مباشر اليوم: هل يُهدد تزايد التسوق الإلكتروني وتطبيقات الصحة النفسية للجيل «زد» أمان بياناتهم الإلكترونية؟

التسوق الإلكتروني وتطبيقات الصحة النفسية يعرضان جيل «زد» لمخاطر الهجمات الإلكترونية بشكل متزايد، نتيجة اعتمادهم الكبير على الإنترنت وتفاعلهم الدائم مع منصات التواصل الاجتماعي. هذا الجيل الذي يتمتع بمهارات رقمية عالية يترك بصمة رقمية ضخمة من خلال مشاركاته المستمرة، ما يجعلهم هدفًا رئيسيًا للمجرمين السيبرانيين الذين يستغلون عاداتهم الرقمية لشن هجمات تصيد وهجمات سرقة المعلومات.

كيف تزيد العادات الرقمية لجيل «زد» من تعرضهم للهجمات الإلكترونية

يعتبر جيل «زد» الأكثر تفاعلاً مع العالم الرقمي، مما يوسع بصمتهم الرقمية ويزيد من نقاط ضعفهم أمام الهجمات السيبرانية؛ فهم يشاركون تفاصيل حياتهم اليومية بدقة عبر منصات مثل Instagram وTiktok وSnapchat، ما يخلق فرصًا للمجرمين لسرقة الهوية وتنفيذ هجمات الهندسة الاجتماعية. تشتمل هذه التفاصيل أحيانًا على معلومات حساسة، مثل عناوين المنازل أو العادات اليومية التي يمكن التنبؤ بها، بالإضافة إلى منشورات قد تُستخدم للإجابة عن أسئلة استرجاع كلمات المرور، مثل صور شريك الحياة أو الحيوانات الأليفة.

كما يشكل الخوف من فوات الفرص (FOMO) عاملًا أساسيًا في إقبال جيل «زد» على الضغط على روابط وعروض مشبوهة عبر مواقع التواصل؛ إذ تتسبب منشورات حول الفعاليات أو المنتجات الجديدة بخلق شعور بالإلحاح يدفع المستخدمين للنقر على روابط قد تقود إلى صفحات تصيد احتيالي تسرق معلومات الدخول أو تنتشر عبرها برمجيات خبيثة.

شغف الموضة السريعة وثقافة الألفية يشكلان مخاطر إضافية على جيل «زد» في التسوق الإلكتروني

يرتبط شغف جيل «زد» بالموضة السريعة ورغبتهم الدائمة في التجديد والتميز، مما يجعلهم يتجهون نحو متاجر إلكترونية تطرح آلاف المنتجات الجديدة يوميًا، مثل متجر Shein الذي يضيف أكثر من 6000 منتج بشكل يومي. ومع اعتمادهم الكبير على التسوق الإلكتروني، يزداد احتمال تعرضهم لمواقع تسوق وهمية، رموز خصم مزيفة، وإعلانات تصيد احتيالي تحاكي متاجر مشهورة، بهدف سرقة البيانات الشخصية والمالية.

بالإضافة إلى ذلك، يشكل الحنين إلى موضة Y2K وثقافة بداية الألفية الجديدة حافزًا يدفع جيل «زد» إلى متابعة صيحات الأزياء والألعاب الكلاسيكية مثل The Sims 2 وBarbie Fashion Designer، إلا أن البحث عن نسخ غير رسمية للألعاب قد يقودهم إلى مواقع تحمل برمجيات خبيثة، ما يعرض أجهزتهم ومعلوماتهم الشخصية للاختراق.

تطبيقات الصحة النفسية الرقمية وتأثيرها على أمان بيانات جيل «زد» في ظل الهجمات الإلكترونية

يركز جيل «زد» بشكل متزايد على استخدام تطبيقات الاستشارة النفسية ومراقبة الصحة النفسية لتخفيف مشاعر القلق والاكتئاب الناتجة عن ظاهرة iDisorder التي تؤثر على قدرتهم على معالجة المعلومات بسبب التعرض المستمر للتكنولوجيا، وهو ما أكدت عليه الدراسات التي أشارت إلى أن واحدًا من كل ثلاثة شباب بين 18 و24 سنة يعاني من اضطرابات نفسية واجتماعية مرتبطة بالاستخدام المفرط للتقنيات الرقمية.

مع هذا الإقبال المتزايد على مثل هذه المنصات الرقمية، تتجمع بيانات شخصية حساسة تشمل الحالات النفسية، ملاحظات الجلسات، وأنماط السلوك، مما يجعل هذه المنصات هدفًا مغريًا للمهاجمين السيبرانيين الذين قد يستخدمون هذه المعلومات للابتزاز أو شن هجمات تصيد احتيالي.

  • الاعتماد على كلمات مرور قوية ومميزة.
  • تفعيل المصادقة الثنائية للحماية الإضافية.
  • التحقق جيدًا من الروابط والمواقع الإلكترونية قبل التفاعل معها.
  • الانتباه لما يتم مشاركته عبر الإنترنت وعدم الكشف عن تفاصيل حساسة.

تلفت آنا لاركينا، خبيرة الخصوصية في كاسبرسكي، الانتباه إلى أن التغيرات السريعة في الصيحات لا تغير من جوهر المخاطر الإلكترونية، مؤكدة أن استغلال المجرمين لشغف جيل «زد» بالتسوق الإلكتروني، والضغط النفسي الناتج عن الخوف من فوات الفرص، بالإضافة إلى تزايد استخدام تطبيقات الصحة النفسية، يشكل مجالًا خصبًا للهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة البيانات والاحتيال.

تبقى المعرفة والحذر الوسيلتين الأساسيتين لحماية هذا الجيل وتمكينهم من التفاعل بثقة وأمان في العالم الرقمي الذي يشكل جزءًا لا يتجزأ من حياتهم اليومية.