«فهم عميق» مفهوم مصلحي الشرق والغرب بين الحرب الباردة والأحداث الحالية

الكلمة المفتاحية: مفهوم مصلحي “الشرق والغرب”

مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” ظهر خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، حيث كان يُستخدم لوصف الصراع السياسي والإيديولوجي والعسكري غير المباشر بينهما خلال 1947-1991، واعتمدت عليه وسائل الإعلام خاصة البريطانية في تقسيم العالم، ليأخذ بعدًا قيمياً وديموقراطياً تحت مفهوم المبادئ المشتركة للدول الغربية كما صرح هنري كيسنجر

مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” وأوجه الاختلاف في الحرب الباردة

في أيام الحرب الباردة، كان مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” يستخدم لوصف انقسام العالم بين المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي والمعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة، لكن هذا الانقسام لم يكن مجرد حدود جغرافية أو واضحة، فهناك اشتراكية في الغرب مثل كوبا ونيكاراجوا، ورأسمالية في الشرق مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وهو ما يشير إلى أن التسمية كانت أيديولوجية أكثر منها جغرافية؛ كما أن الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية خلطوا هذه المفاهيم إذ تحالفت الدول الغربية مع الاتحاد السوفياتي خوفاً من النازية، مما يعقد فهم هذا التقسيم.

مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” بين انهيار الاتحاد السوفياتي وتعقيدات المشهد الدولي الحالي

مع انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، بدأ مصطلح مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” يختفي تدريجياً من السرد السياسي والغربي، حيث تم استبداله بمفهوم “صراع الحضارات” لتحليل الأوضاع العالمية الجديدة، إلا أن الأحداث الأخيرة مثل الحرب في أوكرانيا وصعود الصين كقوة اقتصادية وسياسية أعادته إلى الواجهة، لكن هذه المرة لا يعكس نفس المعاني السابقة، إذ يستخدمه الروس للدلالة على استمرار الصراع مع الغرب بشكل رمزي، كما أن التحالفات الدولية اليوم تتداخل بين الشرق والغرب، فحلف الأطلسي الذي كان غربيًا انضم إليه دول من شرق أوروبا كانت جزءًا من حلف وارسو.

مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” وتعقيدات التحالفات والصراعات في العالم المعاصر

في الوقت الراهن، لم يعد مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” يعبر بدقة عن خريطة الصراعات والتحالفات الدولية، فالصراع يجري بين دول كبرى تتنافس على النفوذ بعيدًا عن التفرقة الجغرافية البسيطة، إذ روسيا تمثل «غربًا» للصين، وهناك تناقضات داخلية في آسيا بين دول شرق ضد شرق مثل اليابان وكوريا الجنوبية مقابل كوريا الشمالية، وحلف أستراليا واليابان وتايوان المتحالف مع الولايات المتحدة يشكل مواجهة مباشرة للصين، فضلاً عن وجود دول غربية تدعم حليفتين لروسيا مثل كوبا وفنزويلا، إضافة إلى التنافس المحتدم في أفريقيا التي لا تزال مرتعًا للصراعات الكبرى بين القوى العالمية

  • الصراع لا يقتصر على «شرق» و«غرب» جغرافيًا فقط
  • التحالفات دولية ومعقدة ومتغيرة باستمرار بناءً على المصالح
  • روسيا تستخدم المصطلح لإعادة بناء سرد الحروب الباردة القديم
  • قارة أفريقيا مسرح للصراعات بين المعسكرات الكبرى
  • تزاوج بين المصالح السياسية والاقتصادية والثقافية في تشكيل التحالفات
الفترةالوضع السياسي
1947-1991 (الحرب الباردة)صراع شرق (الاشتراكي) وغرب (الرأسمالي) واضح مع انقسامات أيديولوجية وسياسية كبيرة
ما بعد 1991تلاشي مفهوم شرق وغرب التقليدي ودخول مصطلحات جديدة مثل صراع الحضارات
الأحداث الراهنةعودة مصطلح مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” لكن بمعان مختلفة وتعقيدات جديدة في التحالفات

حتى الآن، يثبت تاريخ مفهوم مصلحي “الشرق والغرب” أن هذا التصنيف كان أداة سياسية أكثر من كونه حداً جغرافيا، والصراعات الحالية تتجاوز هذا التصنيف بشكل واضح، ما يعني أن القوة والمصالح تتحكم في التحالفات الدولية وليس مجرد الانتماء «شرقي» أو «غربي» كما كان في الماضي شبكيًا ومتشابكًا بشكل مستمر لا يمكن عزل أي دولة فيه بشكل مطلق.