«تغير مفاجئ» تراجع ترامب عن حربه التجارية ماذا يعني للنفوذ الاقتصادي الصيني

تراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين جاء في خطوة غير متوقعة، إذ كان قد أعلن سابقًا عن نيته في تشديد القيود الاقتصادية على بكين، لكنه مؤخراً أعرب عن استعداده لتخفيض التعريفات بشكل كبير إذا ما تم التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين، هذا التغير المفاجئ يشير إلى اعتراف ضمني بواقع اقتصادي جديد بات يؤثر على مواقف الولايات المتحدة تجاه الصين.

تراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين بسبب تزايد قوة الاقتصاد الصيني

ليس فقط الضغوط السياسية والاقتصادية وراء تراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين، بل الحقيقة أن الصين تنمو اقتصادياً بسرعة مذهلة وتقف على أعتاب التفوق الاقتصادي على الولايات المتحدة، عدة تقارير وأبحاث أظهرت تضخمًا في حجم الاقتصاد الصيني وزيادة نفوذه عالمياً، الأمر الذي دفع ترامب لتعديل مواقفه لتجنب المزيد منخسارة النفوذ التجاري والاقتصادي.

كيف ساهمت الاستثمارات الأجنبية في تراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين

على مدى أكثر من عقدين، شهد الاقتصاد الصيني نمواً غير مسبوق تضاعف خلاله حجمه نحو خمس مرات، بينما استمر الاقتصاد الأمريكي ببطء ما أثر على قدرته التنافسية، الصين الآن تسيطر على قرابة 30% من الإنتاج الصناعي في العالم مقارنة بـ 15% لأمريكا، بالإضافة إلى استثمارات هائلة بلغت 679 مليار دولار عبر مختلف القطاعات خلال 8 سنوات، مقارنة بـ 76 مليار دولار أمريكية فقط من الولايات المتحدة في نفس الفترة، وهذا الفارق الكبير في الاستثمارات شكل ضغطاً كبيراً على ترامب ليعيد التفكير في فرض تعريفات على الصين.

العوامل الاقتصادية التي دفعت ترامب لتخفيف تعريفات الصين

الغالبية في واشنطن كانت تستهين بالدور المتنامي للصين في التجارة العالمية، ومع ذلك، نجحت الصين في توسيع شراكاتها الاستراتيجية وأصبحت رائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي والفضاء، نقطة الحساسية الأكبر عند الأمريكيين تتمثل في تفوق الصين في إنتاج المعادن النادرة التي تدخل في صناعات الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية، حيث تهيمن بكين على حوالي 60% من تلك المعادن وتُعالج 90% منها، هذه السيطرة تعزز من قوتها الاقتصادية وتضع ضغوطًا إضافية على السياسات الأمريكية.

الابتكار التكنولوجي وتراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين

الصين أيضاً تقدم أداء غير مسبوق في ملف الابتكار، فقد سجلت حوالي 798,000 طلباً لبراءات الاختراع عام 2023، ضعفي تلك المقدمة من أمريكا، في قطاعات الطاقة النظيفة استثمرت الدولة بمشروعات ضخمة متفوقة على الولايات المتحدة والهند وكندا مجتمعة، هذا التفوق قلّل من الخيارات المتاحة أمام ترامب وأجبره على إعادة النظر في استراتيجياته التجارية لتفادي تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في أمريكا.

جدول يوضح مقارنة الاستثمارات والإنتاج بين الصين والولايات المتحدة

الأسباب الأمنية والسياسية في تراجع ترامب عن فرض تعريفات جمركية على الصين

السيطرة الاقتصادية للصين على المعادن الأرضية النادرة أثارت مخاوف جدية في واشنطن بسبب الدور الحيوي لهذه المعادن في الصناعات الحديثة وتمس الأمن القومي الأمريكي، حيث أعلنت الصين حظر تقنيات استخراج هذه المعادن منذ ديسمبر 2023، ما اعتبر تهديداً مباشراً للمصالح الأمريكية؛ هذا الحظر شدد من الضغوط على ترامب ليعدل موقفه ويخفف من حدة التصعيد التجاري، خصوصًا في ظل التوترات الدولية المتزايدة.

• تضاعف حجم الاقتصاد الصيني وأثره على السياسات الأمريكية.
• تصاعد الاستثمارات الصينية عالمياً مقابل تراجع الاستثمارات الأمريكية.
• السيطرة الصينية على المعادن النادرة وتأثيرها على الطاقة والتقنيات الحديثة.
• التفوق الصيني في الابتكار والأبحاث في مجالات التكنولوجيا.
• التوترات السياسية والاقتصادية وتأثيرها على القرارات الأمريكية.

ترامب أدرك أن فرض تعريفات جمركية صار موقفاً قد يضر بالمصالح الأمريكية؛ الصين صارت قوة اقتصادية لا يمكن تجاهلها، وقد تؤثر سياساتها ومواقفها على خريطة الاقتصاد العالمي بشكل متغير ما يجعل إعادة النظر في التعامل معها ضرورة ملحة.