«مهلة أخيرة» ستارلينك الحوثي يمنح مستخدمي الإنترنت أسبوعًا لتسليم أجهزتهم ما السبب الحقيقي؟

الإنترنت الفضائي “ستارلينك” يواجه حملة حادة من مليشيات الحوثي التي أمهلت المستخدمين في صنعاء أسبوعًا واحدًا لتسليم أجهزتهم، متهمة الشبكة بأنها “وسيلة تجسس” وواصلة إلى إطلاق حملة مصادرة واسعة في مناطق سيطرتها، مهددة بفرض غرامات مالية وإجراءات قانونية على المتخلفين عن التنفيذ، في خطوة تصعيدية تكشف الصراعات الحقيقية حول مصادر الدخل والهيمنة المعلوماتية

الحملة ضد الإنترنت الفضائي “ستارلينك” وادعاءات مليشيات الحوثي الأمنية

بدأت مليشيات الحوثي بإرسال رسائل نصية إلى مشتركي الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في العاصمة صنعاء، تطالبهم بتسليم أجهزتهم خلال أسبوع واحد فقط، مع التأكيد على أن الشبكة تعد أداة “تجسس” يجب التخلص منها قبل الأول من مايو 2025 وخلقت المليشيات حالة من التوتر حين أعلنت وزارة الاتصالات في مناطق سيطرتها إطلاق حملة مصادرة واسعة النطاق لتجهيزات “ستارلينك”، مهددة بالملاحقة القانونية والغرامات الثقيلة على المخالفين وتبرر المليشيات هذه الإجراءات بحماية الأمن القومي، لكنها في الواقع تسعى من خلالها إلى فرض السيطرة وتضييق الخناق على مستخدمي الإنترنت الذين انتقلوا إلى خدمات الإنترنت الفضائي التي توفر جودة وكفاءة أعلى مقارنة بشبكاتهم الرديئة والمكلفة

الدوافع الاقتصادية والسياسية وراء حملة مصادرة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”

تحاول مليشيات الحوثي عبر هذا الإجراء السيطرة على قطاع الاتصالات الذي يعد مصدرًا رئيسيًا لتمويل مشروعها الكهنوتي المستمر في مناطق سيطرتها وتأتي الحملة بعد أيام من قرار يمنع استيراد المنتجات الأمريكية، مصحوبًا بتهديدات بحرق ومصادرة البضائع المتبقية في السوق إذا لم يسحبها التجار خلال ثلاثة أشهر فقط العزوف الكبير للمواطنين عن استخدام الإنترنت من شبكات المليشيا التقليدية، وامتداد تفضيلهم للإنترنت الفضائي، كانت عوامل حاسمة دفعت الحوثيين نحو هذه الحملة القسرية لجمع الإيرادات وحتى لخلق مزيد من الابتزاز والتحكم في مصادر الدخل من الاتصالات التي تضخ موارد مالية كبيرة تعزز من نفوذهم ومشاريعهم

خطوات مليشيات الحوثي في مواجهة الإنترنت الفضائي “ستارلينك” وتأثيراتها المحتملة

تفرض مليشيات الحوثي عدة شروط وتنبيهات على مستخدمي الإنترنت الفضائي “ستارلينك” في مناطق سيطرتها تتمثل في:

• تسليم أجهزة “ستارلينك” بحلول الأول من مايو 2025 كحد أقصى
• تعريف الشبكة بأنها أداة تجسس تهدد الأمن القومي
• فرض غرامات مالية باهظة على المخالفين لقرار التسليم
• ملاحقة قانونية للأفراد أو الجهات التي تمتنع عن التعاون
• مراقبة شديدة على السوق لمنع استيراد المنتجات الأمريكية ذات الصلة

يمثل هذا الجدول ملخصًا لأبرز مواعيد وتحركات الحوثيين المتعلقة بـ”ستارلينك”:

تُظهر هذه الخطوات مدى الحرص على إحكام السيطرة وتفادي خسارة الأرباح الناجمة عن انتشار الإنترنت الفضائي، كما تؤثر سياسة المليشيات تجاه التكنولوجيا الحديثة بشكل مباشر على حرية الوصول للمعلومات وعلى تطور البنية التحتية الرقمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

تبقى حملة مليشيات الحوثي ضد الإنترنت الفضائي “ستارلينك” انعكاسًا لصراع أعمق بين الأمن السياسي والاقتصادي من جهة، ورغبة المواطنين في الحصول على خدمة اتصالات أفضل وأكثر أمانًا مما توفره شبكات الحوثي المتدهورة، فتظل المعركة دائرة بين أطراف تحاول فرض سيطرتها بأي ثمن وبين مستخدمين يبحثون عن جودة حرية الوصول للمعلومات.