«مجتمعات مستقرة» كيف يبني الشريعة الإسلامية مجتمعات مترابطة وقوية في الواقع؟

كيف تبني الشريعة الإسلامية مجتمعات مستقرة مترابطة تُعد من القضايا الحيوية التي تؤكد أهمية التماسك المجتمعي وقضايا الأسرة كركيزة أساسية لحماية هوية الأمة وتحقيق الاستقرار، إذ لا نهوض للأمة إلا بتمكين أخلاقي وقيمي متين يعزز وحدة الشريعة وسط أفراد المجتمع ويُرسخ دعائم العلاقة بين أفراده بحب وتسامح وتعاون

كيف تبني الشريعة الإسلامية مجتمعات مستقرة مترابطة عبر التماسك الأسري والقيمي

توضح خطبة الدكتور أسامة هاشم الحديدي أن الأسرة في الإسلام تمثل اللبنة الأولى للبناء الإنساني، ومتى صلحت الأسرة شُيد المجتمع على أسس صلبة تعبّر عن قيم العدل والرحمة والكرامة والعمران؛ فالقرآن والسنة وضعا قواعد صارمة لصيانة الأسرة وحمايتها كجزء لا يتجزأ من منظومة البناء الاجتماعي، وتصف الشريعة الإسلامية التماسك المجتمعي كمدخل ضروري لحفظ الهوية الوطنية والدينية، وتأمين استقرار المجتمعات بتوازن أخلاقي وسلوكي متوافق مع مقاصد الشريعة السامية

هذا التوجه يعكس النظرة الإسلامية الشمولية التي ترى أن العبادة الحقة لا تثمر إلا من خلال قيم تحكم السلوك وتُضبط بها المعاملات، ويؤكد الحديدي أن الإسلام رسالة حياة جامعة تجمع بين العبادات والمعاملات وأسس القيم في إطار يحقق الاستخلاف والعمران الحضاري

كيف تبني الشريعة الإسلامية مجتمعات مستقرة مترابطة من خلال التواصل الإنساني والوحدة العلمائية

يشدد مدير مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية على أن التواصل الإنساني والتعارف بين الشعوبهما القاعدة الأساسية لأي مجتمع مترابط مستقِر، مستشهداً بالآية الكريمة التي تقول: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، وهي آية تبرز عظمة العلاقات الإنسانية وتؤكد أن التفاضل الحقيقي هو بالتقوى والعمل الصالح لا بالجنس أو اللون أو العرق، مما يرسخ مفهوم الوحدة الإسلامية بوصفها مبدأً شرعياً وقيمياً

الوحدة الإسلامية ليست مجرد شعار سياسي، بل هي أساس يحتاج إلى علم وتواصل وحرص على الرحمة، ولذا جاء الحث القرآني على الاعتصام بحبل الله جميعًا وعدم التفرق؛ فالفرقة تضر الأمة وتُضعف قوتها، والعلماء من مختلف بقاع العالم يجتمعون على مسرح المحبة والتآخي لمناقشة قضايا الأسرة والتماسك الاجتماعي، في مشهد عملي للوحدة العلمائية التي يسعى إليها الأزهر الشريف لنشر خطاب ديني معتدل يُعزز التعايش والتراحم

كيف تبني الشريعة الإسلامية مجتمعات مستقرة مترابطة من خلال التمكين الإيماني والعمل الصالح

يرى الدكتور الحديدي أن التمكين في الأرض هو وعد إلهي يكتمل بالجمع بين الإيمان والعمل الصالح، إذ لا يتحقق المستقر والأمن إلا بتحقيق العبادة الخالصة تمثّلها الأعمال الصالحة المستندة إلى قيم الشريعة التي ترسم مسار حياة الإنسان

المفتاح الأساسي لتحقيق التمكين هو الإيمان الراسخ والعمل الجاد القائم على مقاصد الشريعة للعدل والرحمة والكرامة والعمران، إذ إن العبادة لا تقتصر على الشعائر فقط بل تشمل كل عمل يومي يُنظم سير الحياة، ويوجد هذا التمكين بخلق ظروف تُعزز التكامل الإنساني ويُحفّز على نشر القيم الرفيعة التي تشجع التآلف والوحدة بين أفراد المجتمع

• التمسك بقيم العدل والرحمة كأساس للتماسك
• تعزيز دور الأسرة كمركز تربوي وثقافي
• التواصل والتعارف بين الشعوب لبناء حوار حضاري
• توحيد العلماء من مختلف الأوطان لتعزيز الوحدة العلمائية
• العمل الصالح كأساس للتمكين والازدهار الروحي والمادي

تكشف جهود الأزهر الشريف من خلال علماءه وخطبه في الغرب والشرق عن دور محوري في تعزيز الخطاب الديني المعتدل، ونشر قيم الإسلام الأصيلة التي تدعو إلى التعايش السلمي، وتنمية حس الانتماء الديني والثقافي، وترسيخ مبادئ الحوار والتفاهم بعيدا عن التعصب والاستقطاب

في ظل التحديات المعاصرة، تبرز الشريعة الإسلامية كمنهج متكامل لبناء مجتمعات مستقرة مترابطة، فتمكين الأسرة وتقوية الروابط الأخوية بين المسلمين، وكذلك التواصل مع الإنسانية كلها، يجعل من الخطاب الإسلامي رسالة سلام ومحبة تعزز وحدة الأمة وتدفعها نحو المستقبل الواعد مستندة إلى قيمها الراسخة