، حيث أن تعافي الدولار يقيد بدوره مكاسب المعدن النفيس، خاصة مع حالة الترقب النشطة لبيانات التضخم الأمريكية، التي ستحدد مسار قرارات الفائدة في الفترة المقبلة، وبالتالي تحدد توجهات المستثمرين لدى اقتناء الذهب كأصل استثماري آمن.