حلويات قاتلة في الأحياء السكنية.. كيف وصل 1000 إكلير إلى موائد المرضى في لبنان؟

تحولت أجواء عاشوراء في بعض بلدات الجنوب اللبناني إلى حالة من الذعر الصحي، بعد أن أصيب عدد كبير من المواطنين بتسمم غذائي خطير، إثر تناولهم نوعًا من الحلوى يُعرف بـ”الإكلير”، ما استدعى تحركًا فوريًا من وزارة الصحة ومصلحة الاقتصاد، وأدى إلى إقفال منشأة حلويات غير مرخصة في بلدة حاروف.

مأساة بدأت من صندوق حلوى

تفاصيل الحادثة تشير إلى أن أحد الأشخاص طلب كمية كبيرة من الحلوى واحتفظ بها داخل مركبته طوال ليلة كاملة دون أي وسائل تبريد، قبل أن يبدأ في توزيعها خلال فعاليات دينية في بلدة زبدين، ما لم يكن في الحسبان هو أن سوء التخزين تسبب في تلف تلك الحلوى، الأمر الذي انعكس على صحة العشرات ممن تناولوها.

منشأة غير قانونية في قلب حي سكني

المفاجأة الكبرى تمثلت في اكتشاف أن مصدر هذه الحلوى هو محل عشوائي أقيم داخل أحد المنازل دون أي ترخيص، ودون الالتزام بالحد الأدنى من الشروط الصحية، حيث تم إعداد حوالي 1000 قطعة من الإكلير وتعبئتها بطريقة بدائية، في تجاهل صارخ لأبسط قواعد سلامة الغذاء.

استجابة سريعة وتحقيقات موسعة

استجابة للحالة الطارئة، تحركت الجهات المختصة بشكل عاجل، حيث تمت مداهمة الموقع وإغلاقه فورًا، فيما باشرت فرق الرقابة عمليات رصد صحية للمتضررين، مع فتح ملف قضائي يهدف إلى محاسبة المسؤولين عن الواقعة، وجرى جمع عينات من الحلوى لفحصها مخبريًا، بينما تم الاستماع إلى إفادات شهود وعاملين في المكان.

رسائل تحذيرية ودعوات للحذر

الحادثة أعادت إلى الواجهة خطورة انتشار محال التصنيع المنزلي غير المرخص، خصوصًا تلك التي تتعامل مع منتجات غذائية، وسط غياب الرقابة الكافية، وطالبت فعاليات مدنية ومواطنون بضرورة تشديد إجراءات التفتيش وتفعيل آليات الرقابة الاستباقية قبل وقوع الكارثة.