«ردود فعل قوية» انتقادات لاذعة من محامي يمني لقطر والجزيرة بسبب دعم الحوثيين

اتهامات المحامي اليمني محمد المسوري بدعم قطر للحوثيين عبر قناة الجزيرة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط العربية، حيث وصف المسوري هذا الدعم بأنه “جنوني” ويتجاوز حتى مواقف الجماعة نفسها، معبرًا عن استيائه من التناقض في السياسة القطرية تجاه اليمن مقارنة بمواقفها السابقة في دعم الثورات ضد إيران، مما يجعل هذه الاتهامات نقطة ساخنة في الأزمة اليمنية المستمرة.

اتهامات المحامي محمد المسوري ودعم قطر للحوثيين: خلفيات السياسة القطرية المتناقضة

وجه المحامي محمد المسوري اتهامات مباشرة إلى قطر وقناة الجزيرة بتبني سياسات داعمة لجماعة الحوثيين بشكل متواصل ومنسق، واصفًا هذا الدعم بالتصرف الجنوني الذي يتجاوز حتى مواقف الحوثيين أنفسهم الذين يحاولون تبرير أفعالهم، ما يعكس حالة من الاستياء الشديد تجاه الدور القطري في الأزمة اليمنية، حيث أشار المسوري إلى تضارب واضح في موقف الدوحة التي كانت دائمًا داعمة للثورات ضد المحور الإيراني في سوريا، لكنها عكست موقفها في اليمن من خلال تقديم دعم غير محدود لجماعة الحوثيين الموالية لطهران، مما يعكس تحوّلًا جذريًا في السياسة الإقليمية لقطر.

كما أوضح المسوري أن هذا التحول يبرز بوضوح التناقض بين الخطاب القطري تجاه الثورات الشعبية في دول أخرى ودعمه للحوثيين في اليمن، معتبراً أن هذه السياسة لا تخدم السلام أو الاستقرار بل تعمق الأزمة وتزيد من معاناة الشعب اليمني الذي يرزح تحت وطأة حرب مستمرة.

اتهامات بالتنسيق القطري مع سلطنة عمان في دعم الحوثيين: قراءة في التحالفات الإقليمية

كشف المحامي اليمني محمد المسوري عن وجود تنسيق متبادل وعلني بين قطر وسلطنة عمان لدعم جماعة الحوثيين، واصفًا العلاقة بأنها ليست بالسرية أو الجديدة على أحد في المشهد السياسي الإقليمي، ما يجعلها محور قلق يمني وإقليمي لأن هذه الشراكة تترجم استمرار دعم الحوثيين بموارد وإمكانيات إضافية، رغم التوقعات بحدوث تغيير في الموقف القطري عقب التطورات الأخيرة في المنطقة، لكن المسوري عبر عن شعور عميق بالخيبة من استمرار الدعم المشبوه على الرغم من الضغوط الإقليمية والدولية.

وفي نبرة حادة، قال المسوري: “تماديتم أكثر، حتى أصبحتم حوثة أكثر من الحوثة أنفسهم”، مؤكدًا أن الدعم القطري، الذي تجاوز حدود التنسيق إلى مراحل الدعم العميق، أصبح يشكل مصدر إزعاج كبير لليمنيين الذين يعانون من تبعات الصراع الدامي، مما يدل على تعقيد شبكة التحالفات التي ترسم ملامح الأزمة اليمنية التي تبدو وكأنها ساحة للتنافس الإقليمي وليست معركة وطنية فقط.

تساؤلات المحامي محمد المسوري حول دوافع قطر في دعم الحوثيين واستغلال الأزمة اليمنية

طرح المحامي محمد المسوري تساؤلات حادة وعميقة بشأن الدوافع الكامنة وراء الدعم القطري لجماعة الحوثيين، متسائلًا عمّا إذا كان هذا الدعم نابعًا من رغبة قطر في تصفية حسابات سياسية مع أطراف أخرى داخل المنطقة أو لتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب الشعب اليمني، مشيرًا إلى أن هذا السلوك لا يمكن قبوله أو تبريره في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، والتي تتطلب تضامنًا دوليًا وحقيقيًا بدلاً من التصعيد وتغذية الصراع.

وأردف المسوري بدعوة مفتوحة للجانب القطري للرد على هذه الاتهامات، قائلاً: “أجيبونا”، في خطوة تهدف إلى كشف الحقيقة وراء ما وصفه بالعداء الواضح، وهو سؤال يمثل مطلبًا شعبيًا يمنياً لمعرفة حقيقة المواقف والأهداف الحقيقية وراء السياسة القطريّة تجاه اليمن.

من أبرز ردود الأفعال على تصريحات المحامي اليمني يمكن تلخيص النقاط التالية:

• تأييد واسع من تيارات يمنية ترى في هذه التصريحات تعبيرًا حقيقيًا عن واقع الأزمة
• مطالبة بمزيد من الأدلة والبراهين لدعم الاتهامات أمام الرأي العام الدولي
• محاولة بعض الأطراف حصر الأزمة في سياق سياسي ضيق لتبرير دور قطر
• دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء النزاع وتحقيق حل سياسي شامل

تكشف هذه التطورات حقيقة مشهد الأزمة اليمنية التي لا تزال معقدة، حيث يظهر الدور القطري المتناقض في الوقت الذي تحاول فيه الدوحة إظهار نفسها كداعم للثورات الشعبية، بينما تعمّق أزمتها في اليمن بدعمها لجماعة مسلحة، مما يخلق مزيدًا من التوتر والتساؤلات حول الأهداف الحقيقية من هذا الدعم وتأثيره على مستقبل الاستقرار في المنطقة. يبقى السؤال: هل ستحسم قطر موقفها وتوضح سياستها أم ستختار الاستمرار في هذا المسار الذي يثير الكثير من الجدل؟