التحول الرقمي في التعليم يتطلب تنسيقًا فعالًا وجهودًا جماعية لتحقيق تغيير مستدام – برلمان.كوم

يشهد قطاع التعليم تحولاً رقمياً طموحاً في المغرب، حيث أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، أمل الفلاح السغروشني، الحاجة لتعاون جميع الفاعلين من شركات ناشئة، وشركات تكنولوجية، وجامعات، وباحثين لتحقيق التكامل. أشارت الوزيرة إلى أهمية وضع رؤية مشتركة تتماشى مع الأولويات الوطنية، مؤكدة أن التنسيق الجماعي يعد أساسياً لمواجهة التحديات وتحقيق الأهداف الطموحة في هذا المجال.

## التحول الرقمي في قطاع التعليم

أوضحت الوزيرة السغروشني أن التحول الرقمي في التعليم يتطلب التركيز على ثلاثة تحديات رئيسية. التحدي الأول هو “المواءمة الاستراتيجية”، التي تتعلق بتحقيق توازن بين نماذج السوق واحتياجات الخدمات العامة التعليمية. التحدي الثاني يتمثل في إيجاد طرق فعّالة لإدماج مساهمات الفاعلين غير الحكوميين، كالباحثين والشركات الناشئة، ضمن النظام التعليمي. أما التحدي الثالث فهو تسريع الربط بين الابتكار الأكاديمي ومجالات التطبيق العملي.

ولتحقيق هذه الأهداف، أطلقت الحكومة المغربية عدة مبادرات مثل الشبكة الوطنية لمعاهد الذكاء الاصطناعي “جزاري”، والمختبر الرقمي التابع لوزارة التربية الوطنية، ومدارس الترميز المهنية “يو كود”. هذه البرامج تستهدف ربط التعليم بالابتكار التكنولوجي لسد احتياجات السوق المتغيرة.

## التعليم الرقمي واستراتيجية المغرب 2030

في إطار استراتيجية “المغرب الرقمي 2030″، يُعتبر التعليم أحد القطاعات ذات الأولوية. بالإضافة إلى تحديث الخدمات العمومية وتعزيز الاقتصاد الرقمي، تسعى المملكة لدعم سيادتها التكنولوجية. وقد شهد قطاع التعليم استثمارات كبيرة، تمثلت في إنشاء أكثر من 140 شعبة متخصصة في التكنولوجيا الرقمية، وطرح برنامج “جوب إن تيك”، الذي يستهدف تكوين 15 ألف شاب في المهارات الرقمية بحلول عام 2026.

وساهم تعميم منصة “مسار” في تحسين إدارة المسار الدراسي لـ12 مليون تلميذ، مما أتاح تبسيط الخدمات الإدارية وربط التعليم بخدمات أخرى كالدعم الاجتماعي.

## دمج التكنولوجيا في التعليم لتعزيز التنسيق الشامل

واختتمت الوزيرة بالتركيز على أهمية تدريب الأطر التربوية لضمان اندماج الأدوات الرقمية بسلاسة في التعليم. كما دعت لتعزيز التعاون بين التعليم وقطاعات استراتيجية كالصحة والحماية الاجتماعية لتبادل البيانات بأمان. تعزيز الربط بين الابتكار والبحث العلمي ضروري لجعل التعليم المغربي جزءًا حيوياً من العصر الرقمي.