«حملة قوية» تطعيم شلل الأطفال في اليمن يبدأ لـ 1.3 مليون طفل اليوم

شلل الأطفال يظل تهديدًا صحيًا خطيرًا في اليمن، حيث أطلقت الصحة العالمية واليونيسيف حملة تطعيم شلل الأطفال تستهدف 1.3 مليون طفل في 120 مديرية بـ12 محافظة لتعزيز المناعة ومنع تفشي الفيروس، وتعتمد الحملة على لقاح nOPV2 الجديد للنوع الثاني من الفيروس الذي انتشر مؤخرًا ويهدد صحتهم ويسبب مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التصدي له بسرعة.

تفاصيل حملة تطعيم شلل الأطفال وأهميتها في اليمن

الصحة العالمية واليونيسيف أطلقا حملة تطعيم شلل الأطفال لأكثر من 1.3 مليون طفل في اليمن تستمر لمدة ثلاثة أيام من 12 إلى 14 يوليو 2025، وتركز الحملة على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة وذلك بهدف تحصين الأطفال عبر إعطائهم لقاح شلل الأطفال الفموي من النوع الثاني المعروف بـ(nOPV2)، ويأتي هذا في ظل استمرار ظهور حالات الإصابة وانتشار الفيروس في البيئة المحلية مما يرفع من خطر تفشي المرض بين الأطفال، خاصة في ظل النزاعات والحالة غير المستقرة التي تعاني منها اليمن والتي تؤثر بشكل كبير على النظام الصحي وفعالية برامج التحصين الروتينية.

كما أوضحت القائمة بأعمال ممثلة منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتورة فريما كولبيبالي-زيربو، أن استمرار النزاع وانخفاض معدلات التلقيح الروتيني يعرّضان اليمن لخطر انتشار شلل الأطفال، مشيرة إلى أن هذه الحملات أصبحت ضرورة ملحة لوقف انتقال الفيروس وحماية الأطفال من هذه المرض الذي قد يؤدي إلى الإعاقة الدائمة.

الإجراءات التنظيمية والتنسيق بين الصحة العالمية واليونيسيف في حملة تطعيم شلل الأطفال

تعتبر حملة تطعيم شلل الأطفال في اليمن من أكبر الحملات التي تنفذ بدعم مباشر من وزارة الصحة العامة والسكان، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسيف والمبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، حيث ستشمل الحملة حوالي 7000 فريق تطعيم موزعين كالتالي:

  • أكثر من 6000 فريق متنقل يتنقلون من منزل إلى منزل لضمان وصول اللقاح إلى الأطفال في كل مكان
  • 800 فريق يعمل في المرافق الصحية لتسهيل الحصول على التطعيم للأطفال الذين يترددون عليها
  • حوالي 2000 مشرف يتابعون أداء الفرق ويضمنون تطبيق الإجراءات بشكل صحيح
  • 240 مشرفًا على مستوى المناطق يشرفون على تنفيذ الحملة ضمن مختلف المحافظات

هذا التنظيم الدقيق والتعاون الفني من الشركاء والوكالات الوطنية يعكس جدية التزام الجهات المعنية بإنجاح الحملة وتأمين صحة الأطفال في اليمن من أخطار شلل الأطفال الفموي.

الحاجة الملحة لاستخدام لقاح nOPV2 في مواجهة شلل الأطفال بليمن

مما لا يخفى أن اليمن شهد منذ 2021 وحتى الآن تسجيل 282 حالة إصابة بفيروس شلل الأطفال الفموي من النوع الثاني (cVDPV2) موزعة على 122 مديرية في 19 محافظة من أصل 22 محافظة، مع تصدر الأطفال دون سن الخامسة نسبة 98% من الحالات، وهذا ما يؤكد الحاجة الماسة لتدخل وقائي عبر لقاح nOPV2 الذي يوفر حماية أوسع ضد النوع الثاني من الفيروس ويُعزز مقاومة انتشار العدوى، وبالفعل تركز الحملة على المحافظات الجنوبية التي شهدت أكبر تفشٍ للفيروس، ويبرز ذلك أهمية استمرار الجهود المتكاملة لتحصين الأطفال وحماية المجتمع بشكل عام.

كما صرح ممثل اليونيسف في اليمن، بيتر هوكينز، بأن الحملة ليست مجرد إجراء وقائي فحسب، بل هي خطوة عاجلة لإنقاذ الأطفال اليمنيين وحمايتهم من خطر شلل الأطفال، مشددًا على أن الأطفال غير الملقحين يظلون الأعظم تعرضًا للمرض، والتطعيم المستمر هو أفضل وسيلة للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.

العنوانالتفاصيل
مدة الحملة3 أيام (12-14 يوليو 2025)
عدد الأطفال المستهدفين1.3 مليون طفل
عدد المديريات120 مديرية
عدد المحافظات12 محافظة
عدد فرق التطعيم7000 فريق (6000 متنقل + 800 في المرافق الصحية)
عدد المشرفين2240 مشرفًا (2000 فرق + 240 المناطق)

تجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية واليونيسيف تستمران في دعم جهود حكومة اليمن للقضاء على شلل الأطفال عبر تقوية خدمات التحصين الروتيني والالتزام بخطط استئصال المرض، حيث يمثل التنسيق والعمل المستمر بين الشركاء عاملًا رئيسيًا لعدم تخلف أي طفل عن لقاح شلل الأطفال، مما يسهم في حماية صحة أجيال المستقبل.

بالاستمرار في هذه الحملات المنظمة والتركيز على توصيل اللقاحات اللازمة، يمكن لشمس الأمل أن تشرق على أطفال اليمن وتقلل من خطر انتشار شلل الأطفال، في خطوة تُعد نموذجًا في مواجهة التحديات الصحية رغم الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد.