«صوت مؤثر» الحراك الشعبي في حضرموت يشعل شرارة التغيير نحو دولة اتحادية عادلة

الحراك الحضرمي يشهد تفاعلاً متزايداً على الساحة اليمنية، حيث قال القيادي بحزب الإصلاح صلاح باتيس إن هذا الحراك يشهد تصاعداً غير مسبوق في القوة والتأثير، ويعكس وعيًا إيجابيًا يتوسع داخل الخطاب السياسي لنخبة المجتمع الحضرمي، هذا الوعي تجاوز حدود محافظة حضرموت ليشمل كافة المحافظات الشرقية مثل المهرة، شبوة، وسقطرى، ليصبح نموذجًا يُحتذى به في السعي نحو تحقيق العدالة والتنمية التي لها أثر واضح في التحولات الاجتماعية والسياسية الراهنة.

الحراك الحضرمي وتوسيع دائرة الوعي السياسي في المحافظات الشرقية

يشير الحراك الحضرمي إلى صحوة شعبية بدأت تتسع لتشمل المحافظات الشرقية كافة، حيث يتحول الصوت المطالب بالحقوق إلى شعلة متقدة تلهم مختلف أفراد المجتمع، ويبرز هذا الحراك كحركة تتجاوب مع مخرجات الحوار الوطني الشامل، التي شكلت محطة تاريخية في اليمن الحديث، إذ أصبحت المرجع الأساسي الذي يعتمد عليه أبناء المحافظات الشرقية في نضالهم لبناء دولة اتحادية قائمة على أساس الشراكة، المساواة، والحكم الرشيد، ويبرز هذا الحراك كخطوة عملية لكسر الحواجز السياسية التي ظلت تقيّد تطلعات المواطنين لمدة طويلة.

ويترافق مع هذا التوسع في الحراك الحضرمي وعي متنامٍ يرفض السياسات المركزية التي استنزفت موارد المحافظات الشرقية لعقود، مما جعل هذه التحركات الشعبية نموذجًا فريدًا يعكس أهمية العدالة في توزيع الثروات والسلطة وتحقيق التنمية الشاملة التي تحقق توازنًا بين مختلف المناطق اليمنية.

الحراك الحضرمي كشرارة تغير تلامس الواقع اليمني بأكمله

يرى صلاح باتيس أن الحراك الحضرمي لا يقتصر تأثيره على حدود المحيط الجغرافي لمناطق الشرق فقط، بل يمتد ليشمل اليمن بأكمله، حيث يمثل الحراك شرارة توقظ الضمير الوطني وتعيد صياغة المفاهيم السياسية والاجتماعية بين كل الأقاليم الأخرى، من خلال رفع صوت المطالبة بحقوق مسلوبة وقائمة على الاستحقاقات التي نصت عليها مخرجات الحوار الوطني.

ويمتلك الحراك الحضرمي القدرة على الانتقال كالنيران في الهشيم، ليشمل مختلف المكونات الاجتماعية والسياسية داخل اليمن، حيث يقوم أبناء جميع المناطق برفع صوتهم من أجل نيل حقوقهم المشروعة وبناء مستقبل ملؤه العدل والكرامة والحرية، ما يعكس انتشار الوعي السياسي الذي يرفض مظاهر التهميش والإقصاء التي عانت منها هذه المناطق طويلاً.

قراءة في الحراك الحضرمي: من مطالب محلية إلى قضية وطنية

يعيش الحراك الحضرمي مرحلة تطور واضحة، حيث بدأت المطالب الشعبية كتعبير محدود في محافظة حضرموت ثمّ نمت لتكتسب بُعدًا إقليميًا يضم المحافظات الشرقية كافة، الأمر الذي جعلها تُعد نموذجاً يحتذى به على الصعيد الوطني، فقد تطور الحراك من مطالبة محلية إلى قضية وطنية تلقى دعماً واسعاً لدى مختلف الفئات الاجتماعية والسياسية؛ لأنه يعكس روح الوحدة الوطنية التي تتأسس على العدالة والمساواة.

وفي هذا السياق، تظهر النقاط التالية كأبرز ملامح الحراك الحضرمي الذي يسير نحو تحقيق أهداف تنموية حقيقية:

• رفض السياسات المركزية التي استنزفت موارد الشرق لسنوات
• التمسك بمخرجات الحوار الوطني كأساس للعدالة في السلطة
• السعي لبناء دولة اتحادية تحقق المساواة والشراكة
• توسيع نطاق الحراك ليشمل محافظات أخرى مثل المهرة وشبوة وسقطرى
• التحول من حركة مطلبية إلى نضال شعبي يستقطب جميع الفئات

كل هذه العوامل تجعل الحراك الحضرمي مثالًا ناجحًا على تحركات شعبية واعية تسعى إلى تحقيق التغيير السياسي والاجتماعي المطلوب بمرونة ويقظة دون الانجرار خلف الصراعات التي تقوض الوحدة الوطنية.

يشكل هذا الحراك بدايةً قوية لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والمواطن في اليمن، خصوصًا بعد سنوات طويلة من التهميش الذي أصاب أبناء المحافظات الشرقية، ويسمح الحراك الحضرمي بأن يُرى كشريان حياة جديد يدفع البلد نحو مشاركة أوسع في صنع القرار، ويضمن العدالة في تمكين المواطنين، فتزداد مطالب الحرية والمساواة قوة وانتشارًا، وتتحول الأصوات إلى إرادة لا يمكن تجاهلها في مسار اليمن سياسيًا واجتماعيًا.